حورات خاصة

أزمة مالية عالمية قد تختفي خلالها دول وتشتعل حروب للبقاء.. خبراء يكشفون كيف نتجاوزها

بدأت خلال الأيام القليلة الماضية، معالم أزمة مالية عالمية، وصفتها تقارير ووسائل إعلام أنها سابقة لم تحدث منذ أكثر من 73 عاماً، وسط تحذيرات من انهيارات الأسواق المالية بدول عديدة حول العالم.

أزمة مالية عالمية لم تحدث منذ 7 عقود

وذكرت تقارير أن رفع أسعار الفائدة، جعل أسواق السندات على أعتاب أسوأ أداء لها منذ 73 عامًا، وأوضح خبراء “بنك أوف أمريكا” أن أسواق السندات الحكومية في جميع أنحاء العالم على وشك تحقيق أسوأ أداء منذ عام 1949، عندما كانت أوروبا في حالة فوضى تتعافى من الحرب العالمية الثانية.

وأوضحت التقارير أن زيادة سعر الفائدة الأساسي في الولايات المتحدة كانت آخر ضربة خطيرة للاقتصاد العالمي.

واعتبرت الظروف مواتية في الوقت الحالي لظهور أزمة مالية جديدة، ولبحث تلك الظروف وما يمكن أن تؤدي إليه، التقت وكالة ستيب الإخبارية، الخبراء الاقتصاديون، الدكتور شريف الدمرداش، والأستاذ رضوان الدبس.

أزمة مالية عالمية وأكثر الدول المتأثرة

وتختلف ظروف اقتصادات الدول لذلك ستختلف إمكانياتها في تلقّي “الضربة” المتوقعة، وغالباً سيكون هناك دول رابحة وأخرى منهارة.

ويقول الدكتور شريف الدمرداش: أكثر الدول تأثراً بالأزمة المالية، هي الدول التي تعتمد اقتصادياتها على الاستيراد ولا تستطيع أن تكتفي باحتياجاتها من الانتاج المحلي.

ويضيف: معظم الدول التي ستتأثر ستكون في قارة إفريقيا وآسيا ثم أوروبا، أما الدول الأقل تأثراً هي الدول التي تحقق فائض واكتفاء من الانتاج المحلي وعندها قدرة على التصدير مثل الاقتصاديات الكبرى (أمريكا والصين وألمانيا..).

النظام الاقتصادي العالمي

يؤكد الخبير الاقتصادي أن كل مايجري هو لبناء نظام اقتصادي عالمي جديد، تعمل مجموعة من “المسيطرين على العالم”.

ويقول: يجري تدمير النظام الاقتصادي العالمي القائم، عن عمد، بهدف طرح نظام اقتصادي عالمي جديد يخدم مخططات دول كبرى، وسيدفع ثمن هذه العملية العديد من الاقتصادات حول العالم، بينما سيستفيد البنوك الكبرى وأصحاب الأموال في الدول ذات الاقتصاد القوي.

ويؤكد أنه “من يتحكم بالعالم هم مجموعة وليست دول، تملك ثروات العالم”، حسب وصفه، مشيراً إلى أن كل ما حصل من أزمات، يمكن أن يكونوا وراءها بدءاً من كورونا إلى غيرها.

ويتابع: الهدف منها إبطاء عمليات الانتاج وسلاسل التوريد، وخلق نوع من العرض والطلب وتلاها التضخم، وزاد الطين بلة الحرب الروسية في أوكرانيا.

ويشدد الدمرداش القوى العسكرية توظف اليوم لتحقيق الأهداف السياسية والاقتصادية، وبالتالي يمكن أن يكون هناك صراعات جديدة في الساحة الدولية، حسب تعبيره.

أما العملات الرقمية فيرى الخبير الاقتصادي أنها جزء من “المؤامرة” حيث ستتأثر حالها كحال الاقتصاد بالدول ويمكن أن تنهار بشكلٍ مفاجئ بأي لحظة.

دول تنهار

وعن مدى الصدمة التي يمكن أن تسبب تغييرات ضمن ما يحدث من أزمة مالية في العالم، يرى الخبير الاقتصادي أن هناك دول قد تنهار.

ويقول الدمرداش: يمكن أن تنهار دول كاملة لتكريس المصالح المذكورة، والقوى الكبرى تعلن صراحةً أنها بصدد اختزال دول العالم، ليبقى من يستطيع العيش ويملك القوة والمال فيه.

ويضيف: لا اعتقد أن هناك أي حالة عشوائية، فتلك القوى تتحكم بمكان إشعال صراع جديد أو إطفاءه من خلال المال والسلاح.

ماذا تفعل الناس؟

وحول النصائح التي يمكن من خلالها أن يتفادى الناس التضخم وهبوط العملات ضمن أزمة مالية متوقعة وتعتبر الأسوأ منذ عقود، قدّم شريف الدمرداش بعضاً منها.

ويقول: بالنسبة للأشخاص المستثمرين ينصح خلال الفترة الحالية الاستثمار في الأرض الزراعية، أما المواطن العادي من ذوي الدخل المتوسط فالنصائح لهم يمكن أن تحمل نوع من التخمين، ولكن لعلّ الطريقة الأكثر أماناً اليوم هو الاستثمار في سندات الخزانة الأمريكية مثلاً.

ويضيف: سوق الأسهم والعملات لا ينصح فيه مطلقاً خلال الفترة القادمة، وأيضاً الذهب والمعادن ليست آمنة بدرجة كبيرة خلال الفترة الحالية.

عامان فاصلان

من جانبه يرى الخبير الاقتصادي، رضوان الدبس، أن التضخم سيصل إلى ذروته في الربع الأول من عام 2023.

ويقول: جميع دول العالم متأثرة، وترافق مع التضخم ارتفاع أسعار النفط وهو ما خلق ضغط آخر على اقتصاديات الدول المستهلكة له.

ويؤكد أنه نتيجة للتغيرات الاقتصادية والمالية، شهد العالم تأثيرات سياسية، فاليمين المتطرف عاد ليحكم عدة دول أوروبية مؤخراً.

ويتابع: بعد شهر آذار مارس العام القادم قد تشهد بعض اقتصاديات العالم تحسناً وخروجها من أزمة مالية عالمية، إلا أنّ التعافي الكامل قد يحتاج لأكثر من عامين.

ويتأثر هذا الموعد مع عدد من العوامل، حسب “الدبس”، منها أسعار النفط وتطور الحرب الأوكرانية، وإمكانية حدوث صراع في شرق آسيا.

ويوضح أن الدول الأوروبية ستكون في عين العاصفة خلال أزمة مالية عالمية متوقعة، حيث أن أسعار الطاقة هناك بدأت تثير القلق، مع استعداد هذه الدول بإجراءات غير مسبوقة لوضع حد لها.

ويستعد العالم لركود كبير بعد موجة التضخم، وهو ما بدأت تظهر آثاره في هبوط أسعار العملات والأسهم في كل الأسواق العالمية، وتحمل الأيام المقبلة المزيد من الركود، فيما ينتظر الوصول إلى نقطة يمكن بعدها لملمة الخسائر والعودة من جديد.

 

أزمة مالية عالمية قد تختفي خلالها دول وتشتعل حروب للبقاء.. خبراء يكشفون كيف نتجاوزها
أزمة مالية عالمية قد تختفي خلالها دول وتشتعل حروب للبقاء.. خبراء يكشفون كيف نتجاوزها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى