أوروبا تزود أوكرانيا بـ5 ملايين جرعة من أقراص اليود.. ما علاقتها بوقوع كارثة نووية؟
أعلن المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز لينارتشيتش، اليوم الثلاثاء، عن تزويد أوكرانيا بخمسة ملايين جرعة من أقراص اليود، بسبب احتمال وقوع كارثة نووية.
أوروبا تزود أوكرانيا بـ5 ملايين جرعة من أقراص اليود
بحسب وكالة تاس الروسية، قال لينارتشيتش: “لقد تمكنا من إيصال 5 ملايين جرعة من أقراص اليود إلى أوكرانيا للأشخاص المعرضين للخطر الذين يعيشون بالقرب من محطات الطاقة النووية”.
وتعتبر محطة زابوريجيا النووية الخاضعة للسيطرة الروسية، أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا.
وأثار وضع المحطة النووية الضخمة قلقاً دولياً خلال الأشهر الماضية، لاسيما مع تبادل القصف بين القوات الروسية والأوكرانية.
وقد حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مراراً وتكراراً من خطورة الوضع، مطالبة بإقامة “منطقة أمنية”، لتجنّب أي حادث نووي لا تحمد عقباه.
أهمية أقراص اليود التي وصلت لـ أوكرانيا
تأتي هذه الخطوة الأوروبية، وسط مخاوف كبرى من إقدام روسيا على شنِّ هجوم نووي محتمل، بعد حديث زعيم الكرملين علناً عن عزم بلاده استخدام كافة الوسائل للدفاع عن نفسها، بما في ذلك استخدام السلاح النووي.
وحتى قبل تلويح روسيا باستخدام النووي، أثارت أعمال القتال التي اندلعت حول محطة زابوريجيا في أوكرانيا، مخاوف من حصول كارثة نووية.
وبحسب موقع لجنة السلامة النووية في كندا، فإن أقراص “يوديد البوتاسيوم” أو الأقراص المضادة للإشعاعات، تقدم بعض الحماية في حال التعرض لمواد مشعة مؤذية.
تحتوي هذه الأقراص على يود غير مشع، يساعد على منع امتصاص العناصر المضرة، حتى لا تتركز في وقت لاحق، داخل الغدة الدرقية.
وتلجأ الغدة الدرقية في جسم الإنسان، إلى استخدام اليود من أجل إنتاج هرمونات تتولى ضبط عملية التمثيل الغذائي “الميتابوليزم”، وهي عملية حيوية مستمرة.
ولا تستطيع الغدة الدرقية الموجودة في جسم الإنسان التمييز بين اليود المشع، واليود غير المشع الذي يتسرب خلال حوادث نووية طارئة، بحسب الموقع.
ووفق منظمة الصحة العالمية، فإنه في حال وقوع حادث نووي، قد يتسرب اليود المشع إلى البيئة على شكل غيمة أو سحابة، وعندئذ يتسبب في تلوث التربة والأسطح والأغذية والمياه.
ولدى وقوع الإشعاع، قد يستقر اليود على جلد الفرد وملابسه، مما يؤدي إلى تعرض خارجي للإشعاع، ويمكن إزالة اليود المشع المترسب على الجلد بغسل الجلد بالماء الدافئ والصابون.
كما يمكن أخذ هذه الأقراص قبل ساعات من الهجوم، أو بعد ذلك بساعات، والهدف هو جعل الغدة الدرقية تمتلئ باليود، فلا تحتاج إلى امتصاص المزيد لمدة تصل إلى 24 ساعة، وهكذا تتفادى المواد المؤذية.
الأطفال أكثر ضرراً
بحسب الصحة العالمية، قد يزيد امتصاص اليود المشع من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، لا سيما عند الأطفال. وكلما قل عمر الفرد عند تعرضه لليود، زاد خطر إصابته بسرطان الغدة الدرقية في المراحل اللاحقة من حياته.
وجرى رصد هذه الزيادة في معدل الإصابة بسرطان الغدة الدرقية لأول مرة لدى أطفال تشيرنوبيل، الذين تعرضوا لليود المشع عن طريق الحليب والغذاء الملوثين، بعد مرور 4 إلى 5 سنوات على تعرضهم له في عام 1986.