أخبار العالمسلايد رئيسي

سيناريو التقنين يطرق باب بريطانيا وفرنسا تلجأ لحل أصعب.. أوروبا تبحث عن الحلول لأزمة الطاقة

مع اقتراب موسم الشتاء، بدأت أزمة الطاقة تتفاقم في أوروبا يوماً تلو الآخر، وسط نقص حاد في الإمدادات الروسية التي لطالما زوّدت القارة العجوز بما يقرب من نصف احتياجاتها، فيما حذرت بريطانيا رسمياً من أنها قد تواجه انقطاعات مخططة للتيار الكهربائي (تقنين).

بريطانيا تضع تقنين الكهرباء حلاً لمواجهة أزمة الطاقة

وتضع جميع الدول الأوروبية خطط طوارئ شتوية لمواجهة أزمة الطاقة التي تمر بها دول القارة بسبب انقطاع تدفقات الغاز من روسيا، ما قد يؤدي إلى تقنين ووقف صادرات الطاقة إلى الدول الأخرى.

ففي بريطانيا، حذّرت الشبكة الوطنية، أمس الخميس، من أن البلاد قد تواجه انقطاعات مخططة للتيار الكهربائي لمدة 3 ساعات عن المنازل والشركات هذا الشتاء، إذا لم تستطع المملكة المتحدة استيراد الكهرباء من أوروبا.

وقال مُشغّل الشبكة الوطنية في بريطانيا (إي إس أو) في توقعاته الشتوية: “قد يتسبب نقص الإمدادات في قطع التيار الكهربائي عن بعض العملاء لأوقات محددة مسبقاً خلال اليوم، بصفة عامة يُفترض أن يكون هذا لمدة 3 ساعات”.

وتأتي احتمالية انقطاع التيار الكهربائي في الوقت الذي دعت فيه رئيسة الوزراء ليز تراس، أوروبا إلى الحفاظ على تدفق صادرات الطاقة خلال فصل الشتاء، وفقاً لوكالة رويترز.

من المرجّح أن تزيد تراس من الضغط على الحكومة بعد أن استبعدت في السابق تقنين استهلاك الطاقة في المملكة المتحدة.

تأمين إمدادات الغاز في بريطانيا

في السياق، فال متحدث باسم الحكومة البريطانية: “تمتلك المملكة المتحدة نظام طاقة آمناً ومتنوعاً. نحن واثقون بخططنا لحماية المنازل والشركات في جميع السيناريوهات المحتملة هذا الشتاء”.

وأضاف: “لتجاوز أزمة الطاقة، وضعنا خططاً لتأمين الإمدادات”، مشيراً إلى احتياطيات الغاز البريطانية في بحر الشمال والواردات من شركاء مثل النرويج ومصادر الطاقة النظيفة.

وكانت شركتا إكوينور النرويجية وسنتريكا البريطانية أعلنتا في يونيو/حزيران الماضي، توقيع اتفاقية لتوصيل إمدادات إضافية من الغاز إلى المملكة المتحدة، وتستورد لندن -حالياً- نحو ثلث احتياجاتها من الغاز من أوسلو.

ورغم أن موسكو نحو 4% فقط من احتياجات لندن من الغاز، إلا أن انقطاع الإمدادات إلى أوروبا أسهم في ارتفاع أسعار الطاقة في بريطانيا، وزاد من صعوبة تأمين الغاز من الآخرين.

وأعلنت المملكة المتحدة في 8 سبتمبر/أيلول، تجميد متوسط الفواتير عند 2500 جنيه إسترليني (2889.15 دولاراً أمريكياً)، بدءاً من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وتعويض شركات الطاقة عن خسائرها.

فرنسا تطلق خطة لمواجهة استهلاك الطاقة

على صعيدٍ متصل، أطلقت فرنسا أمس الخميس، خطة وطنية للاقتصاد في استهلاك الطاقة خلال فصل الشتاء، وسط مخاوف من حدوث عجز في الإمدادات في غضون الأشهر المقبلة.

وتشمل الخطة تدابير مألوفة من بلدان أخرى، مثل خفض الإضاءة في الأماكن العامة، وخفض استخدام أجهزة التدفئة، والحد من استهلاك المياه الدافئة في المباني العامة، وتسعى الخطة إلى إقناع السكان بالحد من استهلاكهم بشكل عام.

ولدى مزود الشبكة الوطنية “آر تي إي” القدرة على إيقاف استهلاك الماء الساخن عن بعد بين الساعة 12 ظهراً و2 بعد الظهر.

وستتأثر بهذه العملية نحو 3. 4 ملايين أسرة فرنسية، وتستعد باريس لنقص الإمدادات، حيث إن أكثر من نصف محطات الطاقة النووية في البلاد البالغ عددها 56 محطة متوقفة عن العمل، من أجل الصيانة، وتعتمد البلاد بشكل كبير على الكهرباء المولدة نووياً.

ومن غير الواضح ما إذا كانت محطات الطاقة ستعمل مرة أخرى بحلول فصل الشتاء، كما طالبت الحكومة. وأعادت فرنسا تشغيل محطة لتوليد الكهرباء تعمل بالفحم في شمال شرق سان أفولد نظراً لأزمة الطاقة، وفق ما نقله موقع “الطاقة”.

أسعار الكهرباء في أوروبا

ارتفعت أسعار الكهرباء في أوروبا إلى مستويات غير مسبوقة في الأشهر الأخيرة، مع ارتفاع الطلب خلال فصل الصيف، في الوقت الذي انخفضت فيه إمدادات الغاز الروسي، وتراجع التوليد من الطاقة النووية والطاقة الكهرومائية.

وتجاوز المتوسط اليومي لأسعار الكهرباء الفورية في ألمانيا -الدولة الأوروبية الرائدة في مجال تصنيع الخلايا الشمسية وخلايا البطاريات- 600 يورو (595 دولاراً) لكل ميغاواط/ساعة، في حين تجاوزت الأسعار في فرنسا 700 يورو (695 دولاراً) لكل ميغاواط/ ساعة خلال أغسطس/آب.

وخلال ساعات الذروة، ارتفعت أسعار الكهرباء الأوروبية إلى 1500 يورو (1488 دولاراً) لكل ميغاواط/ساعة، وهي مستويات لا يمكن للمستهلكين تحملها، بما في ذلك القطاع الصناعي.

وعلى الرغم من أن الأسعار قد تراجعت بشكل كبير عن هذه المستويات القياسية في أغسطس/آب الماضي، فإنها ما زالت في نطاق 300 إلى 400 يورو، كما إنها أعلى من مستويات ما قبل حرب أوكرانيا.

ويأتي ارتفاع أسعار الكهرباء مع نقص إمدادات الغاز الطبيعي في أوروبا، التي تعتمد على هذا الوقود في توفير 20% من احتياجاتها من الكهرباء.

قدرة تصنيع الطاقة الشمسية

على الرغم من أن قدرة تصنيع الطاقة الشمسية في أوروبا متواضعة نسبياً بنطاق عالمي؛ إذ تشكل 2% فقط من إجمالي السعة، فإن أي وقف أو تخلٍّ عن المشروعات القائمة سيكون ذا عواقب سلبية كبيرة في المدى الطويل.

ويستهدف الاتحاد الأوروبي وصول القدرة الإنتاجية للطاقة الشمسية إلى 25 غيغاواط بحلول عام 2025، بحسب موقع الطاقة.

سيناريو التقنين يطرق باب بريطانيا وفرنسا تلجأ لحل أصعب.. أوروبا تبحث عن الحلول لأزمة الطاقة
سيناريو التقنين يطرق باب بريطانيا وفرنسا تلجأ لحل أصعب.. أوروبا تبحث عن الحلول لأزمة الطاقة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى