حورات خاصة

أجواء حرب داخلية اشتعلت بـ عفرين السورية.. ماذا تريد تحرير الشام وما علاقة تركيا؟

تعيش منطقة عفرين والباب في ريف محافظة حلب السورية، منذ ثلاثة أيام أجواء حرب داخلية، اندلعت بين فصائل سورية معارضة موالية لتركيا، ورغم أنها ليست بجديدة، إلا أنها تختلف من زاوية دخول هيئة تحرير الشام على الخط لتساند طرفاً ضد آخر، في تحوّل هو الثاني من نوعه، منذ شهر يونيو/حزيران الماضي.

ويعتبر دخول الهيئة على خط المواجهات حدثاً لافتاً كونها تفتقد لأي نفوذ في مناطق ريف حلب الشمالي، بينما يقتصر انتشار مقاتليها في محافظة إدلب.

وترتبط الشرارة الأولى لهذه المواجهات بحادثة اغتيال الناشط الإعلامي محمد عبداللطيف الملقب بـ”أبو غنوم” مع زوجته الحامل على يد مسلحين من “فرقة الحمزة”، في مدينة الباب شرقي مدينة حلب.

حول المشهد الميداني في منطقة عفرين، يقول الخبير العسكري العميد الركن أحمد رحال، إنَّ ما يحدث الآن “مخالف للعقل والمنطق، ولكن من كان يتابع المشهد السوري بشكل دقيق كان يدرك أن ما نعيشه اليوم هو نتائج لمقدمات كانت تحدث منذ 4 سنوات”.

ويضيف رحّال لوكالة ستيب الإخبارية: “ما يحدث اليوم هو عبارة عن صراعات نفوذ ومعابر وخلاف الزعامات كذلك خلاف على مناطق السيطرة، فكل من يريد تحصين منطقة نفوذه ومزرعته”.

ويتابع: “ما يحدث الآن هو فوضى لكن بتحالفات، يعني اليوم كانت قصة اغتيال الإعلامي أبو غنوم الشرارة ووسيلة للانقضاض على الحمزة”، لافتاً إلى وجود لقاءات سابقة بين هيئة تحرير الشام والسلطان سليمان شاه في حلب وإدلب.

أجواء حرب داخلية اشتعلت بـ عفرين السورية.. ماذا تريد تحرير الشام وما علاقة تركيا؟
أجواء حرب داخلية اشتعلت بـ عفرين السورية.. ماذا تريد تحرير الشام وما علاقة تركيا؟

دخول تحرير الشام عفرين

فيما يتعلق بدخول هيئة تحرير الشام مناطق نفوذ الفصائل السورية الموالية لتركيا، ومدى قدرتها على الاستمرار والتوسع، يقول الخبير العسكري: “هناك عدّة نقاط، منها أنه عندما نوصف يجب أن نوصف بواقعية؛ فالأكثر تنظيماً والتزاماً وانضباطاً وخبرةً هم عناصر هيئة تحرير الشام، ولا تُقارن إجمالاً بالجبهة الوطنية ولا الجيش الوطني بجميع فيالقه.

النقطة الثانية، هي أن اختراقات هيئة تحرير الشام بمناطق الجيش الوطني لا تعد ولا تحصى، والتحالفات على العلن مع الحمزات ومع العمشات، حيث رتبت أمورها في إدلب وأخذت جزءًا من الفرقة (32)؛ كذلك أخذت الحمزات وأخذت العمشات”.

ويضيف: “هناك أيضاً أمر وهو أن الجبهة الشامية والفيلق الثالث اعتبرا السيطرة على مقرات الحمزات بالبزاعة، ونشرت عناصرهما صور الدبابات التي اغتنمتها، معتبرةً ذلك «انتصاراً تاريخياً» بينما الجولاني أصبح في جنديرس”.

وبحسب الخبير العسكري، فإن الجولاني “لم يأت لأخذ عفرين، بل يريد أمرين؛ الأول معبر ديرالحمام مع الأكراد ومعبر أبوالزندين مع النظام السوري، فالهيئة تريد أخذهما وبالتالي تتقدم في هذا الاتجاه”.

رحال مضى في القول: “أمام هذا الواقع هناك في الطرف الآخر قوة مشرذمة ومفرّقة وخائفة لا تملك إرادة القتال”، متهماً في الوقت ذاته “الجيش الوطني” بالقتل والخطف والسرقة والتغيير القسري.

ويزيد: “وسط ما يحدث ضمن الفصائل يجعل الطريق مفتوحاً أمام الجولاني بكل ما يريد. لا توجد قوة تقف في وجهه؛ فاليوم إذا أراد الجولاني الذهاب إلى عفرين سيدخلها وكذلك جنديرس وإذا أراد أخذ مدن الفرات كلها سيأخذها؛ فالجيش الوطني الموجود هو جيش المعابر والحواجز والوقوف على معاصر الزيتون والتنقيب عن الآثار وتهريب الأشخاص”، مضيفاً “هذا ليس بجيش وطني، بل ميليشيات”.

وصول هيئة تحرير الشام إلى عفرين “كارثة”

يرى الخبير العسكري أن وصول هيئة تحرير الشام إلى عفرين “كارثة داخلية وخارجية وتسقط الكثير من الأوراق كانت مبرراً لدخول عفرين من قبل الجيش الحر وتركيا، كما أنه كارثة لتركيا أيضاً”.

وأردف: “لو أرادت تركيا أن توقف هذا القتال ليست بحاجة لأن تتصل؛ فالمترجم لوحده يكفي أن يتصل بقادة المشتبكين وسوف يتم وقف القتال خلال ساعة.

ما يحدث اليوم يمهد لانشقاق جذري؛ فاليوم هناك حلفان: حلف الجبهة الشامية وجيش الإسلام، فرقة 51، فرقة عشرين، المعتصم، أحرار الشرقية وجيش الشرقية، أما الحلف الثاني فيتكون من هيئة تحرير الشام والعمشات والحمزات وأحرار حسن صوفان وأحرار 32.

وهناك فريق ثالث لا ناقة له ولا جمل: صقور الشام والزنكي والسلطان مراد، وبالتالي ما يحدث اليوم أول خطوة للانشقاق وانقسام الجيش الوطني”.

إلى أين ستصل الأمور في عفرين؟

ردّاً على هذا السؤال، يقول العميد أحمد رحال: “هناك من يقول إنَّ من بنود المصالحة السورية التركية ومن مطالب نظام الأسد هو تسليم المناطق التي يسيطر عليها الجيش التركي والاكتفاء باتفاقية أضنة”.

ويتابع: “ما يحدث اليوم هو إصباغ صفة الإرهاب على مناطق النفوذ التركي بحكم الأمر الواقع وتركيا لا علاقة لها بالموضوع، وبالتالي هو مبرر لإعادته إلى النظام السوري بعد أن يسيطر عليها الجولاني“.

ويأتي هذا في وقت أعلنت أنقرة رسمياً وعبر كبار مسؤوليها من أنها لا تمانع في تطبيع العلاقات مع دمشق.

ويُعد الدعم التركي عاملاً رئيسياً لاحتفاظ المعارضة السورية بآخر موطئ قدم رئيسي لها في الشمال الغربي، بعد أن استعاد النظام السوري مساحات واسعة بمساعدة روسيا وإيران.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى