الشأن السوري

معظمها مجهولة الأصل.. وثائق صادمة حول إعادة فرنسا رفات 24 شهيداً إلى الجزائر

كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، اليوم الثلاثاء، تفاصيل وثائق وصفت بــ “صادمة” صادرة عن الحكومة الفرنسية، تفيد بأن 6 فقط من الجماجم التي استرجعتها الجزائر من باريس قبل سنتين، والمقدر عددها بـ24، كانت لشهداء الثورة، فيما لم يتم التأكد من أصول الجماجم المتبقية.

– وثائق صادمة صادرة من فرنسا

في وقتٍ سابقٍ، رحبت الجزائر بقرار فرنسا إعادة 24 جمجمة تعود لبعض محاربي الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، كما احتفلت باريس والجزائر بهذه “البادرة القوية” باعتبارها علامة فارقة في الجهود الساعية إلى إعادة بناء العلاقات، والتي أنهت سنوات من التوتر الدبلوماسي بين البلدين.

غير أن ملكية الجماجم بقيت للحكومة الفرنسية حتى بعد تسليمها للجزائر في عام 2020، ولم تكشف أي من الحكومتين عن هذه المعلومات، في محاولة منهما للحفاظ على المنافع الدبلوماسية التي جلبتها عملية الإعادة. 

أما في الوقت الحالي، كشفت الصحيفة الأمريكية تفاصيل “الإعادة المعيبة” كما وصفتها، إذ أكدت أن هناك مشكلة أوسع نطاقاً تتمثل في عمليات الإعادة، التي غالباً ما تكون مشوشة وسرية ولا تصل بالطبع إلى مستوى الطموحات لتصحيح أخطاء الحقبة الاستعمارية.

ونقلت الصحيفة عن السيناتورة الفرنسية كاثرين مورين ديسايلي، التي عملت لفترة طويلة على عملية إعادة رفات الشهداء، قولها: “إن القضايا الدبلوماسية بين البلدين سادت على المسائل التاريخية، واعترفت بفشل العملية”، فيما لم ترد الحكومة الجزائرية ولا مكتب ماكرون على طلبات التعليق من الصحيفة الأمريكية.

وقالت الصحيفة: “إن الموافقة في الواقع تمت بموجب اتفاقية وقعتها الجزائر وباريس في 26 يونيو/حزيران 2020، والتي تضمنت ملحقاً من 4 صفحات يوضح بالتفصيل هويات الرفات”.

ولا يزال حجم المشكلة غامضاً إلى حد كبير، وفقاً للصحيفة، لا سيما عندما يتعلق الأمر برفات البشر، حيث يحتوي متحف الإنسان على ما يقرب من 18000 بقايا من جميع أنحاء العالم.

وكشف تقرير سري أصدره المتحف في عام 2008، أنه يضمّ المئات من الرفات “التي يُحتمل أن تكون موضع نزاع”، والتي يمكن طلبها في المستقبل، وتشمل عظاماً تعود إلى زوجة مؤسس إمبراطورية توكولور في غرب إفريقيا في القرن التاسع عشر، وبقايا أمير حرب سوداني حكم جزءاً من تشاد في تسعينيات القرن التاسع عشر، وعظام عائلة من الإنويت الكنديين.

ويذكر أن قضية “الجماجم” برزت لأول مرة في أوائل عام 2010، عندما بدأ المؤرخ الجزائري علي فريد بلقادي البحث في متحف البشرية.

أما تاريخ جماجم المتحف يعود إلى بدايات التاريخ البشري حتى القرن العشرين، وقد تم جمعها من خلال الحفريات الأثرية والحملات الاستعمارية، ومن بينهم العشرات من زعماء القبائل في غرب إفريقيا، والأمريكيين الأصليين، والمتمردين الكمبوديين.

ومن جانبه، وصف المؤرخ الجزائري بلقادي اكتشاف الجماجم بمتحف البشرية بباريس بأنه “اكتشاف فظيع يتحدث عن الهمجية الاستعمارية”.

فرنسا
فرنسا


تابع المزيد:

))مزقوا مصحفها وألقوا حجابها..اعتداء جديد على طالبة مسلمة في فرنسا

))الفلاقة أبطال غيروا تاريخ إفريقيا للأبد..اتحاد تونس والجزائر وليبيا ضد فرنسا في ملحمة أسطورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى