حورات خاصة

انهيار سعر صرف الليرة السورية.. خبراء يكشفون موعداً ونقطة تحوّل “تاريخية” بالبلاد

انهار سعر صرف الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية بشكل متسارع خلال الأيام القليلة الماضية، وسجل مستويات تاريخية غير مسبوقة، وسط تحذيرات من نفاذ حلول الحكومة السورية لمواجهة هذا الانهيار. 

 

ووصل سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة بالسوق السوداء، نحو 5550 ليرة وسط حديث عن إمكانية تجاوز هذه العتبة التاريخية والوصول إلى مرحلة 6000 ليرة لكل دولار وهي نقطة يرى خبراء أنها “خطيرة”. 

 

أسباب انهيار سعر صرف الليرة السورية 

 

وفي حديث لـ”وكالة ستيب الإخبارية”، رأى الخبير والمحلل الاقتصادي، يونس الكريم، أن الانهيار في سعر الصرف الليرة السورية يعود إلى عدة أسباب. 

 

ويقول الكريم: من هذه الأسباب الفشل في إدراة ملف المحروقات، حيث لا تزال الأزمة تتفاقم والتصريحات الحكومية لا تبشّر بخير، وهذا ما أعطى شعور بأن الأمور تتجه إلى الأسوأ، وسبب آخر هو زيادة عمليات الهجرة والهروب من البلاد مما زاد الطلب على العملة الأجنبية.

 

ويضيف: هناك سبب آخر هو الصراع بين النظام وأمراء الحرب من جهة وبين أمراء الحرب فيما بينهم من جهة ثانية، أيضاً الحرب الروسية في أوكرانيا والعقوبات المشددة على حلفاء النظام السوري، إيران وروسيا، مما جعل أمراء الحرب والتجّار يشعرون بالأسوأ القادم، وبذلك اتجهوا إلى تحصين تجارتهم بالعملات الأجنبية، ونقل أموالهم إلى الخارج، إضافة إلى محاولة فرض سيطرة النظام السوري على تجارة أمراء الحرب وهو مازاد المخاوف. 

 

أما السبب البارز كان برأي الخبير الاقتصادي هو إصدار الميزانية السورية من قبل الحكومة دون توضيح إمكانية تغطيتها، مما “زاد الطين بلة”. 

 

3 نقاط جعلت الحكومة السورية تصمد إلى اليوم 

 

ويقول يونس الكريم خلال حديثه لـ”ستيب”: الجوهر الأساسي في صمود النظام السوري أمام هذا الانهيار، يقاس بثلاث نقاط: أولها مدى إمكانية تحقيق تقارب تركي سوري وإمكانية تحقيق تقدم وسيطرة للنظام السوري في مناطق قوات قسد شمال شرق سوريا.

 

أما العامل الثاني من وجهة نظر “الكريم” فهو جهود عُمان والأردن في محاولة إعادة النظام السوري إلى المحيط العربي بعلاقاته وخصوصاً مع السعودية وقطر، أما ثالث العوامل فهو السيطرة على المعابر ومشاريع التعافي المبكر التي يمكن أن تؤمن سيولة أجنبية للحكومة السورية.

 

بينما الحلول الممكنة فيشير إلى أنه “حالياً في الوضع الراهن لا يوجد حلول كثيرة سوى خصخصة ما تبقى من مؤسسات الدولة، أو الضغط على أمراء الحرب لتمويل الخسائر في الأسواق، إضافة إلى الضغط على الأمم المتحدة لتسريع مشاريع التعافي المبكر، وتسريع التقارب مع دول الخليج بأي ثمن لوقف الانهيار المستمر”. 

 

نقطة انهيار سعر صرف الليرة السورية 

 

ومن جانبه، المحلل والخبير الاقتصادي، رضوان الدبس، يتفق مع “يونس الكريم” حول أسباب الانهيار. 

 

وفي حديث لوكالة ستيب الإخبارية، يقول: “جميع المستويات السابقة التي وصلت إليها الليرة السورية مقابل العملات، كانت ضمن “الخطوط الحمراء” للاقتصاد السوري، إلا أنّ النقطة الفاصلة في حال وصل سعر صرف الليرة السورية إلى 6000 مقابل الدولار، هنا سنكون بدأنا في مرحلة انهيار العملة والحكومة والاقتصاد تماماً”. 

 

ويضيف: في حال استمر ثبات سعر صرف الليرة السورية على هذا النحو لمدة شهرين أو ثلاث فهذا يعني توقف أجهزة الدولة والحكومة وعجزها عن تقديم أي خدمات للناس.

 

ويشير إلى أنه قبل أسبوعين تقريباً ظهرت ميزانية الحكومة للسنة الجديدة والتي حملت عجزاً بنحو 10 ترليون دولار، وفي حال إذا استمر الوضع على ما هو عليه لعدة أسابيع فهذا يعني “انهيار تام”، حسب وصفه 

 

ولتوضيح معنى انهيار أجهزة الدولة، يشير الخبير الاقتصادي إلى أن ذلك يعني انتهاء أرصدة الدولة في البنك المركزي من أجل دفع ثمن الخدمات التي تقدم للناس.

 

الحلول استنفذت

 

أما عن دخول أموال من الأمم المتحدة تحت بند مشاريع الدعم المبكر، فيؤكد أن المبلغ الذي تحدثت عنه الأمم المتحدة وهو 500 مليون دولار، لايساوي شيئاً أمام الانهيار الكبير في سعر صرف الليرة السورية، والاقتصاد السوري عموماً. 

 

كما يتحدث “الدبس” عن الحلول معتبراً أن الحكومة السورية استنفذت كل الحلول الممكنة من خلال رفع الدعم عن الكثير من الناس والمنتجات، إضافة لتجربة الخطوط الائتمانية والدعم النفطي من إيران، ولم يتبقى بيده الكثير، مشيراً إلى أن أي دعم نقدي أو غذائي من قبل أي دولة سيكون مجرد “علاج مؤقت” ثم يعود الوضع إلى انهيار جديد. 

 

ويؤكد أنه إذا لم يحصل أي تدخل خارجي يأتي كـ”الصعقة” لإنقاذ الاقتصاد السوري، فإن معظم الخدمات التي تقدمها الدولة في سوريا ستتوقف، ولا يستطيع الناس فعل أي شيء لمواجهة الأمر. 

انهيار سعر صرف الليرة السورية.. خبراء يكشفون موعداً ونقطة تحوّل "تاريخية" بالبلاد
انهيار سعر صرف الليرة السورية.. خبراء يكشفون موعداً ونقطة تحوّل “تاريخية” بالبلاد

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى