ملفات ساخنة في قمة السعودية والصين واتفاقيات بـ29 مليار دولار بينها “النووي”

تعقد اليوم الأربعاء أكبر قمم السعودية والصين، حين يصل الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إلى المملكة في زيارة “تاريخية”، وسط حديث عن التجهيز لاتفاقيات ستفوق عتبة 29 مليار دولار وشراكة استراتيجية تثير قلق واشنطن.

قمة السعودية والصين

وأوضحت مصادر سعودية متعددة لوسائل إعلام، أن الرئيس الصيني الذي يصل الأربعاء يعقد ثلاث قمم في المملكة، أولها قمة “السعودية والصين”، تليها قمة صينية مع دول الخليج، وثالثها مع دول عربية أخرى.

وعلى هامش القمة الثنائية سيوقع البلدان أيضاً وثيقة الشراكة الاستراتيجية، وخطة المواءمة بين رؤية المملكة 2030، ومبادرة الحزام والطريق.

وستكون القمة السعودية الصينية برئاسة ملك السعودية والرئيس الصيني ومشاركة ولي العهد محمد بن سلمان.

وكانت قد وقعت السعودية والصين في شهر يناير عام 2016، 14 اتفاقية ومذكرة تفاهم منها مذكرة تعزيز التعاون المشترك في شأن الحزام الاقتصادي لطريق الحرير ومبادرة طريق الحرير البحري للقرن 21، والتعاون في الطاقة الإنتاجية، وقعها من الجانب السعودي الأمير محمد بن سلمان  ولي العهد السعودي.

كما دشّن الملك سلمان مع الرئيس شين جين بينغ ، مشروع شركة ينبع أرامكو ساينبوك للتكرير (ياسرف) الذي يمثل صرحاً جديداً للشراكة بين المملكة والصين.

وفي زيارة للعاهل السعودي إلى الصين في 2017، تم التوقيع على العديد من مذكرات التفاهم والتعاون والبرامج بين حكومتي السعودية والصين في عدد من المجالات، منها علوم وتقنية الفضاء، وبرنامج التعاون الفني في المجال التجاري، ومذكرة التفاهم بشأن إسهام الصندوق السعودي للتنمية في تمويل مشروع إنشاء مبانٍ جامعية في إقليم سانشي.

وفي 2019، أقيم منتدى الاستثمار السعودي الصيني الذي شهد مشاركة أكثر من 25 جهة من القطاعين الحكومي والخاص في المملكة، ونتج عنه توقيع 35 اتفاقية تقدر بأكثر من 28 مليار دولار، وتسليم 4 تراخيص لشركات صينية مختصة في عدد من المجالات.

واحتلت الصين مركز الشريك التجاري الأول للسعودية لآخر 5 سنوات، إذ كانت الوجهة الأولى لصادرات السعودية ووارداتها الخارجية منذ العام 2018، حيث بلغ حجم التجارة البينية 309 مليارات ريال (82.5 مليار دولار)، في العام 2021، بزيادة قدرها 39 بالمئة عن العام 2020، كما بلغ إجمالي حجم الصادرات السعودية إلى الصين 192 مليار ريال (51 مليار دولار)، منها صادرات غير نفطية بقيمة 41 مليار ريال (11 مليار دولار)، بحسب وسائل إعلام سعودية.

كما بلغت قيمة الاستثمارات السعودية في الصين 8.6 مليارات ريال (2.3 مليار دولار) وجاءت المملكة في المرتبة 12 في ترتيب الدول المستثمرة في الصين حتى نهاية العام 2019، في المقابل بلغت قيمة الاستثمارات الصينية في السعودية 29 مليار ريال (7.7 مليار دولار) بنهاية العام 2021.

اقرأ أيضاً|| عشرات الاتفاقيات المليارية وثلاث قمم..تقارير تكشف كواليس الاستعدادات لزيارة الرئيس الصيني للسعودية

ملف الطاقة

ومن أبرز الملفات التي يحملها الرئيس الصيني إلى السعودية، هو ملف الطاقة لا سيما أن السعودية من أكبر منتجي النفط في العالم.

واحتفظت السعودية بصدارة إمدادات النفط إلى الصين في العام 2021، إذ ارتفعت الواردات الصينية من المملكة بنسبة 3.1 بالمئة، مقارنة بـ2020 وزادت حصتها إلى 17 بالمئة من إجمالي الواردات، وذلك وفقاً لبيانات الجمارك الصينية.

ووقعت السعودية والصين في العام 2012 على مشروع لزيادة التعاون النووي، بهدف تعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين في مجال تطوير استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية، ما يمهد الطريق لتعزيز التعاون العلمي والتكنولوجي والاقتصادي بين البلدين، ويتوقع بحث تطورات الملف بينهما.

يشار إلى أنّ الزيارة والتقارب السعودي الصيني يثير قلق واشنطن الحليف التقليدي للرياض، لا سيما أن أمريكا تعتبر الصين أكبر خطر خارجي ويدور بين البلدين تنافس اقتصادي وعسكري كبيرين.

اقرأ أيضاً||الرئيس الصيني يزور السعودية.. وتقرير يكشف ملفات الزيارة والقمم المرتقبة