أخبار العالمسلايد رئيسي

“دولة داخل الدولة”.. ملك الانقلاب في ألمانيا يخرج للعلن والسُلطات تشرع بخطوات جديدة

صدمت أوروبا مؤخراً بمحاولة انقلاب في ألمانيا، بينما اتجهت السُلطات لاتخاذ خطوات وتشديد القوانين، بعد الكشف عنها وعن الجماعة التي خططت لها، فيما خرج “ملك” هذه الجماعة للعلن ليوضّح موقفه.

محاولة انقلاب في ألمانيا

ونقلت وسائل إعلام عن وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، قولها: إن البلاد تعتزم تشديد قوانين السلاح بعد مؤامرة يشتبه في أنها كانت من جماعة يمينية متطرفة بهدف الإطاحة بالحكومة بالعنف لتنصيب فرد سابق في عائلة ملكية زعيماً للبلاد.

وأضافت وزيرة الداخلية في مقابلة مع صحيفة “بيلد أم زونتاج”: أن الحركة تشكل تهديداً متنامياً لألمانيا بالنظر إلى اتساع قاعدتها من ألفين إلى 23 ألفاً في العام المنصرم.

وتابعت: “هؤلاء ليسوا أشخاصاً مخابيل لا أذى منهم، لكنهم إرهابيون مشتبه بهم يقبعون الآن في الحجز الاحتياطي قبل المحاكمة”.

وطلبت الوزيرة الألمانية من كل السلطات ممارسة أقصى ضغط لنزع أسلحتهم، مشيرةً إلى أن ذلك هو سبب أن الحكومة ستقوم “في وقت قريب بتشديد قوانين السلاح”.

وقبل المداهمات، صادرت السلطات بالفعل أسلحة من أكثر من ألف من أعضاء حركة” مواطني الرايخ”. لكنه يعتقد أن هناك 500 آخرين على الأقل لديهم تراخيص سلاح في البلاد التي يندر فيها الحيازة الخاصة للأسلحة النارية.

وكانت قد اعتقلت الشرطة الألمانية 25 شخصاً، الأسبوع الماضي، للاشتباه في ضلوعهم في محاولة انقلاب فاشلة، والعديد من المشتبه بهم ينتمون لحركة “مواطني الرايخ”، التي قال عنها الادعاء إنها ترفض وجود الدولة الألمانية الحديثة.

من هم مواطنو الرايخ

وحسب ما نقلت وسائل إعلام لا يعترف أعضاء الحركة بوجود جمهورية ألمانيا الاتحادية التي أبصرت النور في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ولا يعترفون بأي حكومة في البلاد منذ انتهاء الحكم النازي.

ويروج بعضهم لنظرية مؤامرة مفادها أن ألمانيا الحديثة مستعمرة أمريكية، أو مجرد منطقة إدارية تابعة لقوى غربية هي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا.

ويجمع أعضاء الحركة على فكرة أن حدود الإمبراطورية الألمانية لعام 1871 لا تزال هي الحدود الشرعية للبلاد، وأن قوات الحلفاء التي هزمت النازيين خلال الحرب العالمية الثانية تحتل أجزاء من ألمانيا.

وتشير وسائل إعلام ألمانية أن الحركة تتشكل من جماعات صغيرة وأفراد، وتنشط بالأساس في ولايات براندنبورغ، وميكلينبورغ فوربومرن، وبافاريا.

ويقوم بعض أعضاء الحركة بطبع جوازات سفر ورخص قيادة خاصة بهم، مكتوب عليها “الرايخ الألماني”، غير مكترثين بأن السلطات الألمانية لا تعترف بها وتعتبر هذا الفعل مخالفا للقانون.

كما أن بعض أعضاء الحركة يعتنقون أفكارا يمينية متطرفة ومعادية للسامية. وكانت صحف إسرائيلية قد أشارت إلى أن عدة أشخاص ممن ينتمون للحركة ينكرون المحارق النازية ويزعمون أن اليهود يسيطرون على العالم.

وقبل بضعة أعوام، كانت هناك تقارير إعلامية أشارت إلى أن فصيلا من الحركة شكل ما سماه “حكومة الرايخ الألماني في المنفى”، ووصف أحد أعضاء الفصيل نفسه بأنه “ملك ألمانيا”، وأقام حفل “تنصيب” كبير.

اقرأ أيضاً|| تفاصيل محاولة انقلاب في ألمانيا .. أصابع اتهام تتجه لموسكو ومسؤول روسي يرد

من هو ملك الرايخ (ملك الانقلاب في ألمانيا )

وتقول هيئة الإذاعة البريطانية إن ملك الرايخ يطلق على نفسه اسم “الملك بطرس الأول”، بينما اسمه الحقيقي بيتر فيتزيك وتقول السلطات الألمانية إنه انتهك القانون الألماني مراراً عبر أنشطته، ويعيش في قلعة بأعماق الريف الغربي من ألمانيا.

لا تعترف ألمانيا بالمملكة أو بوثائقها. أدين مراراً بقيادة السيارة بدون رخصة قيادة وتأسيس برنامج ضمان صحي خاص به. كما دخل السجن لعدة سنوات بتهمة اختلاس أموال مواطنيه لكن أُلغي الحكم لاحقًا.

وتنقل الهيئة عن “الملك” قوله: إنه ليس لديه مثل هذه النوايا العنيفة. لكنه يعتقد أن الدولة الألمانية “مدمِرة ومريضة وليست لي مصلحة في أن أكون جزءًا من هذا النظام الفاشي الشيطاني”.

وأضاف أنه وصل إلى قناعة أن لا خيار أمامه سوى تأسيس مملكته بعد أن حاول دون جدوى الترشح لمنصب رئيس بلدية وعضوية البرلمان الألماني.

اقرأ أيضاً|| الخارجية الروسية تعلق على محاولة الـ انقلاب في ألمانيا .. ماذا قالت زاخاروفا؟

ويتابع: “الفاسدون أو المجرمون أو المستعدون لبيع أنفسهم يزدهرون في النظام الألماني وأولئك الذين لديهم قلب صادق والذين يريدون تغيير العالم للأفضل من أجل الصالح العام ليست لديهم فرصة”.

ويؤكد أيضاً أنه يوسع “المملكة” ويشتري الأراضي في ألمانيا من أجل إنشاء التجمعات التي يمكن أن يعيش فيها هؤلاء الناس في نهاية المطاف.

ورغم أن “المملكة” غير قائمة قانونياً إلا أن السلطات التي تراقب نشاطها منذ سنوات تركتها دون تدخل حتى وصل الأمر إلى ما وصل إليه من كشف محاولة انقلاب في ألمانيا، حيث يبدو أن جماعة الرايخ أصبحت بمثابة دولة داخل الدولة.

"دولة داخل الدولة".. ملك الانقلاب في ألمانيا يخرج للعلن والسُلطات تشرع بخطوات جديدة
“دولة داخل الدولة”.. ملك الـ انقلاب في ألمانيا يخرج للعلن والسُلطات تشرع بخطوات جديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى