بعد إعلان بوتين تزويده بصواريخ فتاكة.. ماهو الثالوث النووي الروسي؟

بعد حديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن تحسين الاستعداد القتالي لما أسماه “الثالوث النووي”، خلال اجتماع موسع لقيادات وزارة الدفاع، أثار هذا المصطلح تكهّنات كثيرة في الأوساط السياسية حول ما يقصده زعيم الكرملين.

ما هو الثالوث النووي الذي تحدث عنه بوتين؟

تمثّل روسيا قوة نووية عظمى في العالم، حيث تمتلك نحو 6 آلاف قنبلة ذرية، إضافة إلى وسائل إطلاقها من البر والبحر والجو، وهو ما يعرف عسكرياً بـ “الثالوث النووي”.

ويتكون “ثالوث الرّدع النووي” من 3 أنواع من الوسائل الهجومية؛ النوع الأول هو صواريخ (أرض – أرض) ويتمّ إطلاقها من قواعد أرضية لضرب أهداف على بُعد آلاف الكيلومترات، باستخدام أنواع مختلفة من الوسائل الثابتة والمتحركة.

أما النوع الثاني فهو القصف الجوي، ويشمل إطلاق الصواريخ والقنابل من القاذفات الاستراتيجية نحو أهداف برية، فضلاً عن الصواريخ المجنحة والقنابل الموجهة، والصواريخ الباليستية التي تطوّرها الصين، حليفة روسيا، لإطلاقها من الجو.

فيما يتكون النوع الثالث من الصواريخ النووية، التي يتمّ إطلاقها من البحر في اتجاه أهداف برية باستخدام أنواع محددة من الغواصات الاستراتيجية.

أهمية الغواصات في الثالوث النووي

تمتلك الغواصات أهمية كبيرة في “ثالوث الردع النووي”، إذ يمكن الاعتماد عليها في الردّ بضربات انتقامية ضدّ العدو في حال قام بتنفيذ هجوم نووي مباغت ضدّ أيّ هدف تابع للدولة.

كما تستخدم الدول التي تمتلك “الثالوث النووي” غواصات تعمل بالطاقة النووية، ويتمّ تزويدها بصواريخ باليستية عابرة للقارات مصممة للانطلاق من البحر.

وعلى خلاف غواصات الديزل ذات المدى المحدود، فإنّ الغواصات النووية يمكنها البقاء تحت سطح الماء لفترات غير محدودة، تمكنها من التخفي عن وسائل الرصد التابعة للعدو، وتوفّر لها فرصة تنفيذ هجمات مباغتة أو انتقامية من مواقع آمنة تحت سطح البحر، وفق ما أوردته وكالة سبوتنيك الروسية.

يذكر أن عدد الدول التي تمتلك الغواصات النووية حتى الآن هو 6 دول فقط من أصل 9 دول نووية، هي روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والصين وبريطانيا وفرنسا والهند.

مميزات الغواصات الروسية

تزود روسيا غواصاتها بصواريخ نووية عابرة للقارات وتتمتع بقدرات تدميرية هائلة، لكنّ الأمر لا يقف عند هذا الحدّ، إذ تمّ تطوير طوربيدات جديدة للقوات الروسية يمكنها أن تلحق دماراً هائلاً بشواطئ العدو ومنشآته الساحلية.

كما تمتلك روسيا أنواعاً من السفن الحربية المزودة بصواريخ نووية، مثل الطرّاد الثقيل “بطرس الأكبر”، إضافة إلى تطويرها لصواريخ فرط صوتية يمكن تزويدها برؤوس نووية.

مزايا الأسلحة النووية الهجومية

صوامع الصواريخ: وهي عبارة عن صوامع ثابتة تحت الأرض تحمي الصواريخ النووية الموجودة بداخلها، إضافة إلى أنّها تمثل منصة إطلاق للصاروخ، لكن أبرز عيوبها هو الموقع الثابت، الذي يمكن رصده واستهدافه في ضربات استباقية ينفّذها العدو.

المنصات البرية المتحركة: وتشمل هذه المنصات الصواريخ المحمولة على المركبات والقطارات، وتتميز بأنها أفضل من الصوامع بقدرتها الكبيرة على التخفي والمناورة.

الطائرات الحربية: وتمثل الطائرات منصات جيدة لإطلاق الصواريخ النووية نحو العدو من الجو، بصورة تقلّل احتمالات قدرته على التصدي لها، لكنّ وجودها في قواعد برية وتحليقها في الجو قبل الإطلاق يجعل احتمالات استهدافها أكبر.

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأربعاء، أن بلاده ستحافظ على استعدادها القتالي، وستعمل على تحسين “الثالوث النووي”، باعتباره الضمان الرئيسي لسيادة روسيا.

وينذر إعلان بوتين عن أهداف الجيش في الفترة المقبلة مع اقتراب دخول العملية العسكرية بأوكرانيا عامها الأول، بانتقال الصراع إلى مربع أكثر تصعيداً في 2023.