حورات خاصة

ما سرّ علاقات الجزائر مع روسيا وأمريكا.. ولماذا تبحث أقوى دول العالم عن “رضاها”؟

بالوقت الذي ازدادت علاقات الجزائر بروسيا خلال الأشهر الأخيرة، بدأ وكأن أمريكا تحاول سحبها مجدداً إلى سياسية “عدم الانحياز” لتصبح العاصمة الجزائرية موقعاً يحط فيه مسؤولو أمريكا وروسيا بشكلٍ متسارع مؤخراً.

 

ولكن إلى أين تميل الجزائر، ولماذا هذا التهافت من القوى الكبرى العالمية عليها، وما هو دورها سياسياً واقتصادياً إقليمياً وعالمياً؟

ما سرّ علاقات الجزائر مع روسيا وأمريكا.. ولماذا تبحث أقوى دول العالم عن "رضاها"؟
ما سرّ علاقات الجزائر مع روسيا وأمريكا.. ولماذا تبحث أقوى دول العالم عن “رضاها”؟

علاقات الجزائر وأمريكا 

 

وفي حديث لوكالة ستيب الإخبارية، يجيب أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، الخبير السياسي الجزائري، بوحنية قوي، ويقول: العلاقات بين الجزائر من جهة وأمريكا وروسيا من جهة ثانية هي علاقة معقدة حيث تحاول الجزائر أن تتبنى مواقف سيادية تنسجم مع سياستها منذ الاستقلال.

 

إلا أنّ خصوصية علاقات الجزائر بالولايات المتحدة كانت تثير الجدل بين الفينة والأخرى، فبالوقت الذي دعا نواب من الكونغرس الأمريكي إلى معاقبة الجزائر بسبب علاقاتها بروسيا لا سيما العسكرية، شهدنا منسق شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمجلس الأمن القومي الأمريكي بريت ماكغورك، يزورها ويبحث مع قادتها العديد من الملفات المهمة. 

 

يضيف الدكتور بوحنية قوي: من المعروف أن الجزائر أول دولة اعترفت باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية، وبالنسبة للأمريكان تعتبر الجزائر حليف وثيق خصوصاً لمكافحة الإرهاب بالمنطقة.

 

ويتابع: شهدنا العلاقة الوثيقة بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية من خلال تبادل الزيارة الأخيرة بين المسؤولين في كلا البلدين.

 

مؤكداً أن الولايات المتحدة تعتبر أن الجزائر شريك مهم بالقضايا الأمنية. 

 

ويشدد الخبير الجزائري على أن “للجزائر وزنها ودورها الإقليمي السياسي والدبلوماسي والذي ظهر جليّاً خلال رفض عضوية إسرائيل بالاتحاد الإفريقي”. 

 

روسيا حليفة 

 

أما على الضفّة الأخرى، فإن علاقات الجزائر نع روسيا أصبحت أقوى من ذي قبل، حيث باتت الجزائر أكثر الدول شراءً للسلاح للروسي. 

 

وسبق وزار وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف الجزائر وبحث ملفات مشتركة أبرزها الملف العسكري من خلال عقد صفقات عسكرية ضخمة. 

 

كما أن توجه الجزائر للانضمام لمنظمة (بريكس) التي تعتبر تكتلاً مناهضاً لواشنطن يثير مخاوف أمريكا من ميل الجزائر أكثر نحو معسكر روسيا. 

 

وقبل أسابيع ذكر موقع “فرانس انفو” الفرنسي أن هناك احتمالية بشراء الجزائر لمقاتلات من الجيل الخامس لطراز “سوخوي” الروسية، في ظل التقارب بين البلدين، ويعتبر ذلك صفقة مهمة لروسيا.

 

وكانت الجزائر حصلت على 100 صاروخ من طراز BMP-3s، بالإضافة إلى تحسين طائرتي BMP-1 وBMP-2 إلى معايير أحدث، وتحديداً لتزويدهما بأنظمة صواريخ كورنيت المضادة للدبابات، من روسيا. 

 

رؤية ومصالح مشتركة 

 

ويقول الدكتور بوحنية: على المقابل فإن علاقات الجزائر وروسيا ذات خصوصية، فمنذ الاستقلال تعمل الجزائر ضمن منظومة دول عدم الانحياز، وتتواصل مع روسيا بشكل مستمر، وظهر ذلك خلال جائحة كورونا من خلال الهبات والمساعدات، إضافة إلى التعاون العسكري الوثيق.

 

ويضيف: وروسيا تؤمن تماماً بأن الجزائر لديها رؤية بضرورة أن يكون العالم متعدد الأقطاب، وتجلى ذلك من خلال رغبة الجزائر الانضمام إلى منظمة بريكس الاقتصادية.

 

مؤكداً أنه بناءً على التحركات خلال العام الأخير يبدو أن الجزائر تتجه إلى دعم فكرة بناء عالم متعدد الأقطاب وفق خارطة التحالفات في العالم الجديد.

 

ملفات استراتيجية

 

ولا تستغني إحدى القوتين “روسيا وأمريكا” عن الجزائر، على اعتبار أنها قوة إقليمية اقتصادية وسياسية.

 

حيث زادت الدول الأوروبية مؤخراً صفقات الطاقة ولا سيما الغاز مع الجزائر، في محاولة لسد النقص الحاصل من الاستغناء عن الغاز الروسي. 

 

واعتبرت الجزائر مورد جيد للغاز إلى دول أوروبية أبرزها إسبانيا وإيطاليا، بسبب قرب المسافة وسهولة تغطية التكاليف بين الطرفين. 

 

بينما يبقى مشروع خط الغاز النيجيري واحد من أهم المشاريع التي يبحث عنها الدول الأوروبية والتي تريد الجزائر أن يمر من خلالها أيضاً لحصد المزيد من المكاسب.

 

أما سياسياً فلا يخفى دور الجزائر بملفات إقليمية مثل ملف “الصحراء” مع جارتها المغرب، إضافة إلى ملف ليبيا، وملفات الهجرة غير الشرعية، ومشاكل الدول الإفريقية خصوصاً دول الساحل الإفريقي وغيرها.

 

اقرأ المزيد|| توقيت زيارة مسؤول أمريكي رفيع إلى الجزائر يكشف عن “صراع خفي” بالمنطقة

 

ما سرّ علاقات الجزائر مع روسيا وأمريكا.. ولماذا تبحث أقوى دول العالم عن "رضاها"؟
ما سرّ علاقات الجزائر مع روسيا وأمريكا.. ولماذا تبحث أقوى دول العالم عن “رضاها”؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى