أخبار العالم

إسرائيل ترسل وفداً سرّاً لإحياء مناسبة في ضريح يهودي بمصر لم تحدث منذ عقد

أثير الجدل في مصر بعد إعلان إسرائيلي حول إحياء مناسبة في ضريح يهودي لم تحدث منذ 12 عاماً، وسط استعدادات لتفعيل نشاط يهودي آخر في البلاد.

 

إحياء مناسبة في ضريح يهودي بمصر 

 

وكشفت وسائل إعلام عبرية، أن وفداً إسرائيلياً سيزور ضريح الحاخام اليهودي “أبو حصيرة” الموجود بمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة شمال مصر، لتجديده؛ استعداداً لعودة الاحتفالات السنوية المعروفة باسم “مولد أبو حصيرة”.

 

وجاء ذلك بعد أن أعلن صحفي إسرائيلي بهيئة الإذاعة والتليفزيون الإسرائيلية، وهو روعي كايس، أن وفداً إسرائيلياً منخفض المستوى سيذهب إلى الضريح لإجراء تنظيف شامل بعد أن ترك مهملاً، وأن الزيارة كانت مغلقة وسرية وجاءت نتيجة لجهود المسؤولين الأمريكيين بالتنسيق مع مصر، حسب وصفه.

 

وحسب ما نقلت تقارير فإن السفارة الأمريكية في مصر تقود جهوداً لتجديد أضرحة اليهود في مناطق متفرقة، وهو ما يؤشر على أن “أبو حصيرة” الذي يحمل إرثاً من الرفض الشعبي نتيجة توافد الإسرائيليين عليه كل عام، قد يكون ضمن مبادرات التطوير دون أن يتم الإعلان عن ذلك بشكل رسمي.

 

ونشر الصحفي الإسرائيلي فيديو على موقع تويتر يظهر عدداً من الأشخاص يقومون بتنظيف الضريح، دون أن تظهر معالمه بشكل كامل ودون أن يتم تحديد تاريخ تصويره.

 

وسبق ونقلت مصادر عن قناة “كان” الإسرائيلية أن “حكومة نتنياهو طلبت من مصر السماح لليهود بأداء الصلوات عند قبر الحاخام “يعكوف” أبو حصيرة في مدينة “دمنهور”. 

 

مصر تنفي

 

ونقلت وسائل إعلام عن مصادر مصرية لم تذكر اسمها، قوله إنه جرى إغلاق الضريح بشكل كامل منذ صدور حكم قضائي بات ونهائي يحظر الاحتفال في الضريح في سبتمبر/أيلول 2020، إلا أنّ المصدر لم يؤكد أو ينفي زيارة الوفد الإسرائيلي.

 

ونقل موقع “عربي بوست” عن المصدر الذي لم يذكر اسمه، قوله: إنه في السنوات الأخيرة كانت هناك محاولات لتغيير هذا الحكم، ومبادرات عديدة قام بها أفراد من عائلة أبو حصيرة، لكن ذلك لم يغير من الأمر شيئاً.

 

وألمح المصدر إلى أن ذلك لا يمنع أن الزيارة التي تمت في توقيت الاحتفال مريبة، ويمكن أن تمهد لخطوات أخرى تدريجية، لكنه رفض التصريح بطبيعة هذه الخطوات.

 

وبالوقت نفسه أشار إلى إمكانية إحداث تجديدات أو تحسينات في الضريح وغيره من المقابر اليهودية المحيطة به ضمن خطط السفارة الأمريكية لتطوير المقابر والمعابد اليهودية في مصر، وأن ذلك بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار المصرية، دون أن يُفصح عن توقيت تلك التجديدات.

 

ضريح يهودي “أبو حصيرة”.. ما قصته؟

 

كانت مناسبة “مولد أبو حصيرة” قد توقف منذ ثورة يناير/كانون الثاني 2011، بسبب الرفض الشعبي، ثم الحكم القضائي الذي تلاه بثلاث سنوات، ليجعل المنع قانونياً ويحظر احتفالات اليهود التي كانت تتم كل عام في الفترة ما بين شهري ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني.

 

ومن جانبها رفضت محكمة القضاء الإداري بمحافظة الإسكندرية في ديسمبر/كانون الأول 2014 نقل الضريح إلى مدينة القدس، كذلك شمل القرار إلغاء قرار وزارة الثقافة الصادر عام 2001 باعتبار الضريح موقعاً أثرياً.

 

لكن الحكومة المصرية طعنت على هذا الحكم، لتتم إحالة الأمر إلى المحكمة الإدارية العليا التي حسمت القضية في سبتمبر/أيلول 2020 برفض الطعن الحكومي وتأييد الحكم القضائي الصادر عام 2014، ليكون ذلك الحكم باتاً ونهائياً.

 

ونص الحكم على رفض الطلب الإسرائيلي المقدم لمنظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة (اليونسكو) بنقل الضريح إلى القدس “باعتبار أنها أرض عربية محتلة”، وألزم الحكم وزير شؤون الآثار بشطب الضريح من السجلات الرسمية، مع التزامه بإبلاغ لجنة التراث العالمي باليونسكو بهذا الإجراء.

إسرائيل ترسل وفداً سرّاً لإحياء مناسبة في ضريح يهودي بمصر لم تحدث منذ عقد
إسرائيل ترسل وفداً سرّاً لإحياء مناسبة في ضريح يهودي بمصر لم تحدث منذ عقد

وألغي أيضاً قرار وزير الثقافة في عهد الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، فاروق حسني، باعتبار ضريح “أبو حصيرة” والمقابر اليهودية الموجودة حوله والتل المقام عليه، ضمن الآثار الإسلامية والقبطية “لانطوائه على خطأ تاريخي جسيم يمس كيان تراث الشعب المصري”.

اقرأ أيضاً: عائلة الشيخ الشعراوي تصعد بعد هجوم جديد عليه.. وعبارة عنه تورط وزيرة الثقافة المصرية

تاريخ ضريح أبو حصيرة

ويقع ضريح أبو حصيرة وسط قرية مصرية تسمى “دميتوه”، ويمكن رؤية الضريح من مسافات بعيدة؛ إذ يقع على تبة مرتفعة تصل إلى خمسة أمتار، حيث يوجد مبنى مغلق يضم ضريح الحاخام، ومعه ثلاثة أضرحة، يقول اليهود إنها لأحفاده، وتغطى قبر أبو حصيرة قطعة كبيرة من القماش الأسود المنقوش بعبارات عبرية، كتبت بخيوط ذهبية، وتبلغ مساحة الحجرة التي تضم الضريح 30 متراً مربعاً، وهى خالية إلا من 3 لوحات زيتية للحاخام اليهودي.

ويتصدر مدخل الضريح لوحة رخامية مكتوبة بالعبرية، ومجموعة من المعادن الصغيرة أشبه بالقروش الفضية، موضوعة فوق أحد المقابر المجاورة لضريح الحاخام، ولوحة مكسورة من الخشب صغيرة الحجم، إلى جانب عدد من الشبابيك الخشبية.

ويوجد بجوار الضريح ما يقرب من 53 مقبرة لشخصيات يهودية مجهولة، ويقول اليهود بأن تلك المقابر تتبع مريدي الحاخام.

وأبو حصيرة هو يعقوب بن مسعود “أبو حصيرة “، حاخام يهودي من أصل مغربي، عاش في القرن التاسع عشر، وينتمي إلى عائلة يهودية كبيرة هاجر بعض أفرادها إلى مصر ودول أخرى، وبقي بعضهم في المغرب على مر العصور، ويعتقد عدد من اليهود أنه شخصية “مباركة”، لكن تلك الشخصية كانت دائماً محل تشكيك من باحثين مصريين وعرب.

ولطالما أثار الاحتفال بمولد أبو حصيرة جدلاً كبيراً في مصر، حيث عبّر المواطنون عن رفضهم له، مما جعل الاحتفالات تتم تحت حراسة أمنية.

شاهد|| لأول مرة منذ 60 عاماً.. حجاج يهود في مكناس المغربية

 

إسرائيل ترسل وفداً سرّاً لإحياء مناسبة في ضريح يهودي بمصر لم تحدث منذ عقد
إسرائيل ترسل وفداً سرّاً لإحياء مناسبة في ضريح يهودي بمصر لم تحدث منذ عقد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى