ألمانيا وفرنسا تتجاوزان الخلافات وتصدران بياناً مشتركاً يهم أوروبا
أعلنت ألمانيا وفرنسا، اليوم الأحد، طيّ صفحة الخلافات بينهما وأصدرتا بياناً مشتركاً تطرق إلى العديد من التفاصيل في علاقة البلدين وحرب أوكرانيا والأوضاع الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي.
اتفاق ألمانيا وفرنسا
ونقلت وسائل إعلام عن الرئيس الفرنسي، قوله في كلمة ألقاها بهذه المناسبة في جامعة السوربون: إن “ألمانيا وفرنسا، لأنهما مهدتا الطريق إلى المصالحة، يجب أن تصبحا رائدتين في إعادة تأسيس أوروبا” واصفاً الجارين بأنهما “روحان في صدر واحد”.
وجاء حديث ماكرون بمناسبة الذكرى الستين لتوقيع معاهدة المصالحة بين البلدين، بالوقت الذي تعيش القارة الأوروبية أتون حرب صعبة ومواجهة كبيرة تحيط بها.
من جانبه أشار المستشار الألماني، أولاف شولتس، إلى أن “المستقبل، كما الماضي، يعتمد على تعاون بلدينا كمحرك لأوروبا موحدة” قادر على تجاوز “خلافاتهما” متحدثاً عن “الثنائي الشقيق”، حسب وصفه.
ووصف شولتس “المحرك الفرنسي-الألماني” بأنه “آلية تسوية” “تعمل بهدوء” و”ليس بعبارات الإطراء” ولكن من خلال “الإرادة القوية التي تسمح بتحويل الخلافات والمصالح المتباينة إلى عمل متقارب”.
خلافات عصفت بعلاقة ألمانيا وفرنسا
تأجل الاجتماع الفرنسي الألماني السنوي، العام الفائت الذي كان يفترض عقده في أكتوبر، بسبب خلافات بين البلدين لم تكن ظاهرة للعلن.
وحسب ما نقلت وسائل إعلام فإن سوء التفاهم طفى على السطح بينهما منذ أن خلف أولاف شولتس أنغيلا ميركل في نهاية عام 2021، فكل منهما مستاء من المبادرات التي اتخذها الآخر بدون استشارة مسبقة.
ورغم أن ألمانيا وفرنسا تعتبران قطبي الاتحاد الأوروبي وأكبر اقتصادين فيه، إلا أنّ خلافاتهما غير المعلنة أثّرت بشكل كبير مؤخراً على الاتحاد.
وأعلن ماكرون وشلوتس الهدف بعد هذا الاجتماع هو “سيادة” أوروبا من خلال زيادة الاستثمار في الدفاع والصناعة.
اتفاق على دعم أوكرانيا
ولعلّ الملف الأبرز الذي يؤرّق أوروبا حالياً هو الحرب الروسية في أوكرانيا، فقد أكد ماكرون وشلوتس على ضرورة مواصلة “تقديم كل الدعم الذي تحتاج إليه أوكرانيا ما دام ذلك ضرورياً”، وأشار شولتس إلى أن “إمبريالية فلاديمير بوتين لن تنتصر!”، حسب وصفه.
ومازالت ألمانيا مترددة بدعم كييف وإرسال دبابات ثقيلة، بينما فرنسا كانت مطالبة أيضاً باتخاذ الخطوة الأولى في الدعم العسكري الكبير لأوكرانيا خلال المرحلة القادمة.
وخلال بيان مشترك في أعقاب اجتماع شولتس وماكرون، أكد الجانبان على دعم ومساعدة أوكرانيا مهما طال الأمر، إضافة لدعم الجهود الرامية لمحاكمة المسؤولين عن جرائم الحرب.
وأضاف البيان: دعمنا لأوكرانيا خلال حرب روسيا ضدها سيركز على الجوانب العسكرية والاقتصادية، دون الإشارة إلى تفاصيل الدعم الجديد.
وإلى جانب الزعيمين اجتمعت وفود برلمانية ووزارية ومسؤولين من البلدين لبحث عشرات القضايا بينهما والتي تتطلع إليها دول الاتحاد الأوروبي وأبرزها ملف الطاقة بعد الحرب الروسية في أوكرانيا.
اقرأ أيضاً || فرنسا تتخذ خطوة ضد الإعلام الروسي.. وموسكو تتوعد بالرد
