أخبار العالم

صحيفة بريطانية تتحدث عن دولة أوروبية ستلعب دوراً حاسماً وسط الاضطرابات بالشرق الأوسط

تحدثت صحيفة “الغارديان” البريطانية في تقريرٍ نشرته اليوم الإثنين، عن دور “حاسم” ستلعبه دولة أوروبية وسط الاضطرابات في الشرق الأوسط، إذ كشفت أن قبرص أصبحت ملاذاً آمناً للإسرائيليين بعد هجوم حماس.

– دولة أوروبية ستلعب دوراً حاسماً وسط الاضطرابات بالشرق الأوسط

وفقاً للصحيفة البريطانية، فإن الإسرائيليين يهربون إلى الجزيرة التي تبعد 40 دقيقة فقط بالطائرة عن تل أبيب، والتي يبدو أنها ستلعب دورا جيوسياسيا حاسما في اضطرابات الشرق الأوسط.

وقالت الصحيفة في تقريرها: “في فترة قبل الحرب، كان مبنى مركز الجالية اليهودية في قلب مدينة لارنكا بقبرص يحتضن الزوار القادمين عادة للصلاة أو الاستمتاع بطعام الكوشر الذي يقدمه المركز والراغبين في التعرف على تاريخ معسكرات اعتقال اليهود الفارين من أوروبا، خلال الفترة التي أعقبت الهولوكوست”. 

لكن في الأيام الأخيرة، وباعتباره مقصداً لآلاف الفارين من إسرائيل في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر، دخل المركز في “وضع أزمة”، وفقاً لصحيفة الغارديان التي أكدت أن ممراته وباقي مرافقه تعج بالأشخاص الذين هربوا إلى الجزيرة القريبة من إسرائيل.

– “بعيداً عن الضجيج والصواريخ”

ونقلت الصحيفة عن كبير حاخامات الجزيرة بالمركز، آري زئيف راسكين، قوله: “يصل حوالي ألف شخص كل يوم”، مضيفاً أن أكثر من 16 شخص وصل إلى قبرص بحثا عن راحة البال منذ ذلك اليوم الرهيب”، في إشارة إلى تاريخ 7 أكتوبر.

وأضاف أنه من بين الواصلين “أشخاص لا يستطيعون تحمل صوت الصواريخ التي تنفجر كل يوم.. نحن نقدم لهم كل ما في وسعنا، سواء كان سريرا أو طعاما أو سكنا مؤقتا”.

ومع مرور أكثر من شهر على اندلاع الصراع، تشير الغارديان إلى أن أعدادا متزايدة من العائلات تصل إلى قبرص، “خوفاً من الانتقام” في أعقاب الهجوم المضاد الذي شنته القوات الإسرائيلية على غزة، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 11 ألف شخص.

واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم مباغت شنته الحركة على مواقع عسكرية ومناطق سكنية محاذية لقطاع غزة في السابع من أكتوبر، أدى إلى مقتل 1200 شخص، تم أسر 239 شخصاً، وفق إحصائيات السلطات الإسرائيلية.

ومنذ ذلك الحين، ترد إسرائيل بقصف جوي وبحري وبري مكثف على القطاع المحاصر، أتبعته بعملية برية لا تزال متواصلة، وبلغت حصيلة القتلى في غزة 11 ألفا و180 قتيلاً، بينهم 4609 أطفال، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في القطاع، أمس الأحد.

يقول يسرائيل بيرتز، البالغ من العمر 23 عاما: “كنا بحاجة إلى الابتعاد عن كل هذا الضجيج والصواريخ والقتال، لذلك سافرت أنا وأصدقائي لقضاء خمسة أيام في أيا نابا، المنتجع الواقع في جنوب الجزيرة”.

وبينما كان ينتظر رحلة العودة إلى بلاده في مطار لارنكا، يقول: “نحن نشعر بالأمان هنا”.

– “ملاذ آمن”

وأشارت “الغارديان” أن الحركة التي عرفتها قبرص في الأسابيع الأخيرة، لم تكن مرتبطة فقط بقدوم الإسرائيليين الفارين من الحرب، بل أيضاً بنشاط السفارات الغربية التي كانت في “حالة طوارئ”، تحسباً لتحول الجزيرة المتوسطية الاستراتيجية مرة أخرى إلى مركز للإخلاء أو لتوزيع المساعدات الإنسانية.

وقالت الصحيفة البريطانية: إنه في عام 2006، كانت الدولة العضو الاتحاد الأوروبي، بمثابة نقطة عبور لأكثر من 30 ألف مواطن أجنبي فارين من الحرب في لبنان، وهو الدور الذي لعبته أيضاً عندما تم نقل الآلاف من حاملي جوازات السفر البريطانية جوا من السودان إلى البلاد، في وقت سابق من هذا العام.

وفي هذا الشأن، أثار وزير الخارجية، كونستانتينوس كومبوس، شبح إجلاء أكثر من 100 ألف شخص إلى قبرص من لبنان وأجزاء أخرى من المنطقة، في حال تصاعد النزاع.

وتم وضع القوات الجوية الخاصة البريطانية وقوات أخرى من ألمانيا وهولندا على أهبة الاستعداد في القواعد العسكرية التي تحافظ عليها المملكة المتحدة في مستعمرتها السابقة.

وقال أستاذ التاريخ والعلوم السياسية في جامعة نيقوسيا، هيوبرت فاوستمان، لقد أثبتت قبرص أنها “ملاذ آمن، ومركز العاصفة عندما تشتعل النيران بالمنطقة”.

وسبق أن اقترح الرئيس القبرصي فتح ممر بحري للمساعدة في تعزيز توصيل المساعدات إلى غزة، في خطة قال: إنه يمكن تنفيذها سريعاً، لكن دبلوماسيين قالوا إنها تواجه تحديات، وفقاً لرويترز.

وبموجب الخطة التي قدمها الرئيس نيكوس خريستودوليدس، في مؤتمر للمساعدات الإنسانية في باريس، تنتقل المساعدات بحرا إلى غزة عن جزيرة قبرص، وهي أقرب دولة عضو في الاتحاد الأوروبي وتقع على بعد نحو 370 كيلومترا في البحر المتوسط.

وتستهدف الخطة تعزيز القدرة على إيصال الإغاثة الإنسانية لقطاع غزة بما يتجاوز عمليات التوصيل المحدودة عبر معبر رفح بين مصر والقطاع الفلسطيني منذ أن بدأت إسرائيل هجومها الجوي والبري على غزة.

دولة أوروبية ستلعب دوراً حاسماً وسط الاضطرابات بالشرق الأوسط
دولة أوروبية ستلعب دوراً حاسماً وسط الاضطرابات بالشرق الأوسط

اقرأ أيضا:

)) تكلفة يومية لم تتوقعها إسرائيل.. حرب غزة ترهق خزينة تل أبيب وقرار عاجل من وزارة المالية

)) من فن للتعبير عن الثقافة الفلسطينية إلى رمز للنضال.. هكذا تحوّلت دلالات التطريز الفلسطيني بعد النكبة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى