الشأن السوري

لماذا هيئة التفاوض لا تمثّل الشعب، وكيف كانت نسب التظاهر ضدّها ؟

تظاهر السوريون بعد ظهر اليوم الجمعة، تحت شعار “هيئة التفاوض لا تُمثّلنا”، مؤكدين على مطلبهم بتصحيح مسار “الهيئة” والتماهي مع مطالبهم الثوريّة، ووجّه المتظاهرون رسائلًا عبر اللافتات التي رفعوها: “إلى نصر الحريري .. من غطائه روسي ووسادته قطريّة .. فقد ضلَّ طريق ثورتنا السوريّة”، “إلى من يهمّه الأمر: عملية تدوير النظام مرفوضة، وتدوير شخصيات معارضة أشد رفضاً.. نصر الحريري وخالد المحاميد نموذجاً”، و”هيئة المفاوضات بدون المنصات (موسكو القاهرة) تمثّلنا لذلك ندعو لإصلاحها”، “هيئة التفاوض مبارك عليكم مقعد هيئة التنسيق، وابتسامات علي مملوك” بينما رفع آخرون شعارات “أنا ضدّ تسميّة هذه الجمعة لأنّها تخدم بشار المجرم”.

وتباينت آراء المتظاهرين حول اختيار اسم الجمعة اليوم، حيث قال الناشط الحمصي “ضياء الطيّب” في مدينة “أعزاز” شمال حلب لوكالة “ستيب الإخبارية”: إنَّ نسبة التظاهر في أعزاز انخفضت بنحو 70 % عن الجمع السابقة بسبب الخلاف على الاسم، مؤكدًا أنّه مع وحدة الصف، واسم الجمعة كان خطأ حيث يُريد الأهالي أسماء تتعلّق فقط بنظام الأسد، ونصرةً للمعتقلين.

وفي ذات السياق قدّر الناشط الحلبي “يحيى الرجو” نسبة التظاهر بأنّها أقل من السابق نسبيَّا بسبب اسم الجمعة الذي كان محط جدل عند البعض، وأكّد أنّه ضد أعمال هيئة التفاوض كأسماء وشخصيات تُمثّلها لكنّه مع وجود هيئة ثوريّة سياسيّة منتخبة تسطيع التحدّث باسم الشعب وتُحقّق مطالب الأحرار، أبرزها “إخراج المعتقلين من سجون الأسد”.

ذكر الناشط “أبو البراء الحمصي” وهو مهجّر من شمال حمص ويُقيم في مدينة “جرابلس” شرق حلب لـ”ستيب” أنَّ نسبة التظاهر قليلة جدًا وعدد المتظاهرين في المدينة لم يتجاوز المئة شخص، مؤكدًا أنّه ليس مع هيئة التفاوض لأنّها لم تقدّم شيء للثورة على المستوى السياسي. بحسب وصفه.

فيما أفاد الناشط “ماهر السليمان” مراسل وكالة “ستيب الإخبارية” في درعا ومهجّر في مدينة إدلب، بأنَّ ابن حوران ضد ابن حوران “نصر الحريري” رئيس وفد هيئة التفاوض، وتم التركيز اليوم على لافتات أبناء حوران والجولان كُتب عليها: “ما في للأبد ارحل مع الأسد (نصر الحريري)”، وعبارة “إسقاط (نصر) ضمانة للنصر”، والعبارة الأبرز كانت “من باع حوران لن يشتري إدلب” في إشارة إلى ابن حوران “خالد المحاميد” عضو هيئة التفاوض وكان له دور بارز بتسليم المنطقة للنظام وروسيا.

وبدورها أكدت الناشطة الاجتماعية في مدينة “معرة النعمان” جنوب إدلب “حنين السيّد” لوكالة “ستيب” أنَّ نسبة التظاهر في منطقة المعرة كانت كبيرة جدًا فهي معروفة بنشاطها الثوري. قائلةً: “كلنا ضد هيئة التفاوض وهي لا تُمثّلنا أبدًا، فنحن كشعب حرّ لا نفاوض نظاماً مجرماً وحلفائه ولا نفاوض على دم شهدائنا أبدًا”.

وفي مدينة “عفرين” شمال حلب، أوضح الناشط الإعلامي “يوسف بيرقدار” ابن مدينة حمص، أنَّ نسبة التظاهر في عفرين اليوم كانت جيّدة مقارنةً بالجمع السابقة، فالمدينة غالبية سكّانها لا يخرجون بالمظاهرات. وبالنسبة لهيئة التفاوض قال: “أنا ضدها لأنّها لم تنشئ أيّ علاقات متينة مع أيّ دولة من الدول الراعيّة للملف السوري، ولم تكن على اطلاع على طبيعة الأرض أو أوراق الضغط التي كانت بيد المعارضة، فكانت مجرد واجهة سياسية فاشلة. على حد تعبيره.

وفي ريف حلب الغربي، اختلف الوضع اليوم بسبب هجوم هيئة تحرير الشام على قرية “كفر حلب” مما أعاق حركة التظاهر، وأفاد الناشط “وليد أبو همام” وهو مهجّر من ريف حماة لـ “ستيب” بأنَّ نسبة التظاهر قليلة مقارنة مع الأسابيع الماضية، في بلدة “باتبو” منوهًا إلى أنّه ضد هيئة التفاوض لأنّها “لم تُحقّق أيّ شيء لصالح الشعب السوري”.

كذلك تظاهر المئات من مهجّري جبلي الأكراد والتركمان ومدينة اللاذقية في مخيم “الجبل” في الساحل السوري مطالبين بإسقاط النظام وعدم الصلح معه، والعودة لقراهم، وأفاد مراسلنا هناك “رستم صلاح” بأنَّ أهالي الساحل تجهّزوا لاستقبال المتظاهرين من مناطق ريف إدلب المجاور في “مخيم الجبل” إلا أنّ هطول المطر حال دون وصول العدد المقرّر. كما نوّه إلى أنَّهم هتفوا ضد هيئة التفاوض، لأنّها لم تُحقّق مطالبهم بإخراج المعتقلين وعودة المهجرين.

يُذكر أنَّ “نصر الحريري” اعتبر أنَّ “النظام سيكون سعيدًا عندما يرى الجهة التي تناضل من أجل إسقاط النظام والتغيير الديموقراطي في سوريا، هناك أناس يشككون بها”. وانتقد شعار الجمعة، في مقابلة على قناة “العربية الحدث” بقوله: “قبل يومين، أحد الضباط، الذين بالعادة نتعاون معه من أجل جلب بعض المعلومات التي تفيدنا، قال لي إنَّ النظام عمّم على حلفائه ومؤسساته حملة التصويت على اسم مظاهرات اليوم الجمعة”.

DormNb7XgAEzaLF

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى