منوع

الأزهر يصدر بياناً بخصوص “الدين الإبراهيمي”: اختلاف الناس في معتقداتهم سنة كونية

رداً على دعاوى لدمج الديانات الثلاث “الإسلام والمسيحية واليهودية” في دينٍ واحد تحت مسمى “الدين الإبراهيمي”، قال مجمع البحوث الإسلامية التابع لـ الأزهر، اليوم السبت، إنه يرفض “رفضاً قاطعاً دعاوى دمج الديانات الثلاث”.

الأزهر يصدر بياناً بخصوص “الدين الإبراهيمي”

وجاء في بيان نشره المجمع عبر صفحاته الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي: “على الداعين لهذا التوجه أن يبحثوا عن طريق آخر يحققون به مصالحهم وينفذون به أجنداتهم”.

وأضاف: “اختلاف الناس في معتقداتهم وتوجهاتهم سنة كونية وفطرة طبيعية، والخالق لو شاء أن يخلقهم على شاكلة واحدة أو لسان واحد أو عقيدة واحدة لخلقهم على هذا النحو”.

الأزهر يصدر بياناً بخصوص "الديانة الإبراهيمية": اختلاف الناس في معتقداتهم سنة كونية

وأوضح البيان أن “حرية اختيار المعتقد، لا تمنع التواصل الإنساني مع أتباع الديانات الأخرى والتعاون معهم على البر والتقوى وليس على الإثم والعدوان، لأنهم أهل كتب سماوية، والتعامل معهم على أساس العدل والاحترام المتبادل، مما يدعو إليه الإسلام”.

وتابع: “لا يجوز الخلط بين احترام عقائد الآخرين والإيمان بها، لأن ذلك الخلط سيؤدي إلى إفساد الأديان والتعدي على أثمن قيمة كفلها الله للإنسان، وهي حرية المعتقد”.

وأردف أن الدعوة لما يسمى بالدين الإبراهيمي، قد سبق أن أثيرت من قبل، وحسم الأزهر أمرها “وبيَّن خطورتها، وأنها لا تتفق مع أصول أي دين من الأديان السماوية ولا مع فروعه”.

كما أكد أن “على هؤلاء الداعين لمثل هذا التوجه أن يبحثوا عن طريق آخر يحققون به مصالحهم وينفذون به أجنداتهم بعيداً عن قدسية أديان السماء وحرية الاختيار المرتبطة بها”.

ولفت الأزهـر إلى أنه منفتحٌ على المؤسسات الدينية داخل مصر وخارجها، لكنه “انفتاح غايته البحث عن المشتركات الإنسانية بين الأديان السماوية والتعلق بها لانتشال الإنسانية من أزماتها المعاصرة”.

ويعد بيان الأزهـر أول تعليق منه حول “الدعاوى حول تكوين كيان عقدي يجمع الديانات السماوية الثلاثة في دينٍ واحد تحت مسمى الديانة الإبراهيمية وما يرتبط بها من بناء مسجد وكنيسة ومعبد في محيط واحد”.

وتقوم فكرة الدعوة للدين الإبراهيمي والتخطيط لتنفيذه في المنطقة على بُعْدَين، الأول: البعد الدينيّ، والثاني: البعد السياسيّ.

ويرى البعد الديني أنّ الأديان السماوية الثلاثة لها جذر تاريخي وعقدي واحد، هو دين إبراهيم؛ بما يعني لدى المخططين للمشروع إمكان وجدوى العودة بالناس جميعاً في المنطقة العربية الشرق أوسطية إلى الأصل القديم، بدلاً من التشاكس والتشاحن بسبب الخلاف العقديّ.

أما البعد السياسي فهو قائم على فكرة كانت قد لاحت لبعض المفكرين السياسيين وهي مدى إمكان “تَدْيِين السياسة بتطويع الدين لمصالح السياسة؛ ليؤدي دوراً في إحلال السلام وإنهاء حالة الاحتراب”.

الأزهر
الأزهر يصدر بياناً بخصوص “الديانة الإبراهيمية”: اختلاف الناس في معتقداتهم سنة كونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى