حورات خاصة

اتفاق السعودية وإيران بين التحذير والترقّب.. خبير يكشف ما كسبته الصين وخسرته أمريكا وإسرائيل

رحّب العالم أجمع بعد توقيع الاتفاق بين السعودية وإيران مؤخراً في الصين، والذي يعطي دفعة كبيرة في طريق حلحلة ملفات إقليمية عالقة منذ سنوات، وللبلدين تأثير كبير عليها.

 

ترحيب وحذر في اتفاق السعودية وإيران

 

ورغم أن الأصداء جاءت سريعة عقب الإعلان عن الاتفاق، من دول عربية وغربية، وحتى قبل الإعلان عن تفاصيل ما تم الاتفاق عليه، أو جدول الأعمال الذي سيتم تنفيذه خلال الفترة الزمنية الفاصلة بين الإعلان وبين تبادل السفراء؛ وهي التي حددت بشهرين، إلا أنّ بعض البيانات كانت حذرة نسبياً منها الموقف الأمريكي والموقف المصري.

 

ويعود سبب التفاعل الواسع إلى ثقل السعودية وإيران السياسي والاقتصادي بالمنطقة وتأثيرهما الكبير على ملفات عربية منها ملفات اليمن وسوريا والعراق وغيرها.

 

وفي حديث لوكالة “ستيب الإخبارية”، يقول المحلل السياسي وخبير العلاقات الدولية، المختص بالشأن الإيراني، إسلام المنسي: بالنسبة لتأثير التقارب بين السعودية وإيران على ملفات عربية مثل سوريا واليمن والعراق، اعتقد أن الملف الأكثر تأثراً هو ملف اليمن تحديداً، حيث أن إيران كانت تدعم جماعة الحوثي التي هاجمت السعودية مراراً وتكراراً عبر طائرات مسيرة وصواريخ بالستية.

 

ويوضح أن تلك الهجمات كانت تهديداً للأمن القومي السعودي، مشيراً إلى أن ملف اليمن هو المؤشر الذي يكشف عمق التقارب بين السعودية وإيران.

 

ملفات عربية ستتأثر بالتقارب

 

ورغم ذلك فمن المتوقع أن تتأثر ملفات سوريا والعراق أيضاً بذلك، حيث بدأت أصداء الأمر تنعكس عليها، لا سيما مع تسريب أنباء عن بلورة اتفاق جديد بين السعودية وسوريا لإعادة تطبيع العلاقات، علاوةً على تهدئة ملفات ساخنة في العراق مستمرة منذ سنوات.

 

وسبق للسعودية أن أرسلت إشارات بملف سوريا مؤخراً، حين ذكر وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، أن المملكة تعتبر عودة سوريا إلى محيطها العربي “أمر مهم وضروري”، إضافة إلى رؤية المملكة بضرورة “تغيير التعامل مع سوريا”، بينما في العراق فأعقب اتفاق السعودية وإيران اتفاق بين إيران والعراق لضبط أمن الحدود بعد توترات استمرت لأشهر هناك.

 

الدور الصيني في الاتفاق

 

أما الأمر بالغ الأهمية الذي جرى بالاتفاق، هو مكان إعلان الاتفاق، حيث أُعلن من بكين العاصمة الصينية، وهو ما يؤكد تنامي دور الصين بالشرق الأوسط وسط تراجع دور منافستها الولايات المتحدة، خصوصاً إثر الخلافات مع السعودية.

 

ويقول الدكتور “المنسي”: هذا التقارب جاء بجهود من الصين بالوقت الذي تنأى المملكة العربية السعودية بنفسها نوعاً ما عن الغرب وتقترب من الصين وروسيا في إطار سعيها للحصول على استقلالية في السياسة الخارجية، تنويع الحلفاء وعدم الاعتماد فقط على الموقف الأمريكي.

 

ويضيف: يعتبر هذا أيضاً نتيجة التطورات التي حصلت في العالم، لا سيما ظهور الصين كقوى عظمى طموحة تنافس الولايات المتحدة الأمريكية في العديد من القضايا حول العالم، وواحد منها كان ملف التقارب بين السعودية وإيران.

 

ويؤكد أن الصين كان لها التأثير الكبير في التوافق بين السعودية وإيران، لأن لها علاقة وثيقة مع كلا الجانبين ولها مصالح مشتركة فيهما.

 

ويشير أن بكين تعتمد على الرياض وطهران بملفات أبرزها الطاقة حيث تعتبر الصين أكبر مستورد لمواد الطاقة بالعالم، ويصب التقارب بين البلدين والتهدئة بمصلحتها الاقتصادية.

 

مواقف حذرة

 

أما المواقف الحذرة والأخرى المُحذّرة فجاءت من الولايات المتحدة التي ترى بالصين “عدوتها” السياسية والاقتصادية الأولى والتي توسعت بمناطق كانت لعقود حليفة تقليدية لواشنطن، إلى جانب الموقف الإسرائيلي “المنزعج” بعد فشل مساعيها بتصوير إيران على أنها “عدو مشترك”.

 

ويقول الخبير السياسي إسلام المنسي لـ”ستيب”: التقارب السعودي الإيراني له انعكاس سلبي على الجهود الإسرائيلية للتطبيع مع دول عربية، فوجود التقارب السعودي الإيراني يعني تهدئة بالملف الذي كانت إسرائيل تلعب عليه للتقارب مع دول عربية من خلال إخافتها بخطر إيران وتمددها بالمنطقة وتدخلاتها بدول عربية عديدة، وهنا أصبحت الحكومة الإسرائيلية الحالية ترى نفسها أنها خسرت هذا الملف.

 

أما مصر التي ساندت الموقف السعودي دائماً، فيرى المنسي أن من مصلحة القاهرة الحفاظ على الأمن القومي العربي، مشيراً إلى أن أي تهدئة ستنعكس إيجاباً بطبيعة الحال على مصر.

 

وبالحديث عن إيجابيات الاتفاق بين السعودية وإيران، يؤكد “المنسي” أن طهران ستحصد نتائج كبيرة إذا عملت على التهدئة والتقارب مع العرب، وقد طهر ذلك فور الإعلان الاتفاق مع السعودية، حيث ارتفعت العملة الإيرانية بالسوق المحلية وبدأت الأصداء تؤثّر إيجاباً على الوضع الاقتصادي “المنهك” في البلاد.

1 20230320 221739927

 

وفيما يلي نص الحوار:

 

ما أهمية توقيت إعلان الاتفاق بين السعودية وإيران؟

 

  • هذا التقارب جاء بجهود من الصين بالوقت الذي تنأى المملكة العربية السعودية بنفسها نوعاً ما عن الغرب وتقترب من الصين وروسيا في إطار سعيها للحصول على استقلالية في السياسة الخارجية، تنويع الحلفاء وعدم الاعتماد فقط على الموقف الأمريكي.

 

  • ويعتبر هذا أيضاً نتيجة التطورات التي حصلت في العالم، لا سيما ظهور الصين كقوى عظمى طموحة تنافس الولايات المتحدة الأمريكية في العديد من القضايا حول العالم، وواحد منها كان ملف التقارب بين السعودية وإيران.

 

ما مدى تأثير هذا التقارب على الملفات العربية؟

  • بالنسبة لتأثير التقارب بين السعودية وإيران على ملفات عربية مثل سوريا واليمن والعراق، اعتقد أن الملف الأكثر تأثراً هو ملف اليمن تحديداً، حيث أن إيران كانت تدعم جماعة الحوثي التي هاجمت السعودية مراراً وتكراراً عبر طائرات مسيرة وصواريخ باليستية، وهو ماكان يمثل تهديداً للأمن القومي السعودي، واتوقع أن يكون ملف اليمن هو المؤشر الذي يكشف عمق التقارب بين السعودية وإيران.

 

ما أهمية الدور الصيني ودى تناميه بالمنطقة؟

  • الصين كان لها التأثير الكبير في التوافق بين السعودية وإيران، لأن لها علاقة وثيقة مع كلا الجانبين ولها مصالح مشتركة فيهما، وتعتمد عليهما بالعديد من الملفات بالمنطقة، أبرزها ملفات النفط والطاقة، ووجود توافق بين البلدين يصب بمصلحتها، وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى استقرار أكبر في الشرق الأوسط وهدوء وضمان للمرات الملاحية الدولية وبالتالي انتعاشات اقتصادية لهذه الدول.

 

ما مدى تأثر إسرائيل بالاتفاق؟

  • التقارب السعودي الإيراني له انعكاس سلبي على الجهود الإسرائيلية للتطبيع مع دول عربية، فوجود التقارب السعودي الإيراني يعني تهدئة بالملف الذي كانت إسرائيل تلعب عليه للتقارب مع دول عربية من خلال إخافتها بخطر إيران وتمددها بالمنطقة وتدخلاتها بدول عربية عديدة، وهنا أصبحت الحكومة الإسرائيلية الحالية ترى نفسها أنها خسرت هذا الملف.

 

كيف ترى نتائج الاتفاق على إيران؟

  • بمجرد الإعلان عن توقيع الاتفاق قفزت العملة الإيرانية بشكلٍ كبير بعد أن كانت تواجه تحديات وانهيارات عديدة، كما أن الاتفاق أعطى النظام الإيراني موقف أقوى داخلياً وخارجياً بعد أن كان يواجه تحديات ضخمة أبرزها الاحتجاجات ضد سوء الوضع الاقتصادي بالبلاد.

 

كيف تقيّم الموقف المصري؟

  • مصر تؤكد دائماً أن مصلحتها بأن يكون الأمن القومي العربي مستقراً دائماً وبهذا الاتفاق الذي يحفظ أمن منطقة الخليج فإن مصر لن تتردد بالوقوف معه وتأييد الموقف الخليجي العربي، رغم الحذر المستمر من قبل القاهرة من سياسات إيران بالمنطقة.

 

اتفاق السعودية وإيران بين التحذير والترقّب.. خبير يكشف ما كسبته الصين وخسرته أمريكا وإسرائيل
اتفاق السعودية وإيران بين التحذير والترقّب.. خبير يكشف ما كسبته الصين وخسرته أمريكا وإسرائيل

إعداد: جهاد عبدالله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى