أخبار العالم العربيأخبار العالم

بداية من “فاغنر” الروسية لـ”داعش”.. تقرير: هكذا تؤثر حرب السودان على دول الجوار

كشفت صحيفة “فورين بوليسي” الأمريكية أن الحرب في السودان قد تثير عش الدبابير في الدول المجاورة، بداية من قوات “فاغنر” الروسية مرورا بتنظيم “داعش” الإرهابي، ما يهدد الأمن والسلم الإقليميين.

 

وقالت الصحيفة في تقرير لها، نُشر يوم الاثنين، إن ما يحدث في السودان، الذي يحده البحر الأحمر والساحل وقرن إفريقيا، من المؤكد بشدة أن تؤدي إلى تداعيات عبر حوض تشاد المضطرب بالفعل والساحل.

 

توسّع تجارة الأسلحة غير المشروعة 

 

وأضاف التقرير أنه بالنظر إلى قرب السودان من تشاد – الذي عانى من أنشطة مدمرة للمتطرفين، بما في ذلك بوكو حرام وفرعها المنشقة عن تنظيم “داعش” في غرب أفريقيا خلال العقد الماضي – وجمهورية أفريقيا الوسطى، فإن الصراع في المناطق الحضرية للبلاد، مثل منطقتي الخرطوم ودارفور، يترتب عليه عواقب وخيمة على السلام والأمن الإقليمي.

 

ويعد هذا الصراع مهمًا بشكل خاص في ظل الارتفاع المؤخر في الهجمات المتطرفة العنيفة في دول الساحل الغربي الأفريقية. 

 

وأحد التداعيات المحتملة للصراع في السودان هو انتشار للأسلحة الصغيرة والخفيفة بين الكيانات غير الحكومية في جميع أنحاء المنطقة؛ وهذا قد يؤدي أيضًا إلى توسع التجارة غير الشرعية في الأسلحة بسبب إنشاء ممرات تهريب جديدة بما في ذلك من ليبيا في الشمال الغربي. 

 

ويعقّد هذا الأمر بشكل أكبر بسبب الطبيعة الهشة لحدود المنطقة، التي تعكس وجود مساحات متنازع عليها على نطاق واسع، مثلما هو الحال في بوركينا فاسو وتشاد ومالي والنيجر ونيجيريا.

الفرق بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.. وما هي قوات "الجنجويد"؟
الفرق بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.. وما هي قوات “الجنجويد”؟

وتعزز هذه المناطق المتنازع عليها مخاطر سقوط هذه الأسلحة في أيدي الجماعات الإرهابية، ومن المرجح أيضًا أن يتسلل مقاتلون إرهابيون أجانب، خاصةً بالنظر إلى صلات قوات الدعم السريع (أحد من الأطراف المتحاربة) بالجنجويد.

 

والجنجويد هي ميليشيا عربية سودانية تعمل بشكل خاص في إقليم دارفور في السودان وشرق تشاد، ولا تزال نشطة حتى اليوم، ويشاع أنها تعمل في اليمن بعيدًا عن هذه المنطقة أيضًا. 

 

وتزيد خطورة الجنجويد من احتمالات زيادة التعاون عبر المنطقة بين المنظمات الإرهابية العنيفة التي تتفق أهدافها السياسية والأيديولوجية.

 

توسّع “فاغنر” الروسية 

 

ولفت التقرير إلى أنه من المتوقع أن تتدهور الحالة في السودان خلال الأيام القادمة، إذا لم يتم السيطرة عليها، يمكن أن تتحول الصراع بسهولة إلى حرب إقليمية كاملة. 

 

كما أن دولًا خارجية مثل الصين وفرنسا وروسيا لديها وجود ومصالح نشطة في حوض تشاد والساحل، ويمكن سريعاً أن تنجر هذه الدول في الحرب أيضاً.

 

ومن بين المسائل التي تشكل قلقًا خاصًا هي فرصة توسع حضور المجموعة العسكرية الخاصة بروسيا، فاغنر. 

 

وفي فبراير وحده، شاركت المجموعة في محاولات لاستقطاب متمردين تشاديين وإنشاء موقع تدريب لـ300 مقاتل في دولة جارة تواجه مشكلات، وهي جمهورية أفريقيا الوسطى.

 

وقد يؤدي هذا الوضع المتكامل إلى تفاقم التوترات في جميع أنحاء المنطقة، خاصة إذا قررت “فاغنر” استقطاب مجموعات متمردة أخرى تسعى لتشويه سلطة الدولة، مع الهدف العام للاستيلاء على السلطة في المدى القصير إلى المتوسط. 

 

ومن ناحية أخرى، قد تشجع الحالة الحالية حكامًا استبداديين موجودين بالفعل في حوض تشاد والساحل الذين يسعون إلى ضمان بقاء النظام عن طريق تعزيز التدابير التي تساعد في ترسيخ سيطرتهم على السلطة، مثل اللجوء إلى المساعدة “المتخصصة” من كيانات مثل “فاغنر”.

 

وبحسب التقرير، فإن الحرب المتطورة في السودان ليست مقتصرة على السودان وحده، بل هي ورثة لعدة دول أخرى. 

إعلام أمريكي ينشر صوراً لأقمار صناعية تكشف دعم "فاغنر" لأحد طرفي الصراع في السودان
إعلام أمريكي ينشر صوراً لأقمار صناعية تكشف دعم “فاغنر” لأحد طرفي الصراع في السودان

وبعد قرار فرنسا في عام 2022 بمغادرة مالي لصالح النيجر، نظرًا للقيمة الاستراتيجية التي يوفرها الأخير لمصالح الأمن الوطني الفرنسية في الساحل، فإن فرنسا لا يمكنها تحمل انهيار السودان. وتعتبر الوضع مقلقًا لفرنسا بشكل خاص بسبب الضعف الحالي في تشاد وعدم قدرته على صد الهجمات الخارجية.

 

يمكن القول نفس الشيء عن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، التي تمتلك كلها مصالح في المنطقة. فعلى سبيل المثال، تحتاج هذه الدول إلى ضمان الاستقرار الإقليمي لضمان التجارة الدولية، وخاصة في ظل التهديد الذي يشكله التدخل السياسي والاقتصادي لروسيا والصين في هذه المناطق.

 

ومن المعروف أن روسيا مهتمة ببناء قاعدة عسكرية في بورتسودان، وهي مدينة ميناء في شرق السودان. وبالنظر إلى اتهامات وجهت إلى مجموعة “فاغنر” الروسية بتهريب الذهب من السودان، فإن عدم الاستقرار في البلد يمكن أن يعرقل هذا التدفق ويجعل موسكو تتجه نحو المنطقة لتلبية احتياجاتها الاقتصادية الحادة.

 

وتضم حوض تشاد والساحل بعض أفقر الناس في العالم (ما يعكس أيضًا الأمن الغذائي الحاد في المنطقة). ويمكن أن تؤدي الأزمة المتصاعدة في السودان إلى تفاقم الوضع الإنساني عبر هذه المناطق. 

- رئيس فاغنر يهدد بالانسحاب من باخموت الأوكرانية
– رئيس فاغنر يهدد بالانسحاب من باخموت الأوكرانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى