حورات خاصةسلايد رئيسي

دبلوماسي سوري سابق يكشف شروط المبادرة العربية بعد تطبيع العلاقات مع سوريا

تواصل قطار تطبيع العلاقات مع سوريا من قبل دول عربية عديدة كان أبرزها المملكة العربية السعودية مؤخراً، ثم جرى إعادة تفعيل مقعدها بالجامعة العربية بعد تجميده لسنوات، بالوقت الذي تجري المفاوضات على قدم وساق لتنضم تركيا إلى قافلة تلك الدول، فيما كشف دبلوماسي سوري سابق عن جدوى إعادة تلك العلاقات بعد قطيعة لسنوات وفي ظل رفض غربي، وتأثير ذلك على اللاجئين السوريين من جهة والمعارضة السورية عموماً من جهة ثانية، وإمكانية دفع العملية السياسية قُدماً بعدها، وإذا كان الأسد سيحضر القمة العربية المقبلة في السعودية والتي ينتظر منها بحث الملف السوري باهتمام.

 

عوامل دفعت الدول إلى تطبيع العلاقات مع سوريا

 

وفي حديث لـ”وكالة ستيب نيوز”، يقول الدبلوماسي السوري السابق، وعضو اللجنة الدستورية، بشار حاج علي: إن “هناك عدة عوامل أدت إلى عودة مقعد سوريا في الجامعة العربية أهمها التقارب السعودي-الإيراني، ومن الطبيعي أن ينعكس هذا التقارب على ملفات المنطقة و تأتي الأزمة الإنسانية وتفاقمها إثر الزلزال المدمّر الذي ضرب شمال سوريا بالمرتبة الثانية، ويضاف إلى ذلك الظروف الدولية التي أدت إلى عطالة أصبحت مزمنة و أرخت بثقلها على الشعب السوري ككل”.

 

ويؤكد الحاج علي أن المبادرة العربية بحسب المعلومات التي وردت حتى الآن، هي انتهاج سياسة “خطوة مقابل خطوة”، مشيراً إلى أنها تركز أولًا على القضايا الإنسانية وعودة اللاجئين والمهجرين والنازحين عودة آمنة وإطلاق سراح المعتقلين والبحث عن مصير المفقودين والمغيبين، والتأكيد على عملية سياسية وفق القرارات الأممية لاسيما ٢٢٥٤ وعلى مسار اللجنة الدستورية.

 

ويضيف: “لم يتم التصويت على قرار عودة سوريا للجامعة بل تم التوافق وراء الكواليس حيث تم ذلك تفاديًا للخلافات، وباعتقادي قامت مصر والسعودية والأردن بجهود كبيرة كي يتم احتواء الدول الرافضة وتوضيح أسباب قرار عودة سوريا وليس النظام لمواجهة أخطار كبرى على الدول العربية ومواطنيها”.

 

وتابع: “لا ننسى وجود دول عربية أصلًا لم تقطع علاقاتها مع النظام وأخرى قامت بإعادة العلاقات الثنائية خلال السنوات الأخيرة. ولا يمكن الجزم بأن النظام قد يلتزم أو يقدم شيء أذا لم يكن مجبرًا على ذلك وستكشف الأيام المقبلة على ماذا راهنت الدول العربية”.

 

شروط المبادرة العربية في تطبيع العلاقات مع سوريا

 

ورغم أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية كان مقدمة إلى إعادتها لمحيطها العربي والإقليمي في محاولة لكسر العزلة، إلا أنّ سياسية خطوة مقابل خطوة تقتضي أن تقوم الحكومة السورية بخطوات لتحسين الوضع سياسياً واقتصادياً بالداخل السوري، ويرى “الحاج علي” أن هناك ضمانات حصلت عليها الدول العربية.

 

ويقول: “هناك ضمانات من روسيا وهي من حمى النظام في أحلك الأيام عليه من خلال مجلس الأمن وعبر التدخل العسكري المباشر فالضمانات لابد وأنها سياسية بحيث ينخرط بجدية بعملية سياسية، والضمانات الإيرانية بعد التقارب مع السعودية وهي على الأقل ألا تعطل أي اتفاق ممكن من خلال نفوذها على النظام في مسارات الحل أو التسوية”.

 

دبلوماسي سوري سابق يكشف شروط المبادرة العربية بعد تطبيع العلاقات مع سوريا
دبلوماسي سوري سابق يكشف شروط المبادرة العربية بعد تطبيع العلاقات مع سوريا

حضور الأسد القمة العربية

 

وبعد إعلان عودة سوريا إلى مقعدها في مجلس الجامعة العربية، وإعادة فتح السفارة السعودية بدمشق، أرسل الملك سلمان ببرقية إلى الرئيس السوري بشار الأسد، تدعوه لحضور القمة العربية المقبلة في الرياض المقررة هذا الشهر.

 

وحول ذلك يقول بشار حاج علي: “لا أرجح حضور بشار الأسد بشخصه في القمة لكن من المرجح حضور ممثل عن سوريا ربما وزير الخارجية فيصل المقداد، وذلك كجزء من صفقة عودة سوريا للجامعة تفادياً للحرج وضمان حضور القمة من قادة آخرين”.

 

ويضيف: “ينظر للقمة على أنها قمة لم الشمل وهي دليل فاعلية عربية ودليل نفوذ سعودي قوي يؤسس لدور إقليمي ودولي، وبالنسبة للنظام يعتبر قمة انتصاراته المعنوية وربما آخرها برأيي”.

 

مستقبل العملية السياسية بسوريا

 

ويشير الدبلوماسي السوري السابق إلى أن إمكانية الاستفادة من دور عربي في حل القضية السورية “يتوقف على الموقف العربي الثابت والحازم وهو حتى الآن يتفق مع تصريحات المسؤولين العرب سواء على مستوى مسؤولي جامعة الدول العربية وعلى مستوى وزراء الخارجية العرب الذين تحدثوا في تصريحاتهم حول سوريا وأهمها وزير خارجية المملكة الأردنية السيد أيمن الصفدي عندما تحدث عن المبادرة الأردنية-العربية”.

 

ورغم المضي قُدماً في تطبيع العلاقات مع سوريا، إلا أنّ الدول الغربية وخاصة أمريكا تحذر وتعتبر ذلك نهجاً مخطئاً بحسب تصريحات مسؤوليها المتكررة بهذا الملف.

 

ويقول الحاج علي: “لاتزال الولايات المتحدة الأميركية هي القوى الرئيسية الرافضة للتطبيع مع نظام الأسد لكنها ليست الوحيدة فمازالت دول الاتحاد الأوربي تؤكد ألا تطبيع دون حل سياسي وفق قرارات الأمم المتحدة، وحتى الدول العربية لم تطبع بمجملها وتنتهج حسب التصريحات على مبدأ خطوة بخطوة”.

 

الوضع الداخلي بسوريا

 

 أما عن إمكانية انعكاس التطبيع مع سوريا من قبل دول عربية وإعادة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية، على الوضع الاقتصادي المتردي بالبلاد، يرى السياسي السوري أنه ربما تدعم الدول العربية تحت مسمّى الاحتياجات الإنسانية وهو ما حصل منذ “مأساة الزلزال”، مشيراً إلى أن هذا يخفف لكن لا يمكن أن يعالج، حيث يعتقد أن “الإدارة الفاشلة والفاسدة هي من تدير توزيع المساعدات وتسيء استغلالها ولاتصل لجميع مستحقيها”.

 

ويقول: “أما أي دعم خارج ذلك ستتعرض الدول التي قد تقوم به لعقوبات قانون حماية المدنيين الأمريكي (قيصر)، ليس هذا فحسب بل منظومة الأسد التي حولت سوريا لجمهورية الكبتاغون مقبلة على تطبيق قانون مكافحة المخدرات والكبتاغون الأمريكي الذي سيطبق اعتباراً من شهر حزيران المقبل”.

 

وفيما يبدو أن الملف السوري مقبل على تحديات صراع قوى دولية حيث بات ورقة ضمن ملفات إقليمية عديدة يجري تحريكها من قبل دول إقليمية ودول كبرى بهدف محاولة فرض سياسات جديدة ربما بالمنطقة، قد تعتبر ضمن صراع القوى السياسية الكبرى على تغيير النظام العالمي القائم حالياً.

 

وفيما يلي نص الحوار كاملاً:

1- لماذا أعادت الدول العربية التعامل مع سوريا بعد القطيعة والحرب؟

 

باعتقادي هناك عدة عوامل أدت الى عودة مقعد سوريا في الجامعة العربية أهمها التقارب السعودي- الإيراني ومن الطبعي أن ينعكس هذا التقارب على ملفات المنطقة وتأتي الأزمة الإنسانية و تفاقمها إثر الزلزال المدمر الذي ضرب شمال سوريا.

يضاف إلى ذلك الظروف الدولية التي أدت إلى عطالة أصبحت مزمنة وأرخت بثقلها على الشعب السوري ككل.

 

2- ما هي بنود المبادرات العربية في الملف السوري؟

 

حسب المعلومات التي صُرح عنها وخاصة بعد مؤتمر عمان فهي على ما يبدو تنتهج سياسة خطوة مقابل خطوة وتركز أولًا على القضايا الإنسانية وعودة اللاجئين والمهجرين والنازحين عودة آمنة وإطلاق سراح المعتقلين والبحث عن مصير المفقودين والمغيبين والتأكيد على عملية سياسية وفق القرارات الأممية لاسيما ٢٢٥٤ وعلى مسار اللجنة الدستورية.

 

3- كيف اقتنعت الدول الرافضة لعودة سوريا للجامعة العربية؟

 

لم يتم التصويت على قرار عودة سوريا للجامعة بل تم التوافق وراء الكواليس حيث تم ذلك تفاديًا للخلافات وباعتقادي قامت مصر والسعودية والأردن بجهود كبيرة كي يتم احتواء الدول الرافضة وتوضيح أسباب قرار عودة سوريا وليس النظام لمواجهة أخطار كبرى على الدول العربية ومواطنيها.

 

لا ننسى وجود دول عربية أصلًا لم تقطع علاقاتها مع النظام وأخرى قامت بإعادة العلاقات الثنائية خلال السنوات الاخيرة.

لا يمكن الجزم بأن النظام قد يلتزم أو يقدم شيء إذا لم يكن مجبرًا على ذلك وستكشف الأيام المقبلة على ماذا راهنت الدول العربية.

 

4- ماهي الضمانات التي حصل عليها العرب وهل من دور روسي أو إيراني؟

 

لاشك هناك ضمانات من روسيا وهي من حمى النظام في أحلك الأيام عليه من خلال مجلس الأمن وعبر التدخل العسكري المباشر فالضمانات لابد وأنها سياسية بحيث ينخرط بجدية بعملية سياسية.

 

و الضمانات الإيرانية بعد التقارب مع السعودية وهي على الاقل ألا تعطل أي اتفاق ممكن من خلال نفوذها على النظام في مسارات الحل أو التسوية.

 

5- ماهي توقعاتك لحضور الأسد للقمة العربية المقبلة في السعودية؟

 

لا أرجّح حضور بشار الأسد بشخصه في القمة لكن من المرجح حضور ممثل عن سوريا ربما وزير الخارجية فيصل المقداد وذلك كجزء من صفقة عودة سوريا للجامعة تفادياً للحرج وضمان حضور القمة من قادة آخرين.

ينظر للقمة على أنها قمة لم الشمل وهي دليل فاعلية عربية ودليل نفوذ سعودي قوي يؤسس لدور إقليمي ودولي، وبالنسبة للنظام يعتبر قمة انتصاراته المعنوية وربما آخرها برأيي.

 

6- ما إمكانية الاستفادة من الدور العربي في دفع الحل السياسي عبر المراحل المتفق عليها وفق قرار الأمم المتحدة 2254؟

 

يتوقف ذلك على الموقف العربي الثابت والحازم وهو حتى الآن يتفق مع تصريحات المسؤولين العرب سواء على مستوى مسؤولي جامعة الدول العربية وعلى مستوى وزراء الخارجية العرب الذي تحدثوا في تصريحاتهم حول سوريا وأهمها وزير خارجية المملكة الأردنية السيد أيمن الصفدي عندما تحدث عن المبادرة الأردنية-العربية.

 

7- كيف ترى الموقف الأمريكي والغربي بشأن تطبيع العاقلات مع سوريا؟

 

لاتزال الولايات المتحدة الأميركية هي القوى الرئيسية الرافضة للتطبيع مع نظام الأسد لكنها ليست الوحيدة فمازالت دول الاتحاد الأوربي تؤكد ألا تطبيع دون حل سياسي وفق قرارات الأمم المتحدة

وحتى الدول العربية لم تطبع بمجملها وتنتهج حسب التصريحات على مبدأ خطوة بخطوة.

 

8- برأيك هل ستدعم الدول العربية سوريا اقتصادياً رغم العقوبات الغربية؟

 

ربما تدعم الدول العربية تحت مسمّى الاحتياجات الإنسانية وهو ما حصل منذ مأساة الزلزال وهذا برأيي يخفف لكن لا يمكن أن يعالج فمازالت الإدارة الفاشلة والفاسدة هي من تدير توزيع المساعدات وتسيء استغلالها ولا تصل لجميع مستحقيها.

أما أي دعم خارج ذلك ستتعرض الدول التي قد تقوم به لعقوبات قانون حماية المدنيين الامريكي (قيصر).

ليس هذا فحسب بل منظومة الأسد التي حولت سوريا لجمهورية الكبتاغون مقبلة على تطبيق قانون مكافحة المخدرات والكبتاغون الأمريكي الذي سيطبق اعتباراً من شهر حزيران المقبل.

دبلوماسي سوري سابق يكشف شروط المبادرة العربية بعد تطبيع العلاقات مع سوريا
دبلوماسي سوري سابق يكشف شروط المبادرة العربية بعد تطبيع العلاقات مع سوريا

 

إعداد: جهاد عبد الله 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى