تقرير أمريكي يتحدث عن “الساحر” الذي تضاعفت ثروته خلال أزمة بلاده
نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” تحقيقاً، عن حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، تحت عنوان “الساحر”، حمل معلومات تحدثت عن عمله خلال 30 عاماً.
تقرير أمريكي عن رياض سلامة
وقالت الصحيفة: إن صعود وسقوط حاكم مصرف لبنان الذي فقد مصداقيته يعكسان بلداً خربه الفساد والخداع والغطرسة.
وأضافت أن “سلامة هبط في حزيران/يونيو 2021 في وقت كان فيه لبنان يواجه أزمة مالية منهكة بمطار لو بورجيه بباريس على متن طائرة خاصة. وعثرت مصلحة الجمارك في حقيبته على مبالغ مالية لم يعلن عنها”.
وحسب الصحيفة أخبر سلامة الذي يحمل الجنسية الفرنسية سلطات الحدود أنه كان يحمل 15.000 يورو، لكن وبعد تفتيش حقيبته عثر فيها على 84.430 يورو و7.710 دولارات أمريكية. وعندما طلب منه شرح الوضع، قال إنه نسي أن المال خاصته في الحقيبة، كما تظهر سجلات الشرطة.
وتضيف “في الوقت الذي أنفق فيه سلامة ببذخ على طائراته الخاصة والمقربين المزعومين منه، رأى اللبنانيون قيمة مدخراتهم تهبط وأصبحت رواتب الموظفين المدنيين لا تساوي إلا أقل من 100 دولار”.
وثائق كشفت ثروته
واطلعت الصحيفة الأمريكية على وثائق قالت إنها لتأثير سلامة الواسع على القطاع المصرفي في لبنان، حيث “يقترح المحققون أنه تعاون مع المصارف التجارية للنفع المتبادل وعبر “عقود مشبوهة” وقروض بدون فائدة و”ترتيبات للتستر على الخسائر”.
وفي بيانها لفرض عقوبات على سلامة، قالت الخزانة الأمريكية إنه “ساهم في فساد لبنان المستشري وكرس فكرة أن النخبة في لبنان لا تلتزم بنفس القواعد المطبقة على كل الشعب اللبناني”.
وأنكر سلامة طوال الوقت كل الاتهامات ورفض التعليق على تقرير الصحيفة وأوضح أنه “يحترم القانون وسرية التحقيقات”.
وأطلق على سلامة لقب “الساحر” نظرا لبقاء الاقتصاد ثابتا خلال فترات من النزاعات والاضطرابات السياسية.
وعلى خلاف بقية اللبنانيين زادت ثروة سلامة أثناء الأزمة، ففي بداية العام الحالي، أخبر المحققين الأوروبيين في أثناء مساءلة أن مدخراته المالية والعقارات كانت في 1993 نحو 60 مليون دولار، بما فيها 8 ملايين دولار في أراض ورثها من العائلة، وقال إن ثروته الآن تصل إلى 200 مليون دولار، مما يعني أن ثروته تضاعفت ثلاثة أضعاف خلال ثلاثين عاما.
وتولى سلامة المنصب عام 1993، بعدما عينه رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، واستمر حتى قبل أيام حين أعلن إقالته من منصبه.