كيف سيرد حزب الله وحماس على هجوم الضاحية الجنوبية واغتيال العاروري؟.. خبيران يجيبان
في عملية تجاوزت فيها إسرائيل الخطوط الحمر التي أعلن عنها حسن نصرالله، أثار اغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس مع عدد من مرافقيه في معقل حزب الله اللبناني بهجومٍ جوي إسرائيلي، غضباً كبيراً في لبنان وفلسطين.
ومع إعلان تل أبيب أن العملية هي استهداف لحماس فقط ولا علاقة لها بلبنان أو حزب الله، زادت التساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل تنوي إثارة الشكوك بين الجانبين الفلسطيني واللبناني.
كما أثيرت الكثير من التساؤلات حول الطريقة التي سترد فيها حركة حماس وكذلك حـزب الله على اغتيال العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت.
يقول العميد اللبناني هشام جابر لوكالة ستيب الإخبارية، إنه لا يمكن التنبوء بزمان وكيفية رد حـزب الله على هجوم الضاحية الجنوبية، لكنه أكد أن الحزب سيرد “إنما تحت سقف إشعال الجبهة الواسعة من جنوب لبنان”.
ويضيف: “أعتقد أن الرد سيكون أعمق جغرافياً داخل إسرائيل من قبل حـزب الله”، متابعاً “ستكون ضربة مؤثرة وليست استعراضية ولكنها لن تشعل الحرب”.
من جهته، يقول المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور فايز أبو شمالة لوكالة ستيب الإخبارية: “كلاهما توعد بالرد، حركة حماس قد تخرج عن مألوف الرد، وتتجاوز مألوف قصف المدن الإسرائيلية بالصواريخ، لتبدأ مرحلة جديدة من العمليات الاستشهادية رداً على الاغتيالات الإسرائيلية، وهذه فكرة قد تكون مطروحة على قيادة حركة حماس للرد”.
ويتابع: “وقد يتمثل رد حماس بمواصلة المواجهات مع العدو الإسرائيلي على أرض غزة، وتعليق المفاوضات حول تبادل الأسرى و المحتجزين، وهذا ما تحقق حتى اللحظة”.
ويزيد: “أما بخصوص حزب الله، فهو ملزم بالرد، وفق تصريحات السيد حسن نصرالله، وتحذيره المسبق لإسرائيل من اغتيال أي قيادي أو مسؤول من حماس وغيرها، وهو ملزم بالرد، ولاسيما مع تصاعد الهجمة الإسرائيلية على عناصر حـزب الله في الجنوب، ومع وجود مخطط إسرائيلي لتوسيع المعركة إلى الشمال، كطريقة خلاص من هزيمتها على أرض غزة، وفي محاولة إسرائيلية للزّج بالجيش الأمريكي في الحرب ضد تعدد الجبهات”.
طريقة اغتيال العاروري في معقل حزب الله
قالت تقارير إخبارية إن اغتيال العاروري حصل بواسطة صواريخ موجهة أطلقتها طائرة حربية وليس عبر طائرة مسيّرة، مستندةً إلى عاملين “الأول دقة الإصابة لأنه لا يمكن لمسيّرة أن تصيب بهذه الدقة، والثاني زنة الصواريخ والمقدرة بنحو 100 كيلوغرام لكل منها”.
ردّاً على ما ورد، يقول جابر: “كانت هناك طائرات حربية في الجو وطائرة مسيرة. الأخيرة اقتربت أكثر واخترقت الأجواء اللبنانية على ارتفاع منخفض؛ لذا أعتقد أنها كانت مسيرة وليست حربية”.
المواجهة تدخل منعطفاً جديداً
يرى العميد اللبناني هشام جابر أن اغتيال العاروري أدخل المواجهة بين حـزب الله وإسرائيل منعطفاً جديداً وخطيراً بعدما تجاوزت الأخيرة قواعد الاشتباك بين الطرفين.
ويتابع: “لأوّل مرة يتم قصف الضاحية الجنوبية لبيروت بهذا الشكل منذ عام 2006”.
ويزيد: “قواعد الاشتباك تغيرت بين الطرفين بقصف الضاحية الجنوبية واغتيال العاروري”.
من جانبه، يقول أبو شمالة: “بلا شك، هجوم الضاحية وضع حزب الله في دائرة الحرج، وحتمية المواجهة مع العدو الإسرائيلي، ولاسيما أن المخطط الإسرائيلي يقوم على إبعاد حـزب الله حتى شمال نهر الليطاني، وقد صرحوا بذلك علانية، بأن عدم التزام الحزب بتنفيذ قرار 1701، سيدفع الجيش الإسرائيلي لتنفيذ القرار بالقوة، وهذا الصلف الإسرائيلي سيجبر الحزب على توسيع الحرب، ودخول المعركة من أوسع أبوابها، وهذا التهديد جاء على لسان أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله”.
هل تدخل إسرائيل حرباً مباشرة مع حزب الله؟
يرى المحلل السياسي الفلسطيني أن إسرائيل “تحاول استثمار وجود البوارج الأمريكية لتوسيع المعركة، وإسرائيل تعرف أن بقاء قوات حزب الله على الحدود الشمالية بمثابة تهديد دائم للوجود الإسرائيلي، ولعل هروب أكثر من مئة ألف مستوطن يهودي من شمال فلسطين، دليل على عدم قدرة إسرائيل على التعايش مع وجود حزب الله قوة جبارة في الشمال.
وقد يمثل وجود الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل فرصة للزّج بأمريكا في حرب ضد حـزب الله، ولاسيما أن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض يقف بكل ثقله مع إسرائيل، وعلى الطريق ذاتها يقف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي قال: أقف مع إسرائيل بصفتي يهودياً، أكثر من وجودي هنا بصفتي الوظيفية كوزير للخارجية، إضافة إلى الدعم المطلق من الرئيس الأمريكي بايدن”.
هدف إسرائيل من هجوم الضاحية الجنوبية
يقول خبراء إن تذكير إسرائيل العالم بأن الهجوم على الضاحية الجنوبية لبيروت كان هدفه حماس فقط وليس حزب الله، غايتها من وراء هذه الحركة هي “ضرب حماس وحزب الله ببعضهما وإثارة الشكوك بينهما”.
تعليقاً على ما ورد، يقول أبو شمالة: “إسرائيل تحاول أن تتهرب من المسؤولية أو أنها تحاول تركيز حربها الإعلامية ضد حركة حماس وقطاع غزة، في محاولة إرضاء لحلفائها من دول الغرب وأمريكا، رغم أن كل الدلائل تشير إلى اليد الإسرائيلية، ولكن إسرائيل لا ترغب أن تظهر في المشهد وأن تكون السبب في التصعيد مع حـزب الله”.
ويضيف: “إسرائيل تريد أن تحمل حـزب الله مسؤولية التصعيد، وذلك بهدف الحفاظ على تحالفها مع الغرب، وكي تضمن مواصلة الدعم الأمريكي”.
ستيب: سامية لاوند