مصدر مقرب من حماس يكشف ما يخيف إسرائيل وتل أبيب ترسم شكل سلطة غزة الجديدة
بينما تتواصل المعارك بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حركة حماس الفلسطينية، ذهبت الأطراف السياسية في تل أبيب إلى الحديث عن قرب انتهاء معارك رفح العنيفة وهزيمة الحركة فيها، فيما تزعم الحركة بأن ما يُقال هو إثبات لـ”فشل” تل أبيب و”الهروب” من الواقع.
كما ذهبت تلك الأطراف إلى الحديث عن مرحلة ما بعد عملية رفح والدور الذي ستلعبه تل أبيب في الشمال أو ما تخطط له على المدى القصير والبعيد منه.
المحلل السياسي فايز أبو شمالة المقرب من حركة حماس، يقول لوكالة ستيب الإخبارية إن إعلان الجيش الإسرائيلي عن انتهاء عملية رفح “يعني الهزيمة فقط”.
ويضيف: “كانت رفح تمثل خط رجعة للعدو وذريعة يعلق عليها هزيمته، ولكن بعد رفح سقطت ورقة التوت التي تغطي عورة العجز الإسرائيلي؛ لذلك فالعدو يفكر بصفقة تبادل أسرى أو يفكر بالإعلان عن انتهاء مرحلة والبدء بمرحلة جديدة في محاولة إعلامية للتخفيف من أثر الهزيمة على نفسية الإسرائيليين ولخلق المبرر الميداني للهزيمة”.
فيما يرى الدكتور مئير مصري عضو اللجنة المركزية لحزب العمل الإسرائيلي أن العملية أوشكت على الانتهاء، قائلاً: “أظن ذلك”.
ويتابع: “فلم تعد لدى حماس قوة عسكرية تذكر في القطاع. لا شك في أن الإنجاز كبير، حيث استطاع الجيش أن يقضي على سلطة حماس في وقت قياسي”.
ما بعد عملية رفح
عند دخول الجيش الإسرائيلي رفح وإعلان السيطرة على الجانب الفلسطيني منها في السابع من مايو الماضي، قال خبراء بأن إسرائيل ورطت نفسها في هجوم عشوائي دون خطة واضحة إذ تعرض الجيش للكمائن المختلفة على يد عناصر الفصائل الفلسطينية، وأشاروا إلى أنها لن تخرج منها منتصرة وستكون النتائج مخزية حتى بعد الانتهاء منها.
السياسي الإسرائيلي مئير مصري يقول إن “الحرب سوف تستمر لعدة سنوات في تقديري، ولكن بوتيرة منخفضة جداً، متمثلة في عمليات كر وفر بين الجيش وبقايا الميليشيات، حتى تستقر الأوضاع في القطاع وتبرز سلطة محلية جديدة متعاونة مع إسرائيل وقادرة على الإمساك بزمام الأمور”.
فيما يرى أبو شمالة بأن مرحلة ما بعد رفح تعني “الإفلاس الإسرائيلي والفشل الفاضح”، مضيفاً “فيما بعد رفح هو التخبط الإسرائيلي والادعاء بأن المرحلة الثانية قد انتهت وأنهم ذاهبون إلى المرحلة الثالثة من الحرب وهم لا يعرفون الفرق بين المراحل الثلاث والتي فضحت ضعف الجيش الإسرائيلي وأدرك قادته بأنهم غرقوا في مستنقع غزة وأن طريق الخلاص الوحيد هو الانسحاب من غزة والبحث عن صفقة تبادل أسرى، وهذا ما يحرج المستوى السياسي والذي يعرف أن أي وقف لإطلاق النار يعني الهزيمة الاستراتيجية لإسرائيل كلها”.
ويزيد: “تبقى لإسرائيل أن تعترف بالحقيقة وأن تقر بالهزيمة وأن توقف إطلاق النار وتجري صفقة تبادل أسرى وفق مشيئة المقاومة وخضوعاً لإرادة الشعب الفلسطيني”.
ويؤكد أن “حماس باقية طالما بقي الشعب الفلسطيني وطالما انكسر الجيش الإسرائيلي وعجز عن ترحيل وتركيع سكان قطاع غزة؛ ذلك يعني أن الأهداف الإسرائيلية من العدوان لم تتحقق والمقاومة هي صاحبة اليد العليا في معركة طوفان الأقصى رغم الدمار والإبادة الجماعية”.
هل تتنازل إسرائيل عن شروطها؟
إسرائيل متمسكة بشروطها لإنهاء الصراع في غزة والمتمثلة بالدرجة الأولى في القضاء على حماس وإطلاق سراح الأسرى، وكذلك حماس لن تتنازل إلا بانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من أراضي القطاع وإطلاق سراح المعتقلين، وفقاً لتصريحات قادتها المتكررة.
من جهته، يقول السياسي الإسرائيلي إنه “ليست لدى إسرائيل شروط خرافية؛ إذ تعمل إسرائيل على تجريد قطاع غزة من السلاح وسحق آخر أوكار للإرهاب، وهذا ما كانت سوف تفعله أي دولة في مكانها”.
ويعتقد أن “نقطة التحول سوف تظهر عند الإعلان عن قيام سلطة جديدة في القطاع، وإن كانت مؤقتة وبصلاحيات محدودة”.
ويشير إلى أن “المتسبب في استمرار الحرب هو المتسبب في اندلاعها، أي حماس ومن وراءها محور الإرهاب الإقليمي. كما كان يقول الراحل رابين: لا توجد تواريخ مقدسة”.
ويضيف: “سوف تنتهي الحرب حينما تختفي حماس من المشهد، قد يتطلب ذلك ستة أشهر أو ستة سنوات. لدى إسرائيل هدف واضح، عليه إجماع وطني، ولن تتراجع عنه”.
فيديو نتنياهو
أثار مقطع فيديو ظهر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يزعم فيه أن الولايات المتحدة تحجب المساعدات العسكرية عن إسرائيل، ضجة كبيرة وحالة من الغضب في واشنطن.
تعليقاً على الفيديو وتأثيره على العلاقات مع الولايات المتحدة، يقول مصري: “مما لا شك فيه أن تحالف نتنياهو مع قوى اليمين المتطرف قد أضر بسمعة إسرائيل في الخارج وأثر سلباً على علاقاتها بالدول الصديقة، بدءاً بالولايات المتحدة وانتهاءً بدول الاتفاقيات الإبراهيمية”.
ويواصل كلامه: “ترميم العلاقة مع واشنطن يتطلب أن يضع نتنياهو حداً للتصريحات العبثية وغير المسؤولة التي كثيراً ما تصدر عن بعض وزراءه من أحزاب اليمين الديني، وفرض سلطته عليهم. كذلك يجب في رأيي أن تواجه ممارسات بعض المتطرفين اليهود، وإن كانت قلة، بكل شدة وحزم”.
وأصبحت العلاقات بين فريقي بايدن ونتنياهو أكثر توتراً الآن منذ بدء الحرب في غزة في 7 أكتوبر.
ستيب: سامية لاوند
