الانتخابات الأمريكية.. عضو بالحزب الديمقراطي يكشف بدائل بايدن وفرصة ترامب الوحيدة
تعتبر الانتخابات الأمريكية الرئاسية القادمة واحدة من أكثر الانتخابات المثيرة بأحداثها بتاريخ البلاد، لا سيما مع وجود الكثير من الجدل حول المرشحين الأبرز، الرئيس الأمريكي السابق من الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، والرئيس الأمريكي الحالي من الحزب الديمقراطي، جو بايدن، وتشهد أروقة الحزبين الجمهوري والديمقراطي صراعات “خفية” حولهما، بدءًا من تسليط الضوء على عمر بايدن وقدرته على قيادة البلاد لسنوات قادمة، حيث يعتبر الرئيس الأكبر سناً بتاريخ أمريكيا، وصولاً إلى القضايا الحساسة التي يتورط فيها ترامب منذ ولايته وإلى محاولة الاغتيال الأخيرة التي كادت تودي بحياته.
ويوضح خبراء في حديث لوكالة “ستيب نيوز”، عدداً من الملفات المهمّة، وما يدور خلف الكواليس قبل الوصول إلى صناديق الاقتراع التي ستحدد الرئيس الأمريكي القادم.
الاختلافات داخل الحزب الديمقراطي على بايدن
هناك خلافات كبيرة داخل أروقة الحزب الديمقراطي بشأن قدرة الرئيس جو بايدن على الفوز على الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية القادمة.
يشير مهدي عفيفي، السياسي الأمريكي وعضو الحزب الديمقراطي، إلى أن هناك جدلاً واسعًا حول هذه القضية. ويقول: “رغم أن إدارة بايدن حققت إنجازات ملموسة، فإن التساؤل يكمن في ما إذا كان بايدن بشخصيته الحالية قادرًا على مواجهة ترامب بنجاح. هذا القلق يثير العديد من المخاوف داخل الحزب”.
وفي السياق ذاته، يضيف روبرت رابيل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة فلوريدا، أن “هناك عددًا كبيرًا من الديمقراطيين يعتقدون أن بايدن يجب أن ينسحب من السباق بسبب القلق المتزايد حول لياقته العقلية”. هذه الاختلافات تعكس الشكوك حول قدرة بايدن على قيادة الحملة الانتخابية بنجاح ضد منافس قوي مثل ترامب.
تأثير عمر بايدن وهفواته المتكررة
تثير قضية عمر بايدن وهفواته المتكررة تساؤلات حول إمكانية تولي نائبته كاميلا هاريس الرئاسة في حال عدم قدرة بايدن على استكمال فترته. يؤكد مهدي عفيفي أن بايدن نفسه قد أكد استعداده لتسليم السلطة لهاريس في أي وقت إذا دعت الحاجة. ويرى أن هناك ارتياحًا داخل الحزب الديمقراطي تجاه إمكانية تولي هاريس لمقاليد الحكم، “إذا لزم الأمر”.
ويقول: “مسألة هل أمريكا مستعدة لتولي امرأة السلطة فيها؟ أعتقد لو كان هذا عن طريق الانتخاب سيكون صعب، أما إن كان عن طريق تولي السلطة بدلاً، أو بعدما لا يستطيع الرئيس الأمريكي إكمال مهمته، سواء كان ديمقراطياً أو جمهورياً فهذا ممكن”.
من جانبه، يشير روبرت رابيل إلى أن الولايات المتحدة مستعدة لتولي امرأة منصب الرئيس، وأنه لا يوجد ما يمنع هاريس من تولي الرئاسة في حالة وفاة بايدن أو عدم قدرته على الاستمرار في منصبه.
البدائل المحتملة لبايدن
في حال قرر بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي، تبرز أسماء بديلة من داخل الحزب الديمقراطي. وفقًا لمهدي عفيفي، هناك تأييد قوي لنائبة الرئيس كاميلا هاريس وحاكم ولاية كاليفورنيا غافن نيوسوم. ويقول عفيفي: “يتمتع نيوسوم بشعبية جارفة داخل الحزب الديمقراطي وخبرة كبيرة كحاكم للولاية. أما هاريس، فهي تحظى بدعم قوي من بعض القادة البارزين في الحزب، مثل الرئيس السابق باراك أوباما وزوجته”.
وفي السياق ذاته، يذكر روبرت رابيل أسماء أخرى محتملة مثل الحاكم ويتمار، والحاكم شابيرو والسيناتور إيمي كلوبوشار. هذه الأسماء تعد من بين الخيارات التي قد تتقدم للترشح في حال انسحاب بايدن.
وغريتشن إستير ويتمار، وهي سياسية أمريكية تشغل منصب الحاكم التاسع والأربعين في ولاية ميشيغان منذ يناير عام 2019.
بينما جوش شابيرو، هو سياسي أمريكي يشغل منصب المدعي العام لولاية بنسيلفانيا منذ عام 2017. أما السيناتور إيمي كلوبوشار هي محامية أمريكية وسياسية بصفة سيناتور وعضو مجلس الشيوخ من ولاية مينيسوتا. كما أنها عضو في حزب مينيسوتا الديمقراطي-حزب العمال (DFL)، التابعة لمينيسوتا للحزب الديمقراطي، عملت سابقًا كمحامية لمقاطعة هينيبين، في فبراير 2019، أعلنت تقدمها للترشيح الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة لخوض انتخابات عام 2020.
محاولة اغتيال ترامب وتأثيرها على الحملة الانتخابية
تعتبر محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب قضية حساسة تثير العديد من التساؤلات حول تأثيرها على الحملة الانتخابية.
يشير مهدي عفيفي إلى أن حملة ترامب قد بدأت بالفعل في استغلال هذه المسألة. ورغم نظريات المؤامرة التي تطرح في هذا الشأن، فإن هناك تأييدًا قويًا لترامب من داخل الحزب الجمهوري بعد تلك الأحداث، حيث “يراه البعض بطلاً نجى من محاولة اغتيال، مما يعزز من فرصه في الانتخابات القادمة”.
روبرت رابيل يؤكد أن محاولة اغتيال ترامب كانت نتيجة لاستقطاب سياسي عميق في الولايات المتحدة، ويقول: “يعتبر البعض “المعارضة عدواً”. هذا الاستقطاب قد يزيد من تعقيد المشهد الانتخابي ويؤثر على نتائج الانتخابات”.
التوقعات حول الانتخابات الأمريكية القادمة
يرى مهدي عفيفي أن الانتخابات الأمريكية دائمًا ما تكون مليئة بالمفاجآت. ويستشهد بتجربته الشخصية في حملة أوباما حين عمل فيها، حيث كانت فرص فوزه ضئيلة في البداية، لكنه تمكن من التفوق على هيلاري كلينتون بفضل المفاجآت والتغيرات التي شهدتها الحملة الانتخابية. هذا الأمر يعكس طبيعة الانتخابات الأمريكية التي تظل غير متوقعة حتى اللحظة الأخيرة.
من جانبه، يتمنى روبرت رابيل ألا تكون هناك مفاجآت عنيفة قد تؤثر سلبًا على الاستقرار السياسي في البلاد.
الانتخابات الأمريكية 2024: بايدن ضد ترامب
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، تبرز العديد من السيناريوهات والاحتمالات التي قد تؤثر على نتائجها. جو بايدن، الذي تولى الرئاسة في عام 2021، يواجه تحديات كبيرة تتعلق بلياقته العقلية وهفواته المتكررة التي تثير قلق الحزب الديمقراطي.
من جهة أخرى، يعد دونالد ترامب مرشحًا قويًا داخل الحزب الجمهوري، حيث يحظى بتأييد واسع من قاعدة الحزب بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها.
احتمالات فوز بايدن
رغم التحديات التي يواجهها بايدن، فإن لديه قاعدة دعم قوية داخل الحزب الديمقراطي.
الإنجازات التي حققتها إدارته، مثل تحسين الاقتصاد وتقديم حلول للأزمة الصحية الناتجة عن جائحة كوفيد-19، تعزز من موقفه. ومع ذلك، تبقى التساؤلات حول قدرته على قيادة حملة انتخابية قوية في مواجهة ترامب قائمة.
وتعد كاميلا هاريس، نائبة الرئيس، ورقة رابحة للحزب الديمقراطي، حيث يمكن أن تساعد في جذب الناخبين الشباب والأقليات. وفي حال عدم قدرة بايدن على الاستمرار في السباق، قد تكون هاريس البديل الأقوى، خاصة إذا حصلت على دعم القادة البارزين في الحزب.
احتمالات فوز ترامب
من ناحية أخرى، يتمتع ترامب بشعبية كبيرة داخل الحزب الجمهوري. ومحاولات اغتياله واستغلالها في حملته الانتخابية قد تعزز من موقفه وتجعله يظهر كضحية للاستقطاب السياسي في البلاد. هذا الأمر قد يجذب المزيد من الناخبين الذين يرون فيه قائداً قوياً يستطيع مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
