تقرير أمريكي.. الصين تتبنى استراتيجية حول تايوان
تعمل الصين على تعزيز نفوذها في مضيق تايوان من خلال تكتيكات بحرية جديدة، حيث تُكثِّف وجودها باستخدام قوات خفر السواحل. تتجلى هذه الجهود في دوريات مستمرة تضيق على تايبيه، مما يخلق تحديات للإمدادات والخدمات، بما في ذلك الإنترنت، وفقاً لما ذكرته “بلومبرغ”.
تعتبر الوكالة الأميركية أن الصين، باستخدام خفر السواحل، تعزز وجودها بطرق جديدة في المناطق الخارجية لتايوان، والتي تبعد عن الجزيرة الرئيسية التي تطالب بالاستقلال عن بكين.
تتزامن هذه التحركات مع تولي لاي تشينج تي منصبه كرئيس للجزيرة في مايو، حيث قامت الصين بإجراء تدريبات عسكرية كبرى حول تايوان كجزء من قانون يستهدف معاقبة “الانفصاليين” المؤيدين للاستقلال.
في الأشهر الأخيرة، صعَّدت الصين من إجراءاتها، حيث أوقفت سفينة سياحية تايوانية بالقرب من جزيرة كينمن للتحقق من الوثائق، ما أثار قلق الركاب من احتمال نقلهم إلى البر الرئيسي في بكين.
تشير التقارير إلى أن سفن خفر السواحل الصينية أصبحت تتواجد بشكل متزايد حول كينمن، وقامت بمناورات حول جزيرتين أخريين في نفس الوقت الذي أجرت فيه القوات الصينية تدريبات كبرى بعد تولي لاي منصبه، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك.
في حادثة أخرى، احتجزت الصين قارباً تايوانياً وطاقمه بالقرب من كينمن، وتم نقل السفينة وطاقمها إلى ميناء صيني بتهمة انتهاك حظر الصيد الصيفي.
في فبراير، أفاد خفر السواحل التايواني بأنه لاحق سفينة صينية صغيرة هربت من التفتيش، مما أدى إلى انقلاب السفينة ومقتل اثنين من الصيادين الصينيين. أعربت تايوان عن أسفها، مؤكدة أن الإجراءات كانت قانونية ودعت إلى محادثات مع الصين بشأن الحادث.
تقول تشين يو جي، أستاذة الأبحاث المساعدة في أكاديمية “سينيكا” في تايبيه، إن حوادث الاستيلاء على قوارب الصيادين تندرج ضمن إطار “الحرب القانونية” التي تستخدمها بكين لتقويض تايبيه.
كما كثَّف الجيش الصيني نشاطه في “المياه المحظورة” التايوانية، وعبرت طائراته الحربية الخط الأوسط للمضيق بشكل متزايد، مما يقلل من الوقت المتاح لتايوان للرد على أي هجوم محتمل.
تشير بلومبرغ إلى أن تحركات الصين في المياه التايوانية تُذكِّر بتفاعلاتها العدوانية مع الفلبين، حيث اندلعت مواجهات حول شعاب مرجانية في بحر الصين الجنوبي. أسفرت الاشتباكات عن إصابة بحار فلبيني، واعتبرت الولايات المتحدة تصرفات الصين تهديداً للسلم الإقليمي. وقد توصلت مانيلا وبكين إلى اتفاق مؤقت لتهدئة التوترات رغم الخلافات المستمرة بشأن تفاصيله.
