قطع بحرية إريترية تصل السودان لأول مرة منذ بدء النزاع.. ما قصتها؟
في زيارة تُعد الأولى منذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أعلنت القوات البحرية السودانية استقبالها لقطع بحرية من البحرية الإريترية يوم الجمعة، في ساحل البحر الأحمر بشرق السودان، وفقاً لوكالة الأنباء السودانية الرسمية.
وأفاد الجيش السوداني في بيان موجز عبر منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي، أن هذه الزيارة تأتي “في إطار العلاقات الممتدة بين البلدين والجيشين”.
من جهته، صرح رئيس الوفد الإريتري، كما نقلت وكالة الأنباء السودانية، أن هذه الزيارة تهدف إلى “تأكيد وقوف إريتريا مع السودان في قضيته العادلة”، وأضاف قائلاً: “نسعى لأن يكون هناك حلف استراتيجي قوي لمصلحة البلدين”.
من جانبه، يعبر الرئيس الإريتري إسياس أفورقي عن دعمه للجيش السوداني، ويشدد على ضرورة تجنب التدخلات الخارجية في الأزمة السودانية، مؤكداً أن “مشكلة السودان داخلية ويجب حلها ضمن إطار البيت السوداني”.
وكان القائد العام للجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، قد زار إريتريا في سبتمبر الماضي، ضمن جولة خارجية شملت عدداً من الدول.
وفي يناير 2018، تدهورت علاقة الحكومة الإريترية مع نظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير، حيث قررت الخرطوم إغلاق الحدود “على خلفية وجود تهديدات محتملة على حدودها الشرقية”.
وعقب الإطاحة بالبشير في أبريل 2019، أعاد أفورقي علاقته مع السودان، وقام بزيارات متكررة إلى الخرطوم.
كما زار قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، إريتريا عدة مرات عندما كان يشغل منصب نائب رئيس مجلس السيادة، وكان آخرها في مارس 2023.
وأدى النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى مقتل أكثر من 14 ألف شخص وإصابة آلاف آخرين، بينما تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن حوالي 25 مليون شخص، أي نصف سكان السودان، بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وتلوح المجاعة في الأفق.
وفي يونيو الماضي، ذكرت المنظمة الدولية للهجرة، التابعة للأمم المتحدة، أن عدد النازحين داخلياً في السودان بلغ أكثر من 10 ملايين شخص.
وأوضحت المنظمة أن هذا العدد يشمل 2.83 مليون شخص نزحوا من منازلهم قبل اندلاع الحرب الحالية، نتيجة للصراعات المحلية المتعددة التي حدثت في السنوات الأخيرة.
وأشارت المنظمة الأممية إلى أن أكثر من مليوني شخص آخرين لجأوا إلى الخارج، معظمهم إلى تشاد وجنوب السودان ومصر.