حورات خاصةايران واسرائيل

“رد الجميل”.. سر رسالة نصر الله للأسد وهل ستشارك سوريا بالحرب القادمة؟

بعد مضي نحو 10 أيام على اغتيال إسماعيل هنية في إيران، واستمرار التهديدات بالرد على إسرائيل، بدأت تحوم شكوك حول إمكانية قيام طهران بضربة على إسرائيل، نتيجة متغيرات عديدة، ربما أبرزها الضغوطات الدولية والتغييرات الداخلية بحركة حماس، بينما خرج زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، بخطاب وجه خلاله رسالة “مضمنة” للحلفاء فيما يسمى محور “المقاومة”. أبرزها كانت لسوريا التي التزمت الصمت تمامًا على حرب غزة وضربات إسرائيل على أرضها. ويرى خبراء أن نصر الله وكأنه يطلب “رد الجميل” من الأسد في حال بدأت حرب إقليمية كبيرة، فيما يوحي بأنه قد يقدم على رد لوحده، ولكن كيف سيكون رد الأسد؟

 

ماذا يريد نصر الله من الأسد؟

 

وقال نصر الله، في ثاني ظهور له بعد اغتيال شكر، إن مخاطر هزيمة “محور المقاومة” على سوريا تكمن في انعدام الأمل في استعادة الجولان السوري المحتل، وأن ذلك سيؤدي إلى عمل إسرائيل على مشروع يكون فيه من يحكم سوريا صديقًا لها، وأداة من أدواتها وعميلاً من عملائها، وفق تعبيره.

 

من جهة أخرى، أشار نصر الله، خلال كلمته، إلى أن حالة الانتظار الحالية في إسرائيل هي جزء من العقاب، وأن الردّ على إسرائيل قادم من إيران وحزب الله واليمن، وأن القدرة على الرد موجودة، لكن التنفيذ سيتم بتأنٍ وروية وشجاعة.

 

وأضاف أنه ليس مطلوبًا من إيران وسوريا الدخول في القتال، بل المطلوب منهما هو دعم “المقاومة عسكريًا وماديًا ومعنويًا”.

 

رد محدد والحرب على الأبواب

 

يقول الخبير السياسي المختص بالعلاقات الدولية، يسري عبيد، في حديث لوكالة ستيب نيوز: “حتى الآن كل التصريحات والتحشيدات العسكرية من عتاد وبوارج في البحر تؤكد أن هناك رد إيراني قادم، لأنها تعرضت لإهانة وإلا ستفقد قيمتها أمام حلفائها، وبالتالي فالرد قادم لا محالة”.

 

ويضيف: “أعتقد أن الرد الإيراني سيكون محسوبًا لأن جميع الأطراف لا تريد تصعيدًا في المنطقة وإلا فإن الضرر سيكون كبيرًا على إسرائيل وأمريكا وتواجدها في المنطقة، وحتى إيران قد تتضرر لأنه ربما قد يتم استهداف قواعدها العسكرية أو حتى منشآتها النووية، وبالتالي لن يكون هناك تصعيد إلا إذا أراد نتنياهو جر الولايات المتحدة للحرب مع إيران”.

 

ويؤكد أن الرد غالبًا سيكون بالتنسيق بين إيران وحلفائها في العراق وسوريا واليمن ولبنان، من أجل تشتيت إسرائيل وضمان نجاح الضربة، وبالفعل أشار زعيم حزب الله حسن نصر الله بخطابه الأخير إلى التنسيق بين الحلفاء من أجل ذلك.

 

رسالة نصر الله

 

من جانبه يرى الحقوقي والباحث السياسي طارق شندب، في حديث لوكالة ستيب نيوز، أنه كان واضحًا ما طلبه حسن نصر الله، حيث حث إيران وسوريا على القيام بعمليات عسكرية ضد إسرائيل لأنه يشعر بأنهم غير معنيين بالرد الحقيقي، حيث كانت تصريحات الخارجية الإيرانية واضحة، بينما النظام السوري غير مبالٍ بالأحداث.

 

ويقول: “أعتقد أن خطاب نصر الله لم يخرج عن المعتاد من خلال إلقاء الشعارات والتهديدات، في الوقت الذي مضى فيه 300 يوم على حرب غزة وسقط خلالها الآلاف من القتلى، بينما لم يخرج رد “محور المقاومة” عن البروبوغاندا”.

 

لماذا لا يرد الأسد؟

 

ويتفق عبيد وشندب على أن الوضع في سوريا مختلف عن باقي حلفاء إيران في محور “المقاومة”، حيث سكت النظام السوري عن عشرات الضربات الإسرائيلية التي طالت قواعد عسكرية معظمها إيرانية على أراضيه.

 

ويقول يسري عبيد: “في سوريا تحديدًا قد يكون الوضع مختلفًا عن باقي حلفاء إيران، فلا أتوقع أن تتحرك لا عسكريًا ولا سياسيًا إلى جانب إيران في هذه الضربة، وقد رأينا موقفها “الغريب” في الأزمة الأخيرة وعدم التعليق على مقتل إسماعيل هنية، وحتى الأسد لم يعلق على الأمر أو يشارك في جنازة هنية كباقي حلفاء إيران”.

 

بينما يقول شندب: “نؤكد أن إيران والنظام السوري وحزب الله تدخلوا بكل قوتهم لوأد الثورة السورية وفشلوا لولا تدخل روسيا، والآن يريد نصر الله من الأسد رد الجميل، لكنه لا يريد أن يفهم أن النظام السوري هو نظام وظيفي بيد الغرب وإسرائيل نفسها، وبالتالي فإن النظام السوري لن يرد لأنه يعرف وظيفته في الحفاظ على أمن حدود إسرائيل”.

 

ويضيف: “النظام السوري هو نظام منافق بين الأنظمة همه الحفاظ على إرثه وأملاكه فقط، فهو يسمح بالتغلغل الإيراني من جهة ويسكت عن ضربات إسرائيل على أرضه من جهة أخرى، وبالتالي فلن يتورط بأي رد أو تحرك عسكري ضد إسرائيل”.

 

ويؤكد أن الرد لن يكون كبيرًا على إسرائيل بل سيكون مشابهًا لما جرى في الرد على اغتيال قاسم سليماني وهو بالنسبة لإيران أهم بكثير من إسماعيل هنية.

 

تصعيد بين شد وجذب

 

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قال إن زعيم “حزب الله” اللبناني حسن نصر الله “قد يجر لبنان إلى دفع أثمان باهظة جدا وهم لا يستطيعون تخيل ما الذي يمكن أن يحدث”.

 

وكان زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، قد أكد مجددًا، الثلاثاء، أنه لا مفر من الرد سواء على اغتيال القيادي البارز في صفوف الحزب فؤاد شكر أو هنية، لكن هذا الرد لا يراه الخبراء سوى مجرد تلميع لصورة إيران وحلفائها بعد الفشل الاستخباراتي والأمني الذي سمح لإسرائيل باغتيال شخصيات بارزة في صفوفهم.

 

يشار إلى أنه خلال الأيام الماضية، تزايدت المخاوف من تصعيد عسكري بين إيران وحلفائها من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، بعد اغتيال هنية في طهران، واغتيال شكر في ضربة إسرائيلية بضاحية بيروت الجنوبية الأسبوع الماضي.

 

ومع تصاعد المخاوف، أعلنت الولايات المتحدة تعزيز منظومتها العسكرية في المنطقة، ونشر مزيد من السفن الحربية والطائرات المقاتلة لحماية جنودها وحليفتها إسرائيل.

"رد الجميل".. سر رسالة نصر الله للأسد وهل ستشارك سوريا بالحرب القادمة؟
“رد الجميل”.. سر رسالة نصر الله للأسد وهل ستشارك سوريا بالحرب القادمة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى