حورات خاصةاخبار سوريا

هل تمرد رئيس أركان بشار الأسد عليه أم حمل رسائل لإسرائيل؟.. خبراء يكشفون ما وراء تحركات إبراهيم السرية مع طهران

بعد أن أفاد تقرير للعربية بأن رئيس الأركان السوري العماد عبد الكريم محمود إبراهيم قد قام بتحركات سرية مع إيران دون علم الرئيس السوري بشار الأسد، وبأنه أقرّ بشنّ هجمات على إسرائيل من الأراضي السورية، أثيرت تساؤلات كثيرة حول الخبر وهل سينتقم منه الأسد كما حدث مع الشبل الشهر الماضي.

وقالت المصادر إن رئيس الأركان السوري أقرَّ بأنه وافق منتصف يوليو على إطلاق مسيّرات تجاه إسرائيل، متابعاً “رئيس الأركان زار طهران سراً لتوطيد العلاقة معها”.

هذا الخبر يأتي وسط حالة الانقسام التي تعيشها سوريا ووسط ضغط روسي إيراني على القرارات داخل قصر بشار الأسد بما يتوافق مع مصالحهما بالدرجة الأولى.

يقول الخبير العسكري السوري العقيد أحمد حمادة لوكالة ستيب الإخبارية: “إيران تحتل جزءاً من سوريا عبر الميليشيات والشركات والعلاقات، وتريد بناء المشروع الإيراني في المنطقة وسوريا هي التاج”.

ويضيف: “ولا يمكن أن يكون المشروع ناجحاً إلا إذا كان مدعوماً بالقوة؛ فالإيراني لديه قوات خاصة به ويستند إلى عدد كبير من القادة والمخابرات”.

محاولة انقلاب أم خرج الأمر عن السيطرة!

حول ما إذا كان تحرك رئيس الأركان السوري، إن صدق الخبر، يُعتبر محاولة انقلاب على بشار الأسد، يقول المختص في الشأن الإيراني مصطفى النعيمي لوكالة ستيب الإخبارية: “لا أعتقد بأنه يمثل انقلاباً على سلطه الأسد، نظراً لأن النظام السوري اليوم يحكم بإرادة المحاور وحتى ضمن الحلفاء أيضاً”.

ويتابع: “بالتالي هنالك مواقف متضاربة لحلفائه من حيث الإدارة للأزمات المحلية أو الإقليمية أو الدولية؛ لذلك أرى بأن هنالك تضارب بين وجهات النظر في إدارة الأزمة ما بين روسيا وإيران؛ روسيا تريد التهدئة وتخشى إن حصل صدام واسع النطاق أن يطال قواعدها في سوريا أو نقاطها العسكرية كأقل تقدير، وهنالك اتفاقية الأمن القومي التي جمعت كل من روسيا وإسرائيل والولايات المتحدة والتي نصت على إبعاد الميليشيات عن المنطقة الجنوبية مقابل إنهاء ملف فصائل الثورة السورية المقاتلة في الجنوب السوري وتعهد الجانب الروسي بحل هذه الأزمة، لكن ما أن دخل الروسي إلا عاد الإيراني ليحكم المنطقة بشكل كامل، فبالتالي أصبح عبئاً على الجانب الروسي تموضع إيران”.

ويزيد: “اليوم هنالك نقاط عسكرية متقدمة في القنيطرة للقوات الروسية إلا أن قوة الرضوان التابعة لميليشيا حزب الله اللبناني متموضعة في الكثير من النقاط العسكرية المشتركة لا سيما في مشروع النظام السوري المتماهي مع إيران وتحديداً الفرقة الرابعة التي تتخذ منها محاور إيران مصداً عسكرياً لتجنيبها الضربات في سوريا”.

ويكمل: “بالتالي وفق هذه الأرضية التي تحدثنا عنها من حيث طبيعة التفاهمات وتقاطع تلك المصالح والخلافات أرى بأنه من الممكن أن يحصل ذلك؛ فهنالك الكثير من الطائرات المسيرة لكن انطلقت عبر سماء الجولان المحتل كانت مصدرها الفصائل الموالية لإيران وهذا يحرج الجانب الروسي.

النظام السوري يحاول مسك العصا من المنتصف بحيث أنه لا يفرط في المشروع الروسي أو الإيراني وربما لا يستطيع اتخاذ القرار السياسي في السلم والحرب ما لم يكن خاضع بشكل كامل إلى مشروع إيران في المنطقة العربية”.

ماذا تخطط له إيران!

وسط حالة التوتر التي تعيشها المنطقة عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، تحاول إيران فيما يبدو تعزيز قدراتها العسكرية في دول محور المقاومة والاستعداد لأي تصعيد مفاجئ.

فيما يتعلق بصحة الأنباء الواردة بشأن الاتصال السري بين الأركان السوري وطهران، وما تخطط إيران له عبر هذا التحرك، يقول النعيمي: “أعتقد بأن إيران تحاول تعزيز قدراتها العسكرية من خلال خطوط النقل الثلاث البرية والبحرية والجوية”.

ويضيف: “لاحظنا منذ 10 أيام هنالك جسراً جوياً ما بين مطارات البصرة والنجف وبغداد، حيث كانت الطائرات تتبع لشركة مهان وفلاي بغداد وأجنحة الشام، وكل تلك الشركات تتبع للحرس الثوري الإيراني بشكل أو بآخر، وهي تمارس أنشطة إرهابية وفق توصيف المنظومة الدولية لأنها قامت بنقل الأسلحة إلى داخل سوريا”.

ويستطرد: “وعند التفصيل حول ما هي طرق تصدير الثلاثة التي تعتمدها إيران فتلجأ إلى إرسال شحنات الأسلحة الدقيقة والمسيرات؛ وذلك عبر برنامج التجزئة الجوية والبرية إضافة إلى الأجهزة والمعدات المخصصة لتوجيه الصواريخ والطائرات المسيرة، وبعد القطع الرئيسية في الطائرات المسيرة يتم تبريدها براً وجواً إلا أن استخدام الطرق البحرية يقتصر على تصدير محركات الصواريخ الباليستية التي يتم تجميعها في المشاريع المشتركة مع نظام بشار الأسد؛ وذلك لبناء إمبراطورية إيران بمعزل عن القوى الفاعلة في سوريا”.

هل يقوم بشار الأسد بتصفية رئيس أركان بلاده؟

حاولت لونا الشبل مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد الفرار إلى روسيا مع زوجها، ولكن السلطات السورية قامت باعتقال زوجها كما ذهب خبراء إلى القول إن الحادثة التي أودت بحياة الشبل الشهر الماضي، كانت مدبرة لاغتيالها.

حول ما قد يفعله بشار الأسد مع رئيس الأركان السوري، حال صحّ الخبر، يقول الخبير العسكري أحمد حمادة: “اعتقاله وهو على الأرض السورية سهل. الأمن هو من يحكم ورئيس الأركان ووزير الدفاع ليس لديهما قوة خاصة؛ فبشار الأسد هو القائد العام حتى قادة الفرق العسكرية لا يستطيعون تحريك دبابة دون رأي القيادة العامة ورأي الأمن”.

ويردف: “الأسد يقتل معارضيه ومواليه إذا أحس بخطر ما وهذا حال الشبل”.

ويتابع: “ما يريده بشار الأسد هو البقاء في الحكم وتوريث أولاده كما فعل أبوه وباع البلد لإيران ولروسيا، ولا تعنيه القضية ولا فلسطين ولا حماس وربما يكون أحرص على نهايتها من إسرائيل”.

ويقول: “سمعنا الكثير من الدعايات وليس التسريبات، ولكنها غير صحيحة، جزء من الشائعات يتم استخدامها ليُقال بأن ما حدث في سوريا ليس مسؤولية الأسد الذي يحاك حوله الكثير وهو يأخذ وضع المزهرية، مضيفاً “كل شيء يتحرك بأمره ولا يستطيع رئيس أركان أن يتكلم همساً بدون موافقة”.

من جهته يقول النعيمي: “يلجأ النظام السوري إلى تصفية الكثير من الذين يعترضون خطه السياسي في التنقل ما بين ضفاف الدول المؤثرة والداعمة له، إلا أن هنالك بعض الشخصيات تحاول إنشاء تحالفات ترى منها ضروره إنجاز حلول لم يستطع رأس النظام العمل عليها”.

ويواصل كلامه: “فبمجرد التنسيق خارج دوائر تأثير سلطة النظام السوري يكون هدفاً للنظام وعلى أعلى المستويات وأياً كانت الشخصية سياسية أم عسكرية أم اقتصادية”.

ويكمل: “شهدنا تصفية الكثير من القادة السياسيين والعسكريين، وبات السيناريو المستخدم في عملية التصفية مساره سخرية حتى في أوساط مؤيدي النظام السوري، فمسألة انتحار بعض الشخصيات العسكرية بثلاث طلقات وغيرها بات من الماضي ولم يعد يقتنع فيه طفل في الحاضنة الأسدية، إضافة إلى لونا الشبل التي تعتبر الصندوق الأسود للنظام السوري في علاقاته؛ وذلك نظراً لأنها كانت مستشارته الخاصة لكنها تبقى خارج نطاق دوائر صنع القرار حتى وإن أوصت هي ببعض الملفات إلا أن وظيفتها تقتصر على المشاورة، فبالتالي بمجرد تشبيكها مع أي قوى أخرى تعتبر هدفاً قريباً للنظام وللإيرانيين”.

ويزيد: “وربما السبب الرئيسي لمقتلها يعود إلى الصراع الداخلي في القصر الجمهوري ما بين الأجنحة الموالية لإيران والموالية لروسيا، وبناءً عليها أرى بأن لونا الشبل مستشارة الرئيس السوري قد تمت تصفيتها من قبل محور إيران ولا يستطيع النظام السوري أن يصرح خارج نطاق إدارة إيران للملف السوري؛ لذلك سيبقى يدفع ثمن اضمحلال سيطرته حتى على القرارات السيادية من بينها السلم والحرب وصولاً إلى عدم قدرته على تأمين الحماية اللازمة للعاملين في مؤسساته وعلى أعلى المستويات”.

بشار الأسد
هل تمرد رئيس أركان بشار الأسد عليه أم حمل رسائل لإسرائيل؟.. خبراء يكشفون ما وراء تحركات إبراهيم السرية مع طهران

هل يرغب بشار الأسد الابتعاد عن محور المقاومة؟

بشأن موقع الميليشيات التابعة لإيران مما يجري خصوصاً بعد أن نأى النظام السوري بنفسه عن محور المقاومة وتجاهل خطابات الأمين العام لميليشيا حزب الله اللبناني حسن نصر الله في الإعلام السوري، عدا تصريحات مقتضبة منه.

يقول الخبير في الشأن الإيراني مصطفى النعيمي: “ربما يحاول النظام السوري من خلال عدم تسليط الضوء اللازم في هذه المرحلة بالتحديد إلى تحييد الجغرافيا السورية عن الاشتباك ما بين محور إيران والجانب الإسرائيلي”.

ويردف: “لكن هذه التكتيكات لن تنطلع على صانع القرار في تل أبيب، نظراً لأن هنالك في الأجواء طائرات استطلاع إسرائيلية وأمريكية تقوم برصد الأهداف بدقة متناهية وعلى مدار الساعة، إضافة إلى طائرات التزود بالوقود والاستخباراتية منها والتي شهدنا لها نشاطاً كبيراً منذ قرابة الأسبوعين على كامل الجغرافيا السورية والعراقية واللبنانية، وهنالك عمليات لمقاطعة هذه البيانات مع الجهود التي يجريها السرب 122 التابع لسلاح الجو الإسرائيلي الاستخباراتي ويتم رسم الأهداف بدقة متناهية”.

ويستطرد: “وفي الغالبية العظمى من العمليات لم يعلن عن الجهة التي استهدفت أو الجهة التي تضررت، وهنالك تكتيك جديد مستخدم يتمثل بسياسة الإنكار سواء أكان المُستَهدِف أو المُستَهدَف، لكن بنفس التوقيت هذا التكتيك المستخدم لن يغير الواقع على المدى القصير يحتاج إلى فترة زمنية طويلة للتغيير؛ لذلك نرى بأن هنالك حالة من التخبط الكبير داخل مؤسسات إسرائيل سياسياً وعسكرياً واقتصادياً في تعاطيها مع التحركات الإيرانية في المنطقة العربية وإليه المواجهة بين من يرى بأنه لا بد من عمليات عسكرية برية تبدأ بالمحدودة ولا تنتهي دون تجريد حزب الله من سلاحه ودفعه خلف الليطاني وبالقوة العسكرية وبين من يرى داخل إسرائيل بأن عمليات الاستنزاف المستمرة والتي نفذت في غالبيتها العظمى بضربات استباقية وفي بعض الأحيان ضربات وقائية.

وهذا ما حصل عندما تم استهداف شحنة أسلحة كانت معدة للتصدير داخل قاعدة جرف الصخر بمحافظة باب جنوب بغداد، إضافة إلى جهد سلاح الجو الاستخباري والوصول إلى بنك من الأهداف وتوجيه الضربات عبر أسراب من المسيرات للتعامل مع مجموعة من الأهداف الثابتة والمتحركة لإخراجها عن الخدمة”.

ويتابع: “لكن داخل إسرائيل هنالك من يرى بأن تلك السياسة لم تعد ناجعة في ظل التوغل الإيراني الكبير في المنطقة، وهنالك أصوات تطالب بضرورة فتح معارك برية وإجبار حزب الله إما التخلي عن سلاحه وإما الإبادة على يد إسرائيل وحلفائها؛ وتل أبيب تستثمر بشكل كبير تموضع القوات الأمريكية في مياه البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وبحر العرب وصولاً إلى الخليج العربي. الأسطول الخامس قد تم تعزيزه بمقاتلات إضافية منها الطائرة الشبحية إف 22 والتي قد تستخدم لأول مرة على مستوى الجيش الأمريكي في عمليات حربية حقيقية وليست عبر برامج تدريبية إضافة إلى القطع البحرية سواء كانت على مستوى حاملات الطائرات أو المدمرات أو السفن الحربية وصولاً إلى التكنولوجيا التي وصلت مؤخراً للمنطقة وتحديداً حاملات المسيرات غير المأهولة إضافة إلى الغواصات النووية غير المأهولة والتي ستحدث فارقاً حقيقياً في المعركة إن نشبت في الأيام القليلة القادمة”.

إيران أم روسيا؟

فيما يتعلق بالدولة الأكثر تأثيراً، من بين روسيا وإيران، على الدائرة الضيقة للرئيس السوري بشار الأسد، يرى النعيمي بأن عوامل القوة لدى روسيا تختلف عن عوامل القوة الإيرانية.

ويضيف: “روسيا حتى اللحظة لا تمارس سلوكيات طهران من حيث حجم التموضع والانتشار والاشتباك وغيره؛ فهي ملتزمة بالكثير من قواعد الاشتباك ولن ولم تغيرها لأسباب متعددة، منها قد تخرجها من المشهد بشكل كامل لذلك هي ملتزمة بالتهدئة بشكل كبير وعدم تفعيل منظومات الدفاع الجوي في حال تعرض حلفائها لضربات عسكرية جوية موجعة؛ فبالتالي إيران هي الحلقة الأضعف من ناحية القدرة على حماية أفرادها لكنها الأقوى من حيث ممارسة الجريمة بحق الشعوب العربية كافة والسورية خاصة”.

النعيمي مضى في القول: “شهدنا ذلك من خلال المعارك التي جرت في محافظة حلب، أما الدور الروسي فيقتصر على أهداف استراتيجية بعيدة المدى من شأنها التنسيق مع المنظومة الدولية لحماية المكتسبات التي حققتها روسيا على مستوى قاعدة حميميم وباقي المناطق التي تعمل من خلالها بعض المنظمات المحلية والإقليمية والدولية، واستخدام تلك المساعدات القادمة من المحور الموالي الأسد وتوظيفها سياسياً ودينياً وفكرياً وانعكاساتها على الملفات العالقه في سوريا وفي دول الجوار المتضرر من الوجود الإيراني”.

ستيب: سامية لاوند

بشار الأسد
هل تمرد رئيس أركان بشار الأسد عليه أم حمل رسائل لإسرائيل؟.. خبراء يكشفون ما وراء تحركات إبراهيم السرية مع طهران

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى