تقييم أمريكي حول السلاح النووي الإيراني.. هل وصلت طهران لمرحلة تصنيع القنبلة؟
أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” في تقرير جديد بأن وكالات الاستخبارات الأميركية ترى أن إيران تستمر في تنفيذ أبحاث تعزز من قدرتها على إطلاق برنامج للأسلحة النووية إذا ما قررت ذلك في المستقبل.
وفي تصريحات نقلتها الصحيفة عن مسؤول أميركي لم يتم الكشف عن هويته، أكد أن مجتمع الاستخبارات الأميركي لا يزال مقتنعًا بأن إيران لا تعمل حاليًا على تطوير سلاح نووي. كما أشار إلى عدم وجود أي دليل يثبت أن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، ينوي استئناف برنامج بلاده النووي الذي تم تعليقه بشكل كبير منذ عام 2003.
ومع ذلك، حذر التقرير الأخير الذي قدمته الاستخبارات الوطنية الأميركية للكونغرس في يوليو من أن إيران قامت بخطوات قد تجعلها في وضع أفضل إذا ما قررت تطوير سلاح نووي قابل للاختبار.
ويأتي هذا التقييم في وقت حساس للغاية، حيث تمكنت إيران من إنتاج كمية كافية من الوقود النووي عالي التخصيب لصنع عدد صغير من الأسلحة النووية، مما يزيد من التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، وخاصة بعد التهديدات الإيرانية باستهداف إسرائيل إثر اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في طهران، وهو الهجوم الذي لم تؤكده إسرائيل أو تنفيه.
ورغم تأكيد الرئيس الأميركي، جو بايدن، مرارًا أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، تواصل طهران التشديد على أن برنامجها النووي هو للأغراض السلمية فقط.
وتزايدت المخاوف لدى المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين في الأشهر الأخيرة بشأن الأبحاث الإيرانية المتعلقة بتطوير الأسلحة، بما في ذلك الأبحاث في مجالات النمذجة الحاسوبية والمعادن، حسبما نقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة.
وأوضحت “وول ستريت جورنال” نقلاً عن المسؤول الأميركي أن الأبحاث الإيرانية الحالية قد تساهم في تقليص الفجوة المعرفية التي تواجهها إيران في مجال تطوير الأسلحة النووية، لكنها لن تقلل من الوقت الذي تحتاجه إيران لبناء سلاح نووي.
وأكدت المتحدثة باسم مكتب مدير الاستخبارات الأميركية أن إيران لا تدير حاليًا برنامجًا نوويًا عسكريًا نشطًا. لكن التقرير حذر من أن تصريحات إيران العلنية حول الأسلحة النووية ازدادت بشكل ملحوظ هذا العام، مما يشير إلى أن الموضوع أصبح أقل تحريما مما كان عليه في السابق.
وفي هذا السياق، نقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية شبه الرسمية في أبريل الماضي تصريحات لأحد كبار قادة الحرس الثوري، أحمد حق طلب، أشار فيها إلى إمكانية مراجعة العقيدة النووية الإيرانية.
وكان المرشد الإيراني قد أصدر فتوى تحرم تطوير الأسلحة النووية، والتي يعتمد عليها المسؤولون الإيرانيون للإشارة إلى أن برنامجهم النووي سلمي.
وأبرز التقييم الاستخباراتي الأميركي أن إيران قد تستغل القلق الدولي المتزايد بشأن برنامجها النووي لتحقيق مكاسب في المفاوضات الدولية، رغم أنها لم تبدأ فعليًا في تطوير قنبلة نووية.
وفي تصريحات سابقة في مايو، أعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، عن عدم رضاه عن مستوى التعاون الإيراني بشأن برنامجها النووي، داعياً إلى تحقيق تقدم ملموس في هذا الشأن.
وفي أبريل، كشف مسؤولون وخبراء تحدثوا لصحيفة “واشنطن بوست” عن تغيرات مقلقة في البرنامج النووي الإيراني، ما يعزز القلق بأن طهران أصبحت أقرب من أي وقت مضى لامتلاك القدرة على إنتاج أسلحة نووية. وذكرت الصحيفة أن إيران تسرع من وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب، مما يجعلها على وشك تحقيق هدفها في صناعة الأسلحة النووية.