الجمهوريون يفتحون ملف “فضيحة” أفغانستان ويستدعون مسؤولين من إدارة بايدن
وسع الجمهوريون في مجلس النواب الأمريكي تحقيقاتهم المتعلقة بانسحاب إدارة بايدن من أفغانستان، حيث يسعون للحصول على شهادات إضافية من شهود عيان، فيما يحاول الرئيس السابق دونالد ترامب تحويل هذا الملف إلى نقطة جدل أساسية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية القادمة.
وتواصلت لجنة الشؤون الخارجية ذات الأغلبية الجمهورية مع ثلاثة ضباط عسكريين كبار كانوا في العاصمة الأفغانية كابل في أغسطس 2021، خلال عملية الإجلاء السريعة لعشرات الآلاف من الأشخاص بعد انهيار الحكومة الأفغانية. وكان هؤلاء الضباط على اتصال مباشر بهذه العملية التي اعتمدت بشكل جزئي على تعاون مع طالبان لتأمين القوات الأمريكية، وهي الجماعة التي قاتلتها الولايات المتحدة على مدار 20 عامًا قبل أن تعود إلى السلطة بشكل سريع.
وكشفت صحيفة “واشنطن بوست” عن أسماء الضباط المستهدفين من اللجنة، وهم الفريق أول كريستوفر دوناهو، والأدميرال بيتر فاسيلي الذي تقاعد مؤخرًا، والعميد فاريل سوليفان من مشاة البحرية. وقد شارك هؤلاء في قيادة القوات الأمريكية خلال عملية الإجلاء، وكان كل من فاسيلي وسوليفان قد أعربا سابقًا عن استيائهما من طريقة تعامل إدارة بايدن مع الأزمة.
ومع تأخر التحقيق عن الجدول المتوقع، تكثف لجنة الشؤون الخارجية جهودها لاستجواب شخصيات بارزة في إدارة بايدن، من بينهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الذي تم استدعاؤه هذا الأسبوع، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان. وعلى الرغم من التعاون الذي أبدته الإدارة، وجه المتحدث باسم بلينكن، ماثيو ميلر، اتهامات للحزب الجمهوري بالتصرف بسوء نية.
وفي الوقت ذاته، استمر البيت الأبيض في التأكيد على أنه اتخذ “إجراءات استثنائية” للتعاون مع التحقيق، حيث قدم كبار المسؤولين للمقابلات، وشاركوا في جلسات الاستماع، وقدموا مئات الآلاف من الوثائق للمشرعين.
يأتي هذا التوسع في التحقيقات في وقت يتزامن مع استعداد دونالد ترامب لمواجهة نائب الرئيس كامالا هاريس في مناظرة، حيث يسعى الجمهوريون لتحويل هذه القضية إلى محور تركيز سياسي، بينما من المتوقع أن يصدر مايكل ماكول، رئيس اللجنة، تقريرًا يوم الاثنين يوجه فيه انتقادات حادة لإدارة بايدن بشأن طريقة تعاملها مع الانسحاب من أفغانستان. في المقابل، يخطط الديمقراطيون في اللجنة لنشر تقرير خاص بهم يدافعون فيه عن الإدارة.
على الرغم من تلك الجهود، فإن الشهادات الإضافية من القادة العسكريين الثلاثة لن تُدرج في التقريرين المتوقعين، لكنها قد تُنشر لاحقًا. وتجدر الإشارة إلى أن قضية الانسحاب من أفغانستان تمثل إحدى أصعب لحظات رئاسة بايدن، والتي تعرضت بالفعل لتحقيقات متعددة من قبل الكونغرس والمؤسسات الأخرى.
ومن المقرر أن تعلن لجنة حرب أفغانستان، وهي لجنة مشتركة من الحزبين تم تكليفها بفحص شامل للصراع الذي دام 20 عامًا، نتائجها النهائية بحلول أغسطس 2026.