إسرائيل تعرض أنفاقاً اكتشفتها بغزة أحدها يصل إلى مصر
في محاولة لتعزيز سيطرتها على ممر فيلادلفيا الحدودي، المعروف بمحور صلاح الدين، الذي يفصل بين مصر وقطاع غزة، عرضت إسرائيل صوراً قالت إنها لنفق حُفر تحت الأرض في رفح، جنوب قطاع غزة، ويمتد إلى الحدود المصرية.
وأثناء جولة ميدانية نُظمت يوم الجمعة، اصطحب الجيش الإسرائيلي مجموعة من الصحفيين إلى المنطقة الجنوبية المدمرة من قطاع غزة، حيث عرض بعض الأنفاق المكتشفة. من بين هذه الأنفاق كان مدخل غرفة تحت الأرض في منطقة تل السلطان، حيث عُثر على جثث ستة إسرائيليين في الأول من سبتمبر.
وقدّم الجيش الإسرائيلي عرضاً لنفق واسع بما يكفي لمرور شاحنة ويؤدي إلى مصر، لكنه أكد أن النفق كان مغلقاً من الجانب المصري. إلا أن الجيش لم يسمح للصحفيين بالدخول إلى النفق في منطقة تل السلطان لأسباب أمنية، وفقاً لما نقلته وكالة “رويترز”.
كما عرض الجيش مقاطع فيديو تظهر ممراً ضيقاً تحت الأرض على عمق 20 متراً، قال إن “الرهائن ربما احتُجزوا فيه لأسابيع”.
وفي تصريح للصحفيين بجوار فتحة النفق، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، إن المنطقة تحوي “متاهة من الأنفاق” في تل السلطان. وأوضح أن هذا النفق يُعتبر جزءاً من شبكة أنفاق واسعة كشفت عنها القوات الإسرائيلية بالقرب من رفح وعلى مقربة من الحدود المصرية.
I went to the underground tunnel in Gaza where Hamas executed six Israeli hostages.
This is what I saw. pic.twitter.com/yokR3kVeR3
— דובר צה״ל דניאל הגרי – Daniel Hagari (@IDFSpokesperson) September 10, 2024
ورغم الدمار الهائل في قطاع غزة بسبب الأشهر الطويلة من القصف والقتال، أشار الجيش إلى أن الطريق على طول ممر فيلادلفيا، على الجانب المتاخم لمصر، تم تمهيده مؤخراً.
وفي سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي أن الجنود الستة قُتلوا في ليلة 29 أغسطس، وعُثر على جثثهم بعد يومين تقريباً. وأضاف أن قواته اكتشفت خلال الأشهر القليلة الماضية شبكة من الأنفاق تمتد لنحو 13 كيلومتراً تحت الأرض.
ويُذكر أن وسائل الإعلام الأجنبية لم يُسمح لها بدخول غزة منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في السابع من أكتوبر، إلا في حالات نادرة وبمرافقة الجيش الإسرائيلي. وقد بدأت هذه العملية بعد هجوم نفذته حركة حماس، أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، واحتجاز أكثر من 250 رهينة، وفقاً للإحصاءات الإسرائيلية.
ومنذ اندلاع الحرب، تعرّض قطاع غزة لدمار هائل، حيث دُمرت أجزاء كبيرة منه نتيجة الهجوم الإسرائيلي، ما أجبر معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة على النزوح. كما أدت العمليات العسكرية إلى مقتل أكثر من 41 ألف فلسطيني، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية.
ورغم الجهود التي بُذلت عبر وساطات مصرية وقطرية وأمريكية للتوصل إلى هدنة، لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وما زالت إسرائيل متمسكة بموقفها العسكري في معبر رفح وممر فيلادلفيا، وهو مطلب تسبب في توتر مع القاهرة التي ترفض أي وجود أو سيطرة إسرائيلية على معبر رفح أو محور صلاح الدين.