لماذا ترسل إيران الباليستي إلى روسيا رغم العقوبات الاقتصادية.. تقرير يجيب

شهدت واشنطن استنفاراً ملحوظاً منذ انتشار التقارير الاستخباراتية الأمريكية التي تشير إلى أن إيران قامت بتسليم صواريخ باليستية لروسيا لدعمها في حربها ضد أوكرانيا، حيث لوحت بفرض عقوبات جديدة.

كما لوّح الاتحاد الأوروبي بدوره بفرض عقوبات أيضاً على إيـران، رغم نفي كل من طهران وموسكو لتلك التقارير، وهنا يبرز السؤال الذي يطرح نفسه هو: ماذا يمكن أن تجني طهران من هذا التحرك في وقت تعاني فيه أصلاً من أزمات اقتصادية خانقة وعقوبات دولية متعددة، خاصة من الولايات المتحدة؟

– لماذا ترسل إيران الباليستي إلى روسيا رغم العقوبات

وفقاً للتقارير، فإن إيـران تسعى منذ فترة طويلة للحصول على طائرات مقاتلة من طراز Su-35 وأنظمة دفاع جوي صاروخية من طراز S-400 من روسـيا.

ورغم عدم تسلم طهران لتلك الأسلحة حتى الآن، إلا أن هذا التعاون العسكري يعزز نفوذها على موسكو، وهو أمر لا ترغب روسيا بالضرورة في حدوثه.

إضافة إلى ذلك، موسكو حريصة على عدم توتير علاقاتها مع دول عربية في المنطقة بسبب دعمها لطهران، فهي لا ترغب في دفع تلك الدول نحو تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة، كما أن إيـران نفسها لا ترغب في حدوث هذا السيناريو، وذلك بحسب ما جاء في تقرير لمؤسسة “أتلانتيك كاونسيل”.

– عيون الغرب

يرى بعض المحللين أن طهران قد تكون مترددة في استلام أسلحة روسية متطورة مثل Su-35 وS-400 في الوقت الحالي، لأن هذا قد يزيد من تسليط الأنظار الغربية عليها.

فالغرب يركز حالياً على دعم أوكرانيا في حربها ضد روسـيا، وقد تكون طهران حذرة من أن يتحول التركيز عليها، خاصة إذا خسرت روسـيا الحرب.

إذا خسرت روسيا المعركة في أوكرانيا، فإن ذلك سيسمح للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين بتوجيه مزيد من الاهتمام نحو إيـران، وهو أمر لا يصب في مصلحتها.

– استثمار إيران في دعم روسيا

رغم التحديات والمخاطر المحتملة، قد ترى طهران أن دعم روسـيا من خلال توفير الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية قصيرة المدى هو استثمار جيد.

وهذا التحرك يُعدّ استمرارًا لسياسة إيـران المعتادة في المنطقة، حيث تلجأ إلى “حرب الوكلاء” عبر دعم ميليشيات مثل حزب الله والحوثيين والجماعات العراقية لخوض حروب نيابة عنها.

في الوقت نفسه، حذرت الولايات المتحدة إيران عدة مرات من نقل صواريخ باليستية إلى روسـيا، وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي قد وصف مثل هذه الخطوة بأنها “تصعيد دراماتيكي” في دعم إيـران للحرب الروسية في أوكرانيا.

– نفي إيران وروسيا

فيما يتعلق بالتصريحات الرسمية، نفت إيـران تماماً صحة التقارير التي تحدثت عن تسليمها صواريخ باليستية إلى روسـيا، ووصفتها بأنها جزء من “حرب نفسية” ضدها.

وموسكو بدورها نفت تلك الاتهامات جملة وتفصيلاً، مؤكدة على عدم صحة ما يتم تداوله في وسائل الإعلام الغربية.

وفي النهاية، تبدو إيـران حريصة على تحقيق مكاسب عسكرية من علاقتها مع روسـيا، ولكنها تتعامل بحذر في ظل الوضع الدولي المتوتر.

وبينما تسعى إلى تعزيز نفوذها الإقليمي عبر دعم روسـيا في حربها ضد أوكرانيا، فإنها تدرك أن التوقيت والتوازن في هذه التحركات لهما أهمية كبيرة لضمان عدم تفاقم الضغوط الدولية عليها.

اقرأ أيضا:

)) الدفاع الروسية تعلن السيطرة على بلدة جديدة.. وتكشف خسائر القوات الأوكرانية