زلزال قريب من سد النهضة وخبير يحذر من “كارثة” قد تصل مصر
وسط تحذيرات مستمرة من خبراء حول مخاطر انهيار سد النهضة الإثيوبي، شهدت إثيوبيا صباح اليوم الجمعة زلزالاً بلغت قوته 5 درجات على مقياس ريختر.
وفي هذا السياق، صرح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، لموقع “العربية”، أن الزلزال وقع في تمام الساعة 7:36 صباحاً بتوقيت القاهرة، وكان بقوة متوسطة بلغت 5 درجات، وعلى عمق 10 كيلومترات. كما أشار إلى أن مركز الزلزال يبعد نحو 570 كيلومتراً شرق سد النهضة، و140 كيلومتراً عن العاصمة أديس أبابا.
وأضاف شراقي أن مركز الزلزال يقع ضمن منطقة الأخدود الإثيوبي، وهو امتداد للأخدود الإفريقي العظيم الذي يعد من أكثر المناطق نشاطاً زلزالياً.
وتطرق شراقي إلى الزلزال الذي ضرب إثيوبيا في 8 مايو 2023، بقوة 4.4 درجات على مقياس ريختر، وكان على بعد أقل من 100 كيلومتر من سد النهضة، مما يجعله الأقرب للسد في السنوات الأخيرة. وأوضح أن هذه الهزات تأتي ضمن مئات الزلازل التي شهدتها إثيوبيا خلال القرن الماضي.
وأكد شراقي مجدداً على خطورة الوضع المحيط بسد النهضة، موضحاً أن السد حالياً يحتوي على حوالي 60 مليار متر مكعب من المياه، ما يعادل نحو 60 مليار طن، وهو ما يشكل ضغطاً هائلاً على القشرة الأرضية الهشة في إثيوبيا، نظراً لوجود الأخدود الإفريقي والفوالق الأرضية العديدة في المنطقة.
وأشار إلى أن الزلزال الذي وقع اليوم، رغم بعده الجغرافي وقوته المتوسطة، يظل مقلقاً، حيث إن تكرار مثل هذه الزلازل يمكن أن يؤثر سلباً على السد، خصوصاً بعد عمليات الملء المستمرة.
وعاد ليؤكد أن سد النهضة أصبح أشبه بقنبلة مائية، قد لا تنفجر في الوقت القريب، ولكن خطرها يظل قائماً على مدار السنوات، مما يجعل الوضع محفوفاً بالمخاطر المستمرة.
وأضاف أن منطقة الأخدود الإفريقي، التي تقسم إثيوبيا إلى نصفين، تُعد من أكثر المناطق في إفريقيا عرضة للزلازل والبراكين، مما يزيد من احتمالية انهيار سد النهضة سواء في المستقبل القريب أو البعيد.
جدير بالذكر أن شراقي كان قد حذر في تصريحات سابقة من مخاطر تخزين حوالي 60 مليار متر مكعب من المياه في سد النهضة، مشدداً على أن السد يشكل “قنبلة مائية” تفوق في تأثيرها القنبلة النووية إذا انهار، نظراً للعوامل الجيولوجية والمخاطر المتعلقة بالفيضانات الشديدة.
وختم بالتحذير من أن انهيار السد قد يتسبب في كارثة إنسانية تطال أكثر من 20 مليون مواطن سوداني يعيشون على ضفاف النيل الأزرق والنيل الرئيسي، وقد يمتد التأثير إلى مصر أيضاً.