درب التبانة على توابيت المصريين القدماء.. دراسة تكشف تصوراً “نادراً”
كشفت دراسة حديثة تناولت التصوير المصري القديم للإلهة نوت، التي تمثل السماء، عن علاقة فريدة تربط بين تصويرها ومجرة درب التبانة.
البحث الذي اعتمد على تحليل أكثر من 500 قطعة أثرية من التوابيت التي تعود إلى الأسرتين الحادية والعشرين والثانية والعشرين، قدم رؤى جديدة حول رؤية المصريين القدماء للسماء الليلية والظواهر السماوية.
تركزت الدراسة، التي نُشرت على موقع “أرخايف” للأبحاث العلمية، على نوت، التي لعبت دورًا محوريًا في علم الكونيات المصري القديم. ومن أبرز ما توصلت إليه الدراسة هو اكتشاف عنصر بصري فريد على تابوت “نيسيتاودجا تاخت”، حيث يظهر خط أسود متموج يمتد عبر جسد نوت المرصع بالنجوم. يُشبه هذا الخط إلى حد كبير “الشق الأعظم” الذي يقسم مجرة درب التبانة، مما يشير إلى احتمال أن يكون هذا من أقدم التمثيلات البصرية للمجرة في التاريخ المصري.
أوضح أور جراور، الأستاذ المشارك في الفيزياء الفلكية بمعهد علم الكونيات والجاذبية بجامعة بورتسموث، أن هذا الاكتشاف يبرز صلة غير عادية بين نوت ودرب التبانة. لكنه أكد على ضرورة الأخذ في الاعتبار أن المجرة كانت مجرد واحدة من الظواهر السماوية المرتبطة بنوت، التي كانت تجسد السماء بكل مكوناتها مثل الشمس والنجوم.
اللافت أن الدراسة أظهرت أن ربع الرسوم فقط تصور نوت مغطاة بالنجوم، مما يعارض الافتراض السائد بأنها كانت تمثل دائمًا السماء الليلية. هذه النتائج تشير إلى أن المصريين القدماء ربما فضلوا تمثيل السماء النهارية أكثر من الليلية خلال تلك الحقبة.
كما تسلط الدراسة الضوء على الأدوار الكونية والأخروية المشتركة التي لعبتها نوت، وتعزز من فهمنا لدورها الرمزي كإلهة للسماء وكحامية للأرواح في رحلتها عبر العالم الآخر، حيث ظهرت صورتها في العديد من التوابيت من المملكة الحديثة حتى العصر الروماني.
هذا البحث يفتح آفاقًا جديدة لفهم تصورات المصريين القدماء للكون ويعزز من تقديرنا لأهمية نوت في ممارساتهم الروحية والثقافية.
