حوّل مبنى لركام في ثواني.. ما هو نوع الصاروخ الإسرائيلي الذي ضرب منطقة الشياح في بيروت؟
في لحظات معدودة، تحول مبنى كامل في منطقة الشياح بالعاصمة اللبنانية بيروت إلى كومة من الأنقاض بعد استهدافه بصاروخ إسرائيلي.
الكاميرات وثقت مشهداً مروعاً لانهيار المبنى في ثوانٍ معدودة، مثيرةً تساؤلات حول نوع الصاروخ المستخدم وكيفية عمله التي مكنت من تدمير المبنى بالكامل بهذه السرعة.
تلك الغارة جاءت بعد حوالي 40 دقيقة من تحذير إسرائيلي نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي بالعربية، حيث طُلب من السكان في مبنيين على مشارف الضاحية الجنوبية لبيروت إخلاء المنطقة. ومع ذلك، لم يقدم المتحدث الإسرائيلي أفيخاي أدرعي تفسيراً دقيقاً لاستهداف المباني، مشيراً فقط إلى قربها من “منشآت مرتبطة بحزب الله”.
ووفقاً لوكالة “أسوشيتد برس”، سبقت الضربة الرئيسية ضربات تحذيرية بصواريخ صغيرة أصابت سطح المبنى، وهي تقنية سبق استخدامها في غزة.
الصاروخ المستخدم في هذه الضربة هو “سبيس 2000” من إنتاج شركة “رافائيل” الإسرائيلية، ويُعد جزءاً من عائلة القنابل الذكية (جو-أرض) التي تضم “سبيس 1000″ و”سبيس 250”. يتميز “سبيس 2000” بنظام توجيه متطور يحول القنابل العادية إلى أسلحة دقيقة قادرة على إصابة الأهداف في بيئات معقدة حتى بدون نظام GPS.
أبرز خصائص هذا الصاروخ تشمل العمل بشكل مستقل تماماً بمجرد إطلاقه، ويصل مداه إلى 60 كيلومتراً. كما يعتمد في توجيهه على خوارزميات لمطابقة المشاهد لضمان دقة الإصابات، ويمكن تجهيزه برؤوس حربية مختلفة، مما يجعله مناسباً لمجموعة واسعة من الأهداف.
المناطق الي ما فيها شي وبعمرها ما انضربت عم تنضرب #الغارات_الجويه #الغبيري #الشياح #الطيونة #بيروت pic.twitter.com/hJddlWXJpw
— rawda hajj (@rawdahajj) October 22, 2024
وفقاً للخبير العسكري اللبناني ناجي ملاعب، يعمل صاروخ “سبيس 2000” على تفريغ الهواء حول المبنى المستهدف، مما يؤدي إلى انهياره داخلياً دون أن تنتشر الشظايا.
هذا النوع من الصواريخ يتميز بقوة تفجيرية ارتدادية تعادل قوة زلزالية، ويستهدف عادة قاعدة المباني لضمان تدميرها بشكل كامل.
وتشير شركة “رافائيل” إلى أن “سبيس 2000” يتمتع بقوة تدميرية عالية وأضرار جانبية محدودة، وقد تم تطويره بالتعاون مع شركة “لوكهيد مارتن” الأميركية ضمن اتفاقية لتطوير أنظمة توجيه القنابل الذكية.
تم استخدام هذا الصاروخ في عدة ساحات قتالية حول العالم، بما في ذلك الهند التي استخدمته في هجوم ضد مسلحين متمركزين في باكستان. هذه القنابل قادرة على اختراق أهداف محصنة، وتتميز بقدرتها على التكيف مع الظروف القتالية المختلفة، بما في ذلك الطقس السيئ والتشويش على أنظمة GPS.
تعد هذه القنابل أداة فعالة بيد القوات الجوية الإسرائيلية، كما أثبتت فعاليتها على متن طائرات متعددة مثل الـ”إف 16″.