“بي-52”..أمريكا تنشر “السلاح المرعب” في الشرق الأوسط

أعلنت الولايات المتحدة عن وصول قاذفاتها الاستراتيجية من طراز “بي-52” إلى الشرق الأوسط، وذلك في ظل التوتر المتصاعد والتهديدات الإيرانية بتنفيذ ضربات ضد إسرائيل رداً على الهجمات الأخيرة. 

ويعد هذا النشر هو الأول من نوعه منذ عام 2019، حيث تُعتبر هذه الطائرات العملاقة جزءاً من قوة الردع الأميركية.

تُعرف طائرات “بي-52 ستراتوفورتريس” بقدرتها الفائقة على تنفيذ عمليات قتالية طويلة المدى، حيث يمكنها الطيران بسرعات دون الصوت على ارتفاعات تصل إلى حوالي 15 ألف متر. 

كما تتميز بقدرتها على حمل أسلحة نووية وذخائر تقليدية موجهة بدقة، ما يجعلها قادرة على تنفيذ مجموعة واسعة من المهام الاستراتيجية.

قدرات قتالية متعددة

في النزاعات التقليدية، تستطيع طائرات “بي-52” تنفيذ الهجمات الاستراتيجية، وتقديم الدعم الجوي القريب، وشن عمليات جوية هجومية، إضافة إلى المساهمة في العمليات البحرية. 

كما أنها تعتبر أداة فعالة لمراقبة المسطحات المائية، حيث يمكن لطائرتين فقط تغطية مساحة تقدر بنحو 364 ألف كيلومتر مربع من المحيط خلال ساعتين، ما يسهم بشكل كبير في دعم عمليات البحرية الأميركية.

كما يمكن تجهيز الطائرة بمستشعرات بصرية وكاميرات بالأشعة تحت الحمراء، إضافة إلى معدات استهداف متطورة، ما يعزز من دقتها في تنفيذ المهام القتالية وتقييم الأضرار.

قوة هجومية ذات تسليح متنوع

تتفرد “بي-52” بقدرتها على حمل ترسانة واسعة من الأسلحة المختلفة، حيث تستطيع الطيران لمسافات بعيدة عبر القارات دون توقف، كما يمكنها التزود بالوقود جواً لضمان استمرارها في تنفيذ المهام. 

وتصل حمولة الطائرة إلى 32 ألف كيلوغرام، تشمل ما يصل إلى 30 قنبلة بزنة 500 كيلوغرام، أو 18 قنبلة بزنة 900 كيلوغرام.

ويمكن للطائرة أيضاً حمل ذخائر موجهة بواسطة الأقمار الصناعية، مثل قنابل “JDAM” التي تتراوح أوزانها بين 226 و900 كيلوغرام، وقنابل “بايفواي” الذكية الموجهة بالليزر.

أحد أبرز مميزات الطائرة هو حاملة الصواريخ الدوارة التي يمكنها إطلاق ما يصل إلى 20 صاروخاً من طراز “JASSM كروز”، مع إمكانية إطلاق 12 صاروخاً من أجنحتها، وثمانية صواريخ مخزنة داخل بدن الطائرة. 

وتستطيع الطائرة إطلاق صواريخ “AGM-158 JASSM” التي تتميز بمدى يصل إلى 250 ميلاً، ورأس حربي بزنة 450 كيلوغراماً.

سجل حافل بالخدمة

تعتبر “بي-52” جزءاً من تاريخ سلاح الجو الأميركي منذ منتصف القرن العشرين. حيث صُمم الجيل الأول من الطائرة على يد شركة بوينغ في الأربعينيات، ودخلت الخدمة رسمياً في الخمسينيات، وتحديداً عام 1952. 

وقد شاركت الطائرة في العديد من العمليات العسكرية خلال الحرب الباردة، إضافة إلى دورها الكبير في حرب الخليج عام 1990.

كما استخدمت “بي-52” في عمليات في سوريا، حيث نفذت هجمات ضد قوات موالية للنظام السوري في فبراير 2018، مما يعكس قدرتها المستمرة على التأقلم مع التحديات العسكرية الحديثة وتحقيق الأهداف الاستراتيجية في النزاعات المختلفة.