تقرير أمريكي يكشف كيف استطاع ترامب “خداع” هاريس وفاز عليها
تجرعت كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية، هزيمة مدوية أمام خصمها الجمهوري دونالد ترامب، في معركة انتخابية خاضتها وسط توقعات متفائلة من مستشاريها الذين كانوا يرون أن الفرصة سانحة لها لتحقيق النصر.
فعلى الرغم من تصريحات ترامب المثيرة للجدل والمتكررة في الأسابيع الأخيرة من الحملة، والتي رآها فريق هاريس بمثابة فرص مثالية لاستغلالها لإظهار عدم أهليته لقيادة البلاد، إلا أن هذه الاستراتيجية لم تحقق النتائج المرجوة.
واستبشر المستشارون بفرصة فوزها، خصوصاً مع ظهورها الأخير والحماسي في فيلادلفيا الذي كان يتوج مسار حملتها.
ولكن تبين أن تفاؤلهم كان مبالغًا فيه، إذ عجزت الحملة عن فهم أولويات الناخبين الذين تركزت مخاوفهم حول قضايا مثل التضخم والهجرة أكثر من التركيز على أخطاء ترامب.
الخطأ الأكبر: ارتباطها بإرث بايدن
تظهر تحليلات “وول ستريت جورنال” أن هاريس لم تنجح في التميز عن إدارة الرئيس جو بايدن، ولم تقدم حلولاً مستقلة للقضايا التي تشغل الأمريكيين.
ورغم التمويل الضخم لحملتها، إلا أن افتقارها لاستراتيجية فعالة أسهم في خسارتها. كذلك، يُلام الحزب الديمقراطي على عدم التمهيد السلس للانتقال من جيل القيادة الحالي إلى جيل جديد، فقد تم وضع هاريس في الواجهة رغم عدم جاهزيتها لمنافسة خصم له قاعدة شعبية قوية.
الاعتماد المفرط على مهاجمة ترامب
ارتكب مستشارو هاريس خطأً آخر، إذ ركزوا بشكل رئيسي على شخصية ترامب، معتقدين أن تسليط الضوء على شخصيته المثيرة للجدل سيكون كفيلاً بتحييد التأثيرات السلبية الأخرى.
ومع ذلك، أظهرت استطلاعات الرأي أن استياء الناخبين من أوضاع البلاد، وخاصة بسبب التضخم وموجات الهجرة غير القانونية، دفعهم للبحث عن تغيير حقيقي، وهو ما لم يشعروا بأن هاريس قادرة على تقديمه، خاصة مع ترددها في انتقاد بايدن، لارتباطها الوثيق بإدارته.
فجوات في التواصل مع الناخبين
عانت حملة هاريس أيضًا من تقصير في التواصل مع بعض الفئات، مثل الناخبين السود واللاتينيين والطبقة العاملة في الولايات الحاسمة.
ويرى العديد من الديمقراطيين أن محاولات الحملة للتواصل مع هؤلاء الناخبين جاءت متأخرة ولم تحمل الرسائل الواضحة.
ورغم أن هاريس استفادت من بنية حملة بايدن بعد انسحابه، إلا أن ذلك ترافق مع تحديات داخلية عديدة. فقد قامت هاريس بضم بعض مساعديها القدامى، إلى جانب كبار المستشارين الديمقراطيين الذين عملوا سابقاً مع باراك أوباما، مثل ديفيد بلوف وستيفاني كاتر وميتش ستيوارت، مما أدى إلى خلافات داخلية حول القرارات الاستراتيجية والرسائل الانتخابية، مما أثّر سلباً على فعالية الحملة.
في النهاية، كشف هذا السباق عن تحديات عميقة تواجهها هاريس وحزبها، من عدم القدرة على جذب فئات أساسية من الناخبين إلى ضعف الاستراتيجية في مواجهة خصم ماهر، ليحقق ترامب انتصارًا كبيرًا حاصداً دعمًا واسعًا في المجمع الانتخابي.