وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد يحذر من العلاقة مع دولتين عربيتين
كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية أن وزير الخارجية الجديد، جدعون ساعر، أبدى تحذيرات حازمة بشأن الحفاظ على العلاقات الخارجية مع الدول العربية، خاصة مصر والأردن.
وفقًا لموقع “Hakolhayehudi”، المعروف بانتمائه لتيار اليمين المتشدد في إسرائيل، فإن ساعر كان قد شارك قبل توليه حقيبة الخارجية، عندما كان وزيرًا بلا حقيبة، في مؤتمر بعنوان “الشرق الأوسط الصحيح”. ضم المؤتمر شخصيات بارزة مثل عضو الكنيست أوهاد طال والسفير السابق ديفيد فريدمان.
خلال المؤتمر، ناقش ساعر التحديات المرتبطة بالاعتماد الكامل على مصر والأردن، مشددًا على أهمية الاستعداد لأي تغييرات محتملة.
تحذيرات من تغييرات إقليمية محتملة
قال ساعر في كلمته: “لا يمكننا الافتراض أن الوضع الحالي في الشرق الأوسط سيستمر كما هو. تركيا كانت حليفة لإسرائيل قبل عهد أردوغان، وإيران كانت شريكة استراتيجية قبل الثورة الإسلامية. أما مصر والأردن، فقد خاضتا حروبًا ضدنا في الماضي، ورغم اتفاقيات السلام الحالية، لا أحد يضمن ما سيحمله المستقبل لهذه الدول”.
وأضاف: “على الرغم من التحالفات مع الدول السنية المعتدلة، إلا أن إسرائيل تتعرض لانتقادات من هذه الدول عند مواجهتها لإيران أو أذرعها في المنطقة، ما يعكس تفاوتًا في المصالح.”
ضرورة الواقعية في العلاقات مع الدول العربية
أكد ساعر دعمه لتطوير العلاقات مع الدول العربية التي وقعت اتفاقيات مع إسرائيل، مشيرًا إلى أهمية السعي لعقد اتفاقيات جديدة، خاصة مع المملكة العربية السعودية.
لكنه شدد على ضرورة أن تكون التوقعات من هذه العلاقات واقعية ومستندة إلى حقائق ميدانية. وقال: “من المهم أن نتذكر تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أعلن قطع العلاقات مع إسرائيل بعد الحروب الأخيرة في غزة ولبنان.”
الوضع الأمني على الحدود المصرية
وصف ساعر الوضع على الحدود المصرية بأنه “هادئ نسبيًا”، لكنه أشار إلى أن مصر تعمل منذ فترة طويلة على تعزيز بنيتها التحتية العسكرية، مما قد يسمح لها بشن هجوم على إسرائيل عند الضرورة.
كما تحدث عن سيناريوهات محتملة كان الجيش الإسرائيلي يستعد لها، مثل هجوم مزدوج من قبل حماس أو داعش عبر الحدود المصرية والقطاع.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي قام مؤخرًا بتعزيز وحداته الاحتياطية على الحدود المصرية، لكنه أقر بأن هذه القوات لا يمكنها مواجهة الجيش المصري إذا قرر شن هجوم. وأثار الوزير قلقًا بشأن تهريب الأسلحة عبر الحدود باستخدام الطائرات المسيرة، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة تزداد بشكل ملحوظ.
تهريب الأسلحة والتحديات الأمنية
في الأسابيع الأخيرة، أعلن الجيش الإسرائيلي ضبط شحنات أسلحة تم تهريبها عبر الطائرات المسيرة، تضمنت عبوات ناسفة وأسلحة مختلفة. وتساءل ساعر: “كم عدد هذه الشحنات التي تعبر يوميًا من الحدود المصرية أو الشرقية؟ لا أحد يملك الإجابة.”
التحديات على الحدود الأردنية
أما عن الحدود الأردنية، فأوضح ساعر أنها “ليست هادئة ولا محمية”، حيث تُستخدم كمعبر للمسلحين والمهاجرين غير الشرعيين.
وأضاف أن إيران تستغل هذه الحدود لتهريب عناصر مسلحة متقدمة، مستغلين طول الحدود وصعوبة تأمينها بالكامل.
واختتم ساعر تصريحاته بالتأكيد على ضرورة التعامل بحذر مع التطورات الإقليمية، وضرورة وضع استراتيجيات طويلة الأمد للتعامل مع التحديات الأمنية التي تواجه إسرائيل من الدول المجاورة.
