تعود لدولة عربية.. فينيسيوس جونيور يعلن عن أصول أجداده

فاجأ النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور، لاعب ريال مدريد، الأوساط الرياضية صباح الأربعاء بإعلان مفاجئ عن أصوله الكاميرونية. 

وكشف اللاعب، الذي كان مرشحًا لجائزة الكرة الذهبية، أنه ينتمي إلى قبيلة تيكار في الكاميرون، وفقًا لتحليل الحمض النووي. وبيّن التحليل أن أجداده كانوا قد انتقلوا من السودان إلى شمال الكاميرون قبل مئات السنين.

العودة إلى الجذور الإفريقية

جاء هذا الإعلان في حدث نظمته مؤسسة “AfricanAncestry.com”، حيث قدمت المؤسِّسة جينا بايج الوثيقة لفينيسيوس. 

وعلّقت بايج قائلة: “تاريخ فينيسيوس العائلي تعرض للإخفاء بسبب العنصرية وإرث العبودية. اليوم، نفخر بإعادة اكتشاف جذوره الإفريقية وإبراز هذا الإرث.”

قبيلة تيكار: أصولها وتاريخها العريق

تعتبر قبيلة تيكار إحدى القبائل البارزة في الكاميرون، وتُشير الروايات التاريخية إلى أصولها الممتدة إلى وادي نهر النيل في السودان. 

في كتابه عن شعوب إفريقيا الوسطى، أوضح عالم الأنثروبولوجيا جوان رييرا أن الروايات الشفهية تربط أصول تيكار بمملكة كوش السودانية. 

بينما أكد الباحث مارتن إلوغا، في كتابه الصادر قبل عقد من الزمن، أن القبيلة هاجرت من السودان إلى الكاميرون، مرجحًا أن تكون الحروب أو المجاعات وراء هذه الهجرة.

تيكار: إرث حضاري وامتحانات تاريخية

يضيف الباحث إلدريج مامادو أن الروايات الشفهية عن قبيلة تيكار لا يجب تجاهلها عند مناقشة أصولها. 

وفي السياق ذاته، أشار فوركا ليبي ماثيو فومين في كتابه عن سلالة باموم، إلى أن التيكار عُرفوا بـ”الغزاة السودانيين” لقدرتهم على تطوير صناعة الحديد. بعد وصولهم إلى الكاميرون، أسسوا مملكتهم وتركوا أثرًا عميقًا في شمال ووسط البلاد.

حكمت القبيلة شخصيات بارزة مثل نايا سانا، الذي خلفه جوكور وزوجته يسوم، ثم ابنتهما وو تين. لكن القرن الثامن عشر شهد تدهور وضع التيكار نتيجة غزوات الفولاني، الذين خطفوا أفراد القبيلة وباعوهم كعبيد، ما أدى إلى انتقال التيكار إلى جنوب الكاميرون، حيث يعيشون اليوم ويشكلون 9.9% من سكان البلاد البالغ عددهم نحو 31 مليون نسمة.

العبودية والهجرة إلى الأميركيتين

في منتصف القرن السادس عشر، ومع تدهور أعداد السكان الأصليين في البرازيل بسبب الأمراض وظروف العمل القاسية، لجأ المستعمرون البرتغاليون إلى استقدام العبيد من إفريقيا. 

وتشير دراسة لطالب من جامعة كامبريدج إلى أن تجارة الرقيق في الكاميرون بدأت منذ القرن الخامس عشر، ما أدى إلى انتشار شعب تيكار في الأميركيتين.

من أفريقيا إلى العالمية

بمرور الزمن، بدأ الأفارقة في الأمريكيتين البحث عن جذورهم. ووفقًا للبروفيسور فرانسيس نيامنجوه من جامعة كيب تاون، فإن هذا السعي استعاد ارتباط السود في الأميركيتين بتاريخهم الإفريقي. اليوم، وينضم فينيسيوس إلى قائمة شخصيات بارزة تنتمي لقبيلة تيكار، مثل كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، والمخرج الأميركي سبايك لي، والموسيقي الشهير كوينسي جونز.

ويبرز فينيسيوس كواحد من محاربي العنصرية في كرة القدم، مؤكداً أن اكتشاف الجذور ليس فقط عن الماضي، بل عن الحاضر والمستقبل.