لغز الرجل الذي خطف طائرة وهرب بثروة..ما سر قضية دان كوبر الذي حيّر المحققين في أمريكا؟
الذكرى السنوية لقضية دان كوبر
اليوم 24 نوفمبر، تعد الذكرى السنوية للقضية التى حيرت أمريكا لأكثر من 50 عاما،تُعد قضية دان كوبر الحالة الوحيدة في تاريخ الطيران التجاري التي بقيت دون حل ضمن جرائم القرصنة الجوية.
على مر القرون، واجه رجال الأمن والمحققون صعوبات كبيرة في فك ألغاز العديد من الجرائم التي بقيت دون حل، حيث فشل المسؤولون آنذاك في التعرف على هوية مرتكبيها. ومن أبرز هذه القضايا، الجرائم التي ارتكبها جاك السفاح (Jack the Ripper) في عام 1888، والتي نشرت الذعر بين سكان لندن. عُرف هذا الاسم بكونه لقبًا لقاتل متسلسل نفذ سلسلة من الجرائم في الأحياء الفقيرة بالمدينة، بينما عجزت الشرطة عن كشف هويته.
بداية لغز دان كوبر: الرحلة 305
في 24 نوفمبر 1971، وصل رجل يحمل حقيبة سوداء إلى مكتب شركة نورثوست أورينت الجوية (Northwest Orient Airlines) في مطار بورتلاند الدولي. باستخدام النقود، اشترى الرجل تذكرة ذهاب فقط على متن الرحلة 305، رحلة قصيرة مدتها 30 دقيقة متجهة إلى مطار سياتل تاكوما الدولي.
عرّف الرجل نفسه باسم دان كوبر عند حجز التذكرة. ووفقًا لشهادات الشهود، وُصف بأنه رجل أبيض في منتصف الأربعينيات، ذو شعر داكن وعينين بنيتين، يرتدي بدلة سوداء مع ربطة عنق سوداء، ومعطفًا واقيًا من المطر باللون الأسود، بالإضافة إلى حذاء بني. كان يحمل في يديه حقيبة سوداء وكيسًا ورقيًا بني اللون.
هذه التفاصيل البسيطة كانت بداية واحدة من أعقد وأشهر القضايا الغامضة في تاريخ الطيران التجاري.
لغز دان كوبر: سرقة فدية واختفاء غامض
أثناء الرحلة بين بورتلاند وسياتل، أخبر دان كوبر إحدى المضيفات أنه يحمل قنبلة وهدد بتفجير الطائرة. طالب على إثر ذلك بفدية قدرها 200 ألف دولار (بالإضافة إلى 4 مضلات هبوط عند وصول الطائرة إلى مطار سياتل.
بعد استلامه لمطالبه، سمح دان كوبر للركاب بالنزول في مطار سياتل، بينما طلب من طاقم الطائرة التزود بالوقود استعدادًا للإقلاع نحو نيومكسيكو، على أن تتوقف الطائرة في مطار رينو في نيفادا لإعادة التزود بالوقود. بعد 30 دقيقة من الإقلاع، فتح دان كوبر الباب الخلفي للطائرة وقفز بالمظلة في ظلام الليل فوق جنوب غرب ولاية واشنطن.
على الرغم من جهود مكتب التحقيقات الفيدرالي المستمرة، لم يتمكن المحققون من تحديد هوية دان كوبر أو مكان سقوطه، حيث باءت جميع الأبحاث بالفشل. ومع مرور الوقت، تحول دان كوبر إلى لغز عصي على الحل.
في عام 1980، تم العثور على جزء من الأموال التي سرقها دان كوبر على ضفاف نهر كولومبيا قرب مدينة فانكوفر في ولاية واشنطن، مما أثار مجددًا تساؤلات حول هوية دان كوبر ومصير أمواله.
اختفاء دان كوبر: لغز لا يُحل
على الرغم من الجهود البحثية المكثفة التي أجراها مكتب التحقيقات الفيدرالي، لم يتم التوصل إلى أي نتيجة ملموسة في قضية دان كوبر. وبغياب أي دليل أو العثور على جثة، طرح المسؤولون فرضيات عدة حول وفاته بعد قفزه بالمظلة، مشيرين إلى عوامل مثل الطقس العاصف في تلك الليلة، وعدم امتلاكه المعدات المناسبة للقفز بنجاح، بالإضافة إلى التضاريس الوعرة التي هبط فيها، واختفاء الجزء المتبقي من مبلغ الفدية الذي قيل إنه لم يُنفَق أبدًا.
تطورات جديدة في قضية “دي بي كوبر”: ربطة العنق قد تكشف هويته
في عام 2007، تولت مجموعة تحقيق خاصة العمل على قضية “دي بي كوبر”، الخاطف الغامض الذي أذهل العالم. ضمت المجموعة خبراء من مختلف المجالات، وأعلنت هذا الأسبوع عن اكتشاف جديد قد يقود إلى حل اللغز.
وفقًا للمجموعة، فإن ربطة العنق التي تركها كوبر خلفه تحمل جزيئات من عنصر “التيتانيوم”، الذي كان نادر الاستخدام في عام 1971. وأوضح الخبراء أن هذا العنصر كان مقتصرًا على عدد محدود من المهندسين والمديرين العاملين في صناعات متخصصة، مما يعزز احتمالية ارتباط كوبر بشركة “بوينغ”، الشركة المصنعة للطائرة التي اختطفها.
وأشار أحد المحققين إلى أن الخاطف ربما كان مديرًا أو مهندسًا في الشركة، وارتدى ربطة العنق أثناء العمل، ما يفسر وجود هذا العنصر عليها. وفي المرحلة القادمة، تعتزم المجموعة التعمق في التحقيق حول الأشخاص الذين عملوا في تلك الحقبة في مصانع بالولايات المتحدة تستخدم “التيتانيوم”.
في عام 2016، قرر مكتب التحقيقات الفيدرالي تعليق البحث النشط في القضية، لتظل بذلك قضية دان كوبر هي الوحيدة التي لم تُحل في سجل جرائم القرصنة الجوية في تاريخ الطيران التجاري.
