تحميل سعر البتكوين... | تحميل الدولار مقابل الليرة التركية... | تحميل الدولار مقابل الليرة السورية... | تحميل الدولار مقابل الدينار الجزائري... | تحميل الدولار مقابل الجنيه المصري... | تحميل الدولار مقابل الريال السعودي...
حورات خاصة

رسائل الصواريخ النووية وشبح الحرب العالمية الثالثة.. خبراء يكشفون سيناريوهات “الكارثة والحل”

في ظل التوترات المتصاعدة بين روسيا والغرب، يبدو أن الصراع الأوكراني يدخل مرحلة جديدة من التصعيد مع السماح الغربي لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى ضد العمق الروسي. هذا القرار، الذي جاء مع نهاية ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن وعودة دونالد ترامب إلى السلطة، يحمل أبعادًا خطيرة قد تنقل المواجهة لصراع نووي. في المقابل، حدثت روسيا عقيدتها النووية، ما يفتح الباب أمام احتمالات غير مسبوقة لاستخدام أسلحة الدمار الشامل كوسيلة للردع أو حتى الهجوم.

العقيدة النووية الروسية: تطور استراتيجي أم تهديد جديد؟

 

قرار روسيا بتحديث عقيدتها النووية لعام 2024 يعكس استراتيجيتها في التعامل مع ما تعتبره تهديدات وجودية. 

 

وفقًا لديميتري بريدجيه، مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، الذي تحدث لوكالة “ستيب نيوز” فإن التحديث يشير إلى تحول جذري في استخدام الأسلحة النووية كوسيلة للردع. 

 

يوضح بريدجيه: “تحديث العقيدة النووية الروسية يسلط الضوء على الشروط والظروف التي يمكن بموجبها استخدام الأسلحة النووية، بما في ذلك تعرض روسيا أو حلفائها لهجوم نووي أو وجود تهديد مباشر لسيادتها. كما أن العقيدة تشمل أيضًا استخدام الأسلحة النووية للرد على هجمات غير تقليدية مثل نشر الأسلحة في الفضاء.”

 

يتزامن هذا التحديث مع زيادة التوترات على الحدود الروسية، حيث يتهم الكرملين الناتو بالتوسع العسكري ونشر بنيته التحتية بالقرب من الأراضي الروسية. 

 

وبحسب بريدجيه، فإن: “التحديث الأخير للعقيدة النووية يعكس مخاوف موسكو من التهديدات المتزايدة على حدودها الغربية والجنوبية. الرسالة واضحة: أي تهديد لأمن روسيا القومي سيواجه برد قوي.”

 

الأسلحة النووية التكتيكية والمحور البيلاروسي 

 

تمتلك روسيا مجموعة متنوعة من الأسلحة النووية التكتيكية، والتي تعتبر الأكبر من نوعها في العالم، وتشمل عدة أنواع تختلف في القدرة والتصميم والاستخدام. ومن أبرز هذه الأنواع:

 

1. الرؤوس النووية التكتيكية للقذائف المدفعية: مثل قذائف المدفعية من عيار 152 ملم و203 ملم، وهي مصممة للاستخدام في المعارك البرية لاستهداف تجمعات القوات أو المنشآت الحيوية.

 

2. الصواريخ الباليستية قصيرة المدى: مثل صواريخ “إسكندر-إم”، التي تتميز بدقتها العالية وقابليتها لحمل رؤوس نووية تكتيكية، وتُعتبر أداة ردع رئيسية في النزاعات الإقليمية.

 

3. الصواريخ المجنحة: مثل “كاليبر” و”كينجال”، وهي قادرة على حمل رؤوس نووية صغيرة الحجم، وتستخدم لضرب أهداف برية أو بحرية بعيدة المدى.

 

4. القنابل النووية الجوية: تشمل قنابل تُطلق من الطائرات القاذفة، مثل “توبوليف Tu-22M”، والمخصصة لضرب أهداف محددة في ميدان المعركة.

 

5. الطوربيدات والصواريخ البحرية: مثل الطوربيد النووي “بوسيدون” وصواريخ الغواصات، المصممة لضرب السفن الحربية أو البنية التحتية البحرية.

 

6. الأسلحة النووية التكتيكية المحمولة: تُستخدم في صواريخ تطلق من منصات متحركة أو صواريخ ذات مدى قصير على الأرض.

 

وتتميز هذه الأسلحة بقدراتها المرنة والقدرة على تعديل قوة التفجير لتتناسب مع الأهداف المحددة، مما يجعلها أداة استراتيجية ضمن سياسة الردع الروسية.

 

وليس روسيا وحدها ضمن دائرة التهديد والوعيد، حيث تحدث الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو عن إمكانية توسع الصراع والانزلاق إلى حرب عالمية ثالثة، بسبب الصراع في أوكرانيا. 

 

وكانت روسيا قد أعلنت في مارس 2023 عن نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا، وهو إعلان أكده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يونيو 2023 بعد البدء الفعلي في نقل هذه الأسلحة.

ويُعتقد أن روسيا نقلت بعض الرؤوس النووية إلى منشآت في بيلاروسيا يمكن استخدامها عبر أنظمة مثل صواريخ “إسكندر-إم”، التي تتمتع بقدرة على حمل رؤوس نووية. 

 

وبرر الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو هذه الخطوة بأنها ضرورية لحماية بلاده من “تهديدات خارجية”، بينما يرى الغرب أن هذا التحرك يشكل تصعيداً خطيراً ينذر بسباق تسلح نووي في أوروبا الشرقية ويزيد من التوتر في المنطقة.

 

الغرب ودعمه لأوكرانيا: تغيير قواعد الاشتباك

 

قرار الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بالسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى لاستهداف العمق الروسي يرفع حدة المواجهة بين الطرفين. 

 

يعتبر طارق زياد وهبي، الباحث في العلاقات الدولية، خلال حديث لوكالة “ستيب نيوز”، أن هذا التحول يمثل تصعيدًا خطيرًا في مسار الصراع. 

 

يقول وهبي: “السماح باستخدام صواريخ عابرة ضد العمق الروسي يُظهر تغيّرًا في قواعد اللعبة، لكنه يحمل مخاطر انزلاق الأمور إلى صراع نووي. الرد الروسي باستخدام صواريخ أوريشنيك كان رسالة واضحة بأن موسكو لن تتردد في الرد بالمثل.”

 

لم يكن استخدام هذه الصواريخ دون عواقب. فقد ضربت بعض الشظايا مناطق قريبة من الحدود البولندية، ما أثار قلقًا كبيرًا من أن تمتد الأزمة إلى الدول المجاورة، مما قد يدفع حلف الناتو إلى التدخل المباشر. 

 

ويضيف وهبي: “روسيا تعتبر استخدام هذه الصواريخ تصعيدًا خطيرًا يهدد أمنها القومي. ومع تصعيد الرد، يصبح احتمال التوسع في الحرب أمرًا لا يمكن تجاهله.”

 

ترامب: صانع السلام أم محرك للتوتر؟

 

مع اقتراب عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تتزايد التكهنات حول النهج الذي سيتبناه تجاه الأزمة الأوكرانية. 

 

يرى ديميتري بريدجيه أن عودة ترامب قد تغير المعادلة بشكل جذري، ويقول: “ترامب قد يختار أحد السيناريوهات التالية: تقليل الدعم العسكري لأوكرانيا مع تقديم ضمانات أمنية، أو إنشاء منطقة عازلة بين روسيا وأوكرانيا، أو الاستمرار في دعم أوكرانيا مقابل ضمانات لروسيا بعدم انضمام أوكرانيا للناتو.”

 

من جهة أخرى، يشير طارق وهبي إلى أن ترامب يسعى دائمًا لتقليل تكاليف الصراعات الدولية. ويوضح: “الرئيس ترامب يرفع شعار الحلول بأقل تكلفة، وقد يختار تقليل دعم أمريكا العسكري لأوكرانيا، مما سيضع ضغطًا أكبر على الاتحاد الأوروبي لتحمل العبء.”

 

رغم ذلك، فإن تخفيف الدعم الأمريكي لأوكرانيا قد يغير التوازن داخل حلف الناتو. ويوضح وهبي: “الناتو يعتمد بشكل كبير على الدعم الأمريكي. وإذا قرر ترامب تقليل هذا الدعم، فقد يؤدي ذلك إلى إعادة هيكلة شاملة للأمن والدفاع الأوروبي.”

 

روسيا وإعادة ترسيخ النفوذ الجيوسياسي

 

تسعى روسيا من خلال الصراع الأوكراني إلى تحقيق أهداف جيوسياسية أبعد من ساحة المعركة. 

 

يشير طارق وهبي إلى أن موسكو تستخدم الحرب كوسيلة لتأكيد نفوذها الإقليمي والدولي. ويقول: “رسالة روسيا واضحة: أي تحالف مع الناتو أو الاتحاد الأوروبي لن يتم دون موافقة موسكو. كما أن مشاركتها لقوات من كوريا الشمالية وفاغنر والشيشان تُظهر أنها لا تريد تحمل كلفة الصراع وحدها.”

 

ويعتبر السيطرة على الأراضي الأوكرانية الغنية بالطاقة جزءًا من هذه الأهداف. ويوضح وهبي: “روسيا تضع يدها على مناطق غنية بالطاقة، وهذا يعطيها ورقة ضغط في أي مفاوضات مستقبلية.”

 

أوروبا: بين اقتصاد الحرب وأزمة الطاقة

 

منذ اندلاع الحرب الأوكرانية، دخل الاتحاد الأوروبي في اقتصاد حرب موجه لدعم الدفاع، لكنه واجه تحديات كبيرة بسبب أزمة الطاقة. يشير وهبي إلى أن: “إغلاق مشروعي النورث ستريم 1 و2 أنهك الاقتصادات الأوروبية، مما دفع بعض الدول مثل ألمانيا وإيطاليا إلى زيادة ميزانيات الدفاع على حساب قطاعات أخرى.”

 

رغم ذلك، لا تزال بعض الدول الأوروبية مترددة بشأن دعم أوكرانيا. يقول وهبي: “دول مثل هنغاريا وسلوفاكيا تسعى إلى تقليل الدعم العسكري لأوكرانيا. لكن الدول الكبرى مثل فرنسا وألمانيا وبولندا تظل ملتزمة بالدعم، رغم صعوبة تعويض أي انسحاب أمريكي.”

 

شبح الحرب النووية ودبلوماسية الغياب

 

رغم تصعيد روسيا للعقيدة النووية، لا تزال هناك إشارات على إمكانية التوصل إلى حلول دبلوماسية. لكن وفقًا لوهبي، فإن الدبلوماسية ليست مطروحة في موسكو حاليًا. يقول: “الدبلوماسية الدولية غير مرغوب فيها بموسكو. الكل ينتظر وعود ترامب، لكن أي حل دبلوماسي قد يأتي على حساب السيادة الأوكرانية.”

 

من جانبه، يرى بريدجيه أن السيطرة على الأراضي ستكون العامل الحاسم في أي مفاوضات مستقبلية. ويوضح: “الهدف للطرفين خلال الأشهر القادمة هو السيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي. هذه السيطرة ستكون الورقة الرابحة لأي مفاوضات.”

 

الصراع المفتوح: خيارات محدودة ومستقبل غامض

 

يبدو أن العالم يقف على أعتاب مرحلة جديدة من الصراع، حيث تتداخل المصالح السياسية مع التهديدات النووية. 

 

ومع تصعيد الغرب لدعمه العسكري لأوكرانيا وتحديث روسيا لعقيدتها النووية، يصبح احتمال نشوب مواجهة أوسع نطاقًا أمرًا واردًا.

 

في الوقت ذاته، تظل عودة ترامب عاملًا قد يعيد تشكيل مسار الصراع، سواء بتخفيف حدة التوتر أو بفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التحديات الجيوسياسية. 

 

وبينما تتصاعد المواجهة في الميدان، يبقى السؤال الأهم: هل يتمكن العالم من تجنب الانزلاق إلى صراع نووي شامل؟

رسائل الصواريخ النووية وشبح الحرب العالمية الثالثة.. خبراء يكشفون سيناريوهات "الكارثة والحل"
رسائل الصواريخ النووية وشبح الحرب العالمية الثالثة.. خبراء يكشفون سيناريوهات “الكارثة والحل”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى