إغلاق مطار حلب وبعض الطرق الرئيسية إثر تقدم المعارضة في المدينة
تم إغلاق مطار حلب وبعض الطرق الرئيسية أثر تواصل التصعيد المفاجئ في سوريا بين الجيش السوري والفصائل المسلحة، اليوم السبت، حيث تُعد هذه المرة الأولى التي تدخل فيها فصائل مسلحة إلى مدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية، منذ استعادة الجيش السوري السيطرة الكاملة عليها في عام 2016.
وفي تطور جديد، أفاد المرصد السوري بأن نصف مدينة حلب أصبح تحت سيطرة الفصائل المسلحة. من جانبها، أكدت مصادر “العربية” و”الحدث” أن الحكومة السورية قامت بإغلاق مطار حلب الدولي وألغت جميع الرحلات الجوية في مطار حلب حتى إشعار آخر.
كما أعلنت مصادر عسكرية أن السلطات السورية أغلقت جميع الطرق المؤدية إلى المدينة ومطار حلب اليوم.
روسيا تستعد لإرسال الدعم العسكري
أفادت مصادر عسكرية لـ”رويترز” بأن دمشق تلقت وعدًا بتلقي مساعدات عسكرية روسية إضافية، وأن الحكومة السورية تتوقع وصول معدات وعتاد عسكري روسي إلى قاعدة حميميم خلال 72 ساعة.
من جانبها، أعلنت روسيا أن قواتها الجوية تمكنت من تحييد ما لا يقل عن 200 مسلح من الفصائل غير النظامية في محافظتي حلب وإدلب خلال الـ24 ساعة الماضية، وفقًا لما ذكره نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا.
مقاتلون من هيئة تحرير الشام يقودون دراجة نارية في حي الراشدين بمحافظة حلب
وصف الكرملين في وقت سابق الوضع في حلب بأنه اعتداء على سيادة سوريا، مؤكدًا دعم موسكو لاستعادة النظام في المنطقة.
وأفادت مصادر في الجيش السوري لـ”رويترز” بأن الجيش أغلق الطرق الرئيسية المؤدية من وإلى مدينة حلب، بعد أن صدرت تعليمات للقوات باتباع أوامر “الانسحاب الآمن” من الأحياء التي سيطرت عليها الفصائل المسلحة.
وأوضحت المصادر أن هذه الإجراءات أدت إلى إغلاق المدينة بشكل فعلي، بعد أن أصدر الجيش تعليمات في نقاط التفتيش الخارجية بالسماح فقط لقوات الجيش بالمرور والدخول.
من جانبها، نشرت الفصائل المسلحة صورًا قالت إنها للحظة دخولها حي الشعار في حلب، بعد إعلان حظر تجول كامل في المدينة. كما نشرت صورًا لدخولها حي الفردوس وسط حلب، ووثقت لحظة دخولها مقر محافظ حلب والمستشفى العسكري، بالإضافة إلى دخولها مقر قيادة الشرطة ومبنى المحافظة في المدينة.
تقول الفصائل المسلحة إنها تمكنت من دخول أحياء في حلب، بينما يؤكد الجيش السوري أنه تصدى للهجوم وحقق خسائر كبيرة في صفوف المسلحين.
تصعيد عسكري بعد إغلاق مطار حلب: غارات جوية ونزوح جماعي وسط تزايد الخسائر البشرية
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مسلحين فجروا سيارتين ملغومتين قبل أن يتقدموا نحو الأحياء، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وأوضح المرصد، الذي يعتمد على شبكة من المصادر المحلية في سوريا، أن الطائرات السورية والروسية شنت 23 غارة جوية على مدينة حلب والمناطق المحيطة بها يوم الجمعة. كما ذكر أن 277 شخصًا قُتلوا، معظمهم من مقاتلي الطرفين، بالإضافة إلى 28 مدنيًا، لقي العديد منهم حتفهم جراء قصف الطائرات الروسية التي تدعم قوات النظام في المعركة. ويعد هذا القتال الأكثر دموية بين المعارضين والقوات الحكومية في سوريا منذ سنوات.
إغلاق مطار حلب وبعض الطرق الرئيسية إثر تقدم المعارضة في المدينة
وأضاف المرصد أن قوات المعارضة تمكنت من السيطرة على أكثر من 50 بلدة وقرية منذ يوم الأربعاء.
وفي تطور آخر، أفاد مصدر أمني سوري لوكالة فرانس برس بأن تعزيزات عسكرية وصلت إلى مدينة حلب.
من جانبه، عبر ديفيد كاردن، نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، عن قلقه البالغ بشأن الوضع في شمال غرب سوريا، مشيرًا إلى أن الهجمات المستمرة خلال الأيام الثلاثة الماضية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 27 مدنيًا، بينهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم ثماني سنوات.
وتسببت المعارك في نزوح أكثر من 14 ألف شخص، نصفهم تقريبًا من الأطفال، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وأضاف كاردن أن “البنية التحتية المدنية والمدنيين ليسوا أهدافًا، ويجب حمايتهم بموجب القانون الدولي الإنساني”.
تعليق المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية
كذلك صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، بأن حلب وإدلب ومحيطهما يعدان جزءًا من مناطق خفض التصعيد وفقًا لاتفاقية أستانة، مؤكدًا أن “عملية الفصائل المسلحة تعد خرقًا لهذا الاتفاق”.
إغلاق مطار حلب وبعض الطرق الرئيسية إثر تقدم المعارضة في المدينة