“موعد وفاتك بين يديك” تطبيق ساعة الموت بالذكاء الاصطناعي يثير الجدل حول التنبؤ بتوقيت الوفاة
في عالم التكنولوجيا الذي لا يكف عن إثارة الجدل، برز تطبيق يحمل اسم “ساعة الموت” (Death Clock)، ليلفت الأنظار ويسبب موجة من النقاشات الواسعة. يدعي هذا التطبيق المثير للفضول قدرته على التنبؤ بميعاد وفاة المستخدمين باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. البداية كانت مع فكرة غير تقليدية أطلقها المطور بريت فرانسن، محاولاً دمج التكنولوجيا المتقدمة مع تحليل العادات الحياتية لتقديم رؤية مستقبلية قد تكون مقلقة للبعض ومثيرة للآخرين.
يعتمد التطبيق في عمله على جمع بيانات تفصيلية حول أسلوب حياة المستخدم، مثل النظام الغذائي، النشاط البدني، ومستوى التوتر، ثم يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل هذه العوامل وتوقع تاريخ الوفاة المحتمل. لا يتوقف الأمر عند ذلك، بل يقدم التطبيق توصيات فردية لتحسين جودة الحياة وإطالة العمر المتوقع، مما يثير التساؤلات حول مدى دقة هذا الأسلوب وتأثيره على المستخدمين. وسط هذا الجدل، يظل تطبيق “ساعة الموت” محط اهتمام لكل من يبحث عن تصور تقني مستقبلي لحياته.
تقديم تطبيق “ساعة الموت” وكيف يغير مفهوم التخطيط المالي والصحي
منذ إطلاق تطبيق “ساعة الموت” في شهري يونيو/تموز، حقق انتشارًا واسعًا، حيث تم تنزيله أكثر من 125 ألف مرة. لم يقتصر الاهتمام به على الأفراد المهتمين بتحسين صحتهم فحسب، بل امتد ليشمل الاقتصاديين والمخططين الماليين الذين وجدوا في التطبيق أداة مثيرة للاهتمام لتوقعات الحياة وتأثيرها على التخطيط المالي.
يعتمد التطبيق في دقته على قاعدة بيانات هائلة تضم نتائج مستخلصة من أكثر من 1200 دراسة علمية شملت نحو 53 مليون شخص، مما يمنحه مصداقية علمية وقدرة تحليلية متقدمة تلبي احتياجات مستخدميه المتنوعة.
“ساعة الموت”: فهم العوامل المؤثرة والتخطيط لنمط حياة صحي
عندما يتعلق الأمر بتطبيق “ساعة الموت”، يتم التركيز على تحليل مجموعة من البيانات الدقيقة المتعلقة بحياة المستخدمين اليومية، مثل النظام الغذائي، جودة النوم، ومستويات التوتر، مما يمنح التوقعات مصداقية أكبر مقارنة بالأساليب التقليدية. وفقًا لما صرح به مطور التطبيق بريت فرانسن في حديثه مع بلومبرغ، تسعى التقنية إلى تقديم نظرة عميقة وشاملة تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
آلية عمل التطبيق
تبدأ بمطالبة المستخدمين بإدخال بيانات شخصية شاملة، تتضمن العمر، الجنس، العرق، التاريخ العائلي، وجود الأمراض المزمنة، والحالة النفسية. بعد تحليل هذه البيانات، يقدم التطبيق تقديرًا لتاريخ الوفاة المتوقع، مصحوبًا بتوصيات لتحسين نمط الحياة. على سبيل المثال، إذا أشار التطبيق إلى وفاة محتملة في عمر 90 عامًا، فقد يوصي بتغييرات صحية تمكن المستخدم من العيش حتى عمر 103 سنوات.
سعر الأشتراك في التطبيق
يقدم التطبيق خدماته عبر اشتراك سنوي بقيمة 40 دولارًا، يشمل نصائح يومية موجهة لتحسين الصحة العامة. كما يوفر ميزة مثيرة للجدل تتمثل في عرض عد تنازلي يوضح الوقت المتبقي حتى التاريخ المتوقع للوفاة، ما يثير أسئلة حول الأثر النفسي لهذا التوقع على المستخدمين. وبينما يواصل التطبيق جذب الاهتمام، يظل دوره في تحسين جودة الحياة موضوع نقاش واسع في الأوساط التقنية والصحية.
تعريف التطبيق “ساعة الموت”
يستفيد تطبيق “ساعة الموت” من تحليل عوامل مثل النظام الغذائي، جودة النوم، ومستويات التوتر، مما يعزز دقة التقديرات مقارنة بالأساليب التقليدية، وفقًا لما أشار إليه المطور بريت فرانسن.
للاستفادة من التطبيق، يُطلب من المستخدمين إدخال معلومات شخصية مثل العمر والجنس والعرق، بالإضافة إلى التاريخ العائلي والأمراض المزمنة والحالة النفسية. بعد جمع هذه البيانات، يقوم التطبيق بتقديم تقدير لتاريخ الوفاة المحتمل ويقدم نصائح لتحسين نمط الحياة بهدف إطالة العمر. على سبيل المثال، إذا توقع التطبيق وفاة أحد المستخدمين بعمر 90 عامًا، فقد يشير إلى إمكانية تمديد هذا العمر إلى 103 سنوات عبر تبني عادات صحية أفضل.
كيف يساعدك التطبيق على التخطيط المالي وتجاوز مجرد الفضول
تطبيق “ساعة الموت” لا يقتصر دوره على إثارة الفضول فحسب، بل قد يصبح أداة قيمة في مجال التخطيط المالي. فمعرفة متوسط العمر المتوقع تعتبر عنصرًا حاسمًا في حسابات التخطيط المالي والاقتصادي، من تحديد احتياجات الدخل التقاعدي إلى استراتيجيات التأمين على الحياة وصناديق التقاعد.
على سبيل المثال، وفقًا لجدول معدلات الوفيات الصادر عن إدارة الضمان الاجتماعي الأميركية، فإن الرجل البالغ من العمر 85 عامًا لديه احتمال بنسبة 10% للوفاة في السنة المقبلة، مع متوسط عمر متوقع إضافي يبلغ 5.6 سنوات. ومع ذلك، يشير بريت فرانسون، مطور التطبيق، إلى أن هذه المتوسطات قد تكون غير دقيقة، وأن الخوارزميات المستخدمة في “ساعة الموت” توفر تقديرات أكثر دقة وشخصية، بحيث يتم تحديد ساعة موت دقيقة لكل مستخدم.
هذه التكنولوجيا الواعدة قد تحدث تحولًا في طريقة التفكير حول التخطيط المالي، مما يساعد الأفراد في اتخاذ قرارات أكثر دقة بشأن مدخراتهم واستثماراتهم للتقاعد.
“ساعة الموت”: كيف يمكن استخدام هذه الأداة الذكية لتخطيط التقاعد والتفكير في المستقبل
أحد القلقات الرئيسية لكبار السن المتقاعدين هو احتمال أن يعيشوا فترة أطول مما تغطيه مواردهم المالية. ومع ذلك، يمكن لأدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل تطبيق “ساعة الموت” أن تسهم في تحسين التخطيط للتقاعد وتمكين الأفراد من اتخاذ قرارات مالية مدروسة.
وفقًا لتصريحات فرانسون، مطور التطبيق، فإن التنبؤ بتاريخ الوفاة قد يكون التاريخ الأكثر أهمية في حياة الشخص. ورغم الطابع القاتم للفكرة الأساسية للتطبيق، إلا أن تأثيره المحتمل في تعزيز السلوكيات الصحية وإعادة التفكير في التخطيط المالي يبرز كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعيد تشكيل نظرتنا لطول العمر وأثره العميق على الاقتصاد.
من الضروري أن نأخذ في الاعتبار أن العمر المتوقع قد يتأثر بعوامل غير قابلة للتنبؤ مثل الحوادث والكوارث. بالإضافة إلى ذلك، تلعب العوامل النفسية والاجتماعية، مثل الشعور بالرضا أو الوحدة، دورًا كبيرًا في جودة الحياة وطولها. لذلك، من الأفضل استخدام “ساعة الموت” كأداة استرشادية تساعد في التفكير والتخطيط، وليست كحكم نهائي على الحياة.