“هل سيوجه هذا السلاح إلينا؟” إسرائيل تلوح باحتلال سيناء إذا استمر تصاعد القوة العسكرية المصرية
عادت سيناء إلى واجهة الخطاب الإعلامي الإسرائيلي، حيث واصلت وسائل الإعلام للأسبوع الثاني على التوالي دق ناقوس الخطر بشأن ما وصفته بتسارع سباق التسلح وتعاظم القدرات العسكرية للجيش المصري في فترة زمنية قصيرة. وتزايدت التحذيرات الإسرائيلية من أن استمرار هذا الزخم قد يدفعها إلى التفكير مجددًا في سيناريو احتلال سيناء، في إشارة واضحة إلى تصاعد القلق من التغيرات الجيوسياسية على حدودها الجنوبية.
في تقرير مطول نشرته القناة السابعة الإسرائيلية اليوم الثلاثاء، تناولت القناة تفاصيل القوة المتنامية للجيش المصري، موجهة تساؤلًا مباشرًا للقيادة الأمنية والسياسية الإسرائيلية: “هل يمكن للنظام في إسرائيل تجاهل التهديد العسكري المتزايد الذي يلوح في الأفق على حدودنا الجنوبية؟”. هذه التحذيرات تعكس قلقًا متزايدًا من عودة سيناء إلى صلب المعادلة الأمنية في المنطقة.
تحذيرات إسرائيلية من سباق التسلح المصري: القلق من التطورات العسكرية وتداعياتها الإقليمية
في سياق متصل، تناول تقرير مطول للقناة العبرية المعروفة بميلها لليمين المتشدد، أعده المحرر العسكري شمعون كوهين، تساؤلات حول أسباب دخول مصر في سباق تسلح غير مسبوق. التقرير، الذي يأتي ضمن سلسلة من التحذيرات الإسرائيلية، سلط الضوء على تنامي القدرات العسكرية المصرية بشكل سريع، مع الإشارة إلى أن أهداف هذا التسلح الضخم ما زالت غير واضحة بالنسبة لإسرائيل.
وأوضحت القناة أن عددًا كبيرًا من التقارير الإعلامية الإسرائيلية تطرقت إلى هذه القضية، محذرة من أن تعزيز مصر لقوتها العسكرية قد يحمل في طياته تهديدًا مستقبليًا. ورغم تلك التحذيرات، فإن إسرائيل، وفق التقرير، تختار في الوقت الحالي التغاضي عن هذا التحدي المتصاعد، خاصة فيما يتعلق بحدودها الجنوبية وقرب سيناء، مما يثير تساؤلات حول استراتيجياتها الأمنية المستقبلية.
التداعيات الإسرائيلية المتزايدة على تطوير القوة العسكرية المصرية
في إطار الجدل المتصاعد حول سباق التسلح المصري، استضافت القناة العبرية الباحث الإسرائيلي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط والمحاضر في أكاديمية “رمات غان”، روني شالوم، لتحليل هذه الظاهرة والبحث عن أسبابها المحتملة. وأثار الحوار تساؤلات حول مدى استيعاب النظام الأمني الإسرائيلي لحجم هذا التحدي، وما إذا كان يتعامل بجدية مع التهديدات المحتملة في المنطقة.
عند سؤاله عن مدى استعداد إسرائيل لمواجهة هذا السيناريو، أوضح شالوم أن النظام الأمني الإسرائيلي يحصل على ميزانيات ضخمة بالمليارات، مخصصة لمراقبة وتحليل التطورات الإقليمية والاستعداد لمختلف السيناريوهات. وأضاف: “لا ينبغي أن تقتصر مهمة النظام الأمني على تهدئة الجمهور، بل يجب أن تشمل استعدادات حقيقية ومستمرة لأي تطور، خاصة في المناطق الحساسة مثل سيناء، التي تشكل نقطة محورية لأي تصعيد محتمل”.
وتابع شالوم قائلاً: “بالنظر إلى الدروس القاسية المستفادة من أحداث السابع من أكتوبر، يصبح من الضروري تعزيز الآليات الرقابية وتحسين أداء النظام الأمني، لضمان الجهوزية التامة والاستجابة الفعالة لأي تهديد يلوح في الأفق”.
المخاوف الإسرائيلية من تحكم الجيش في الدولة وتغير موازين القوى في المنطقة
يرى الباحث الإسرائيلي روني شالوم أن إسرائيل تمر بفترة استثنائية تتسم بتحول في طبيعة العلاقة بين الجيش والدولة، حيث يبدو أن الجيش أصبح أكثر تحكمًا في مسار الأمور، واصفًا الوضع الحالي بأنه أقرب إلى “جيش لديه دولة” وليس العكس. وأشار شالوم إلى ضعف قدرة المستوى السياسي والجمهور على ممارسة الرقابة الفعالة على تصرفات الجيش، ومستوى استعداده، وحتى تكييف مشترياته مع الاحتياجات التشغيلية الفعلية.
وأضاف شالوم أن الهيبة التي كان يتمتع بها الجنرالات في الماضي قد تراجعت، إذ أصبح واضحًا أن خلف كل جنرال توجد أجندة شخصية أو رؤى أيديولوجية قد تؤثر على القرارات الاستراتيجية. وفي ظل هذا الواقع، شدد على أهمية التأكد من احترافية المسؤولين العسكريين وخضوعهم للرقابة والمراجعة، لضمان توافق القرارات العسكرية مع الأولويات الوطنية والإقليمية.
وأشار شالوم إلى أهمية تعزيز الشفافية والرقابة على الجيش، خصوصًا في القضايا الحساسة المرتبطة بالأمن القومي، مثل الأوضاع في سيناء، حيث تشكل هذه المنطقة المحورية تحديات كبيرة تتطلب تنسيقًا عسكريًا وسياسيًا عالي المستوى لضمان الاستعداد لمختلف السيناريوهات.
رؤية إسرائيل لتسليح الجيش المصري في ظل الاقتصاد المتدهور وتأثيرها على المنطقة
أوضح الباحث الإسرائيلي روني شالوم أن تسليح الجيش المصري يأتي في ظل وضع اقتصادي متأزم تعاني منه البلاد. فقد تضاعفت ديون مصر أربع مرات خلال السنوات الأخيرة لتصل إلى ما يقرب من 160 مليار دولار، بينما فقدت العملة المصرية ثلاثة أرباع قيمتها، مما تسبب في ارتفاع أسعار المواد الغذائية وصعوبة استيراد القمح. وأشار شالوم إلى أن هذه الظروف الاقتصادية قد تؤدي إلى حالة من الإحباط الشعبي وربما تمرد داخلي.
وأضاف شالوم أن تعاظم دور الجيش المصري قد يكون مرتبطًا بتدخله في مختلف قطاعات الحياة العامة، بما في ذلك المشاريع الهندسية والصناعات وحتى المواقع السياحية. هذا الدور الواسع يتيح للحكومة المصرية تجنيد أعداد كبيرة في صفوف الجيش، مما يساهم في تخفيف البطالة والتوتر المدني، ويعزز الولاء للحكومة.
وأكد شالوم أن مصر تعتمد أيضًا على الدعم الدولي لتجنب الانهيار، مشيرًا إلى أن التحذيرات المصرية المتكررة من هذا الخطر تؤدي إلى تدفق التبرعات، مثل منحة 1.2 مليار دولار التي قدمتها إدارة بايدن لمصر دون شروط. في هذا السياق، أشار إلى أن منطقة سيناء قد تكون محورًا للتحديات الإقليمية المستقبلية، مما يضيف أهمية لدور الجيش في الاستقرار المحلي والإقليمي.
تحليل التسليح العسكري لمصر وتأثيره على الأوضاع الأمنية في شبه جزيرة سيناء
يرى الباحث الإسرائيلي روني شالوم أن الدعم الغربي لمصر، مثل المساعدات الأمريكية، ليس نابعا من ثقة الغرب بقدرة القاهرة على تنفيذ إصلاحات عميقة، بل يعكس فهمًا غربيًا خاصًا للواقع في الشرق الأوسط. هذا الواقع يدفع الغرب، وإسرائيل ضمنه، إلى تجنب ممارسة ضغوط حقيقية على الحكومة المصرية، حتى مع تزايد التسلح العسكري.
وأشار شالوم إلى موافقة إسرائيل على بيع جزيرتين في منطقة سيناء إلى السعودية كمثال على عدم ممارسة أدوات الضغط بفعالية. واعتبر أن الإمارات، على النقيض، استطاعت الحفاظ على علاقات متوازنة مع دول مثل إيران وإسرائيل، مما يعكس قدرة على المناورة الإقليمية.
وأضاف شالوم أن التسلح المصري قد يكون مرتبطًا بقضايا داخلية، لكنه أكد ضرورة أن تبدي إسرائيل معارضتها بوضوح، مشيرًا إلى أن التهديد بإعادة السيطرة على أجزاء من سيناء قد يكون رسالة فعالة. ورغم حساسية هذه الخطوة، يرى شالوم أنها لن تلغي اتفاق السلام، بل قد تؤدي إلى تعزيزه من الجانب المصري الذي سيدرك جديتها.
ذعر اعلامى إسرائيلي غير مسبوق من تسليح الجيش المصرى فى سيناء وتهديدات باعادة احتلالها !!!
في تقرير جديد بثته قناة “كان 11″، التابعة لهيئة البث الإسرائيلية، تناول المحرر المتخصص في الشؤون المصرية، روي كياس، تصاعد قوة الجيش المصري خلال الفترة الأخيرة. أشار كياس إلى أن مصر تبدو في سباق تسلح مكثف، متسائلًا عما إذا كان هذا التسلح موجهًا نحو إسرائيل.
الفيديو الذي نشرته القناة يسلط الضوء على قلق متزايد داخل الأوساط الإسرائيلية بشأن تعزيز القوة العسكرية المصرية، خاصة في ظل التغيرات الإقليمية المستمرة. هذه التحذيرات تأتي بالتزامن مع مخاوف من تأثير هذه التغيرات على الأمن الإسرائيلي، بما في ذلك إمكانية توجيه التهديدات نحو سيناء، التي طالما كانت محورًا للاتفاقيات الأمنية بين الجانبين.
تعرف على: مصر تتجه إلى بيع الشركات الحكومية الكبرى.. كيف تؤثر هذه الخطوة على الاقتصاد المحلي؟