لماذا تشهد حماة معارك طاحنة عكس ما حدث في حلب.. وما أهميتها لطرفي الصراع
استيقظ الجيش السوري من صدمة سيطرة الفصائل المعارضة على حلب ليقاتل في حماة بشراسة كبيرة ويحاول تثبيت النقاط والمكاسب وكأنه بسباق مع الوقت، ولا تقل حماة أهمية عن حلب التي سيطرت عليها الفصائل المعارضة قبل نحو أسبوع، وقد تتجاوزها أيضا في هذا الجانب بناء على معطيات الميدان الحاصلة الآن والمشهد السياسي والعسكري الذي طالما عرفت به المدينة منذ عقود.
وتحاول الفصائل، منذ يومين، اختراق دفاعات قوات الجيش السوري من جهة ريف حماة الشمالي، وفي حين أنها حققت تقدما واسعا في العديد من القرى والبلدات التابعة للمدينة هناك اصطدمت، خلال الساعات الماضية، بحشود عسكرية كبيرة وبـ”حالة استماتة” على الأرض لم تظهر عندما سيطروا على حلب وكامل محيطها.
وتقع مدينة حماة وسط سوريا تقريبا، مما يجعلها نقطة وصل بين المحافظات الرئيسية، مثل دمشق، حمص، حلب، إدلب. ويمنحها قربها من المناطق الريفية والحدود الإدارية لمحافظات مثل إدلب واللاذقية موقعا استراتيجيا، للتأثير على الكثير من الديناميكيات السياسية والعسكرية أيضا.
وكذلك تنبع أهمية حماة من موقعها الجغرافي على الطريق الدولي (M5)، ومن يسيطر على مدينة حماة سوف يملك زمام المبادرة للتقدم العسكري بشكل أكبر. كما أن المدينة تملك عقدة مواصلات هامة، تساعد في تنفيذ عمليات عسكرية واسعة.
وتتصل حماة مع البادية السورية، وأيضا مع أرياف إدلب ويوجد فيها مطار عسكري.
كما أن السيطرة عليها تعني السيطرة على حمص بشكل أسهل من المتوقع.