بلومبرغ: روسيا قد لا تنقذ الأسد ومعركة حمص “فاصلة”
قالت وكالة بلومبرغ الأمريكية، في تقرير اليوم الجمعة، أن الرئيس السوري بشار الأسد يواجه تحدياً عسكرياً جديداً مع اقتراب قوات المعارضة من مدينة حمص الاستراتيجية، ما يضع حكومته في اختبار صعب وسط تراجع الدعم العسكري الروسي والإيراني الذي كان يعتمد عليه منذ سنوات. يأتي هذا في وقت تستنزف فيه الموارد العسكرية لموسكو وطهران بسبب تدخلاتهما في أوكرانيا والصراعات الإقليمية الأخرى.
حمص.. عقدة استراتيجية في الصراع
بعد سيطرة قوات المعارضة على مدينة حماة، باتت على بعد كيلومترات قليلة من حمص، التي تُعد آخر مدينة رئيسية قبل العاصمة دمشق.
وتقول بلومبرغ إن سقوط حمص سيشكل تهديداً كبيراً للأسد؛ إذ سيقطع الطريق بين قواته ومعاقل الطائفة العلوية على الساحل، حيث تتمركز قاعدة بحرية روسية.
ووفقاً لتشارلز ليستر، مدير برامج سوريا في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، فإن “مستقبل الأسد لم يكن أكثر هشاشة مما هو عليه الآن”، مع إشارة واضحة إلى أن الدعم الروسي يبدو محدوداً مقارنة بما قدمته موسكو سابقاً.
الدعم الروسي والإيراني: غياب الحسم
رغم تنفيذ الطائرات الروسية ضربات جوية لدعم قوات الأسد، لم تُظهر موسكو استعدادها لنشر قوات إضافية، ما يثير التساؤلات حول التزامها بإنقاذ الأسد كما فعلت سابقاً.
وفي الوقت ذاته، اكتفت إيران بوعد “دراسة” إرسال تعزيزات عسكرية، مع الإشارة إلى وجودها المحدود حالياً في حمص.
ومع ذلك، تبقى ميليشياتها الموالية، مثل حزب الله، خياراً محتملاً لتعويض النقص، رغم تراجع قدراتها نتيجة التصعيد الإسرائيلي الأخير.
كما نقلت بلومبرغ عن مصادر لم تسمها قولها إن روسيا لا تجد فرصة لإنقاذ الأسد مادامت قواته تنسحب بشكل سريع من مواقعها.
الموقف العراقي ومقاومة التدخل
تحاول حكومة العراق التوازن بين ضغوط إيران ودعوات تجنب التدخل في سوريا. وبينما عبر بعض مقاتلي الحشد الشعبي الحدود لدعم الأسد، أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين قلقه من تفاقم الأزمة، في وقت يحاول فيه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إبقاء العراق بعيداً عن الصراع.
التوترات الإقليمية والمواقف المتباينة
في ظل تصاعد الأزمة، يخطط وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا للقاء في قطر لبحث تطورات الوضع، إلا أن الخلافات بين الأطراف تبدو جلية.
بينما تعتبر إيران التصعيد مؤامرة إسرائيلية، دعت تركيا الأسد للتفاوض مع المعارضة، وسط حديث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن رغبته في استقرار المعارضة داخل سوريا.
سيناريوهات المستقبل
التقدم السريع لقوات المعارضة منذ سيطرتها على حلب أثار دهشة المراقبين. ويؤكد خبراء أن سقوط حمص قد يصبح واقعاً خلال أيام إذا استمرت الروح المعنوية المنخفضة لدى قوات الأسد.
يرى سرحات إركمان، مدير مركز تحليل المخاطر والأمن في أنقرة، أن السيطرة على حمص ستعني تهديداً وجودياً للنظام السوري.
في خضم هذه التطورات، يبقى مصير الأسد معلقاً بين تحديات داخلية وضغوط خارجية، بينما تترقب القوى الإقليمية والدولية تحولات الصراع في سوريا وتأثيرها على التوازنات الإقليمية.
