إسرائيل خائفة من “الخطر” القادم من الجنوب.. والأعين نحو الجيش المصري
للأسبوع الثالث على التوالي، تُركّز وسائل الإعلام الإسرائيلية على مسألة تسليح الجيش المصري وتعاظم قدراته العسكرية، وهو ما أثار جدلاً واسعًا في الأوساط الإسرائيلية حول دوافع هذه القوة المتزايدة.
قلق إسرائيلي بشأن النوايا المصرية
أشارت المذيعة والخبيرة في الشؤون العربية، راشيل بودا، في تقرير نشره موقع “ماكور ريشون” الإسرائيلي، إلى أن القوة العسكرية المصرية المتزايدة تثير تساؤلات عن نوايا القاهرة المستقبلية. ووصفت بودا هذا الأمر بأنه قد يفتح “باب الشر” تجاه إسرائيل إذا قررت مصر استخدام هذه القوة.
مصر بين الماضي والحاضر
استعرض التقرير التاريخ الطويل للعلاقات المصرية-الإسرائيلية، مشيرًا إلى لحظة تاريخية عندما هبط الرئيس المصري الراحل أنور السادات في إسرائيل عام 1977 لإلقاء خطابه أمام الكنيست.
وأوضحت بودا أن السادات، الذي قاد الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973، ألقى خطابًا بلهجة مصرية عامية، مما أضاف بُعدًا شعبيًا ومؤثرًا للحدث. ومع ذلك، دفعت مصر ثمناً باهظاً داخلياً لهذه الخطوة، بما في ذلك اغتيال السادات نفسه بعد سنوات قليلة.
مفهوم السلام: اختلاف الرؤى
تطرقت بودا إلى الفروق بين الفهم المصري والإسرائيلي لمفهوم السلام.
وقالت إن الثقافة العربية تميّز بين “الهدنة”، و”السلام”، و”المصالحة”، مشيرةً إلى أن ما تطلق عليه إسرائيل “سلاماً” هو في الحقيقة مجرد هدنة طويلة الأمد، بينما “المصالحة” بمعناها المصري لم تتحقق قط مع إسرائيل.
تطور القدرات العسكرية المصرية
ركز التقرير على التطور السريع في القدرات العسكرية المصرية، موضحاً أن مصر أصبحت تمتلك خامس أكبر قوة بحرية في العالم، معززةً بأسطول يضم الفرقاطة الألمانية المتقدمة “القادر” وعددًا من الغواصات والسفن الحربية الحديثة.
كما أشار إلى أن القوات الجوية المصرية تحتل المرتبة الثامنة عالميًا، مع امتلاكها أحدث الطائرات المقاتلة.
تساؤلات حول الأهداف
طرحت بودا تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذا التسليح المكثف، مشيرة إلى أن مصر لا تواجه صراعات كبيرة مع جيرانها، مثل ليبيا أو السودان، وأن نزاعها مع إثيوبيا بشأن مياه النيل لا يستدعي بناء جيش بهذا الحجم.
لكنها أبدت قلقًا من تركيز الدفاعات المصرية على قناة السويس، ملمحة إلى احتمالية وجود تهديد مستقبلي غير معلن.
خرق محتمل لاتفاقيات السلام
أثار التقرير مخاوف من أن مصر قد تنتهك بنود اتفاقية السلام مع إسرائيل، مستشهدةً بتدريبات الجيش المصري على سيناريوهات قتالية تحاكي مواجهات مع القوات الإسرائيلية.
وذكرت أن الخطاب الداخلي المصري، وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، لا يزال يعتبر إسرائيل “عدواً”.
تهديد محتمل من الجنوب
اختتمت بودا تقريرها بالتحذير من أن إسرائيل قد تكون غافلة عن تهديد متصاعد من الجنوب، مشيرة إلى أن التركيز الإسرائيلي على حزب الله وإيران في الشمال ربما يأتي على حساب رصد تحركات مصر العسكرية. وقالت: “يجب أن نعيد التفكير في الافتراضات الراهنة وأن نستعد لمواجهة تهديدات جديدة قد تنبع من مصر”.