ترامب يدعو إلى تغيير “عادة” أمريكية منذ الحرب العالمية الأولى
أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الجمعة، أن الحزب الجمهوري سيعمل على إلغاء التوقيت الصيفي، واصفًا إياه بأنه “غير مريح ومكلف” بالنسبة للولايات المتحدة.
وقال ترامب، عبر منصته “تروث سوشال”، إن الحزب الجمهوري سيبذل قصارى جهده لتحقيق هذا الهدف، مشيرًا إلى أن “التوقيت الصيفي يحظى بدعم قاعدة انتخابية صغيرة ولكنها مؤثرة، ومع ذلك، فإنه يكلف البلاد كثيرًا من حيث الراحة والمال”.
التوقيت الصيفي: جذور تاريخية وجدلية دائمة
تقوم غالبية الولايات الأمريكية بتقديم الساعات في مارس وتأخيرها في نوفمبر بهدف تحقيق توازن أفضل في ضوء النهار. ورغم أن الشائعات تربط هذا الإجراء بالمزارعين، إلا أن التوقيت الصيفي طُبّق لأول مرة خلال الحرب العالمية الأولى لتعزيز الإنتاجية الصناعية.
واستمر تطبيقه خلال الحرب العالمية الثانية لنفس الأسباب، لكنه واجه تحديات في أوقات لاحقة. ففي سبعينيات القرن العشرين، حاولت الولايات المتحدة جعله دائمًا خلال أزمة الطاقة، إلا أن التجربة قوبلت باستياء شعبي واسع بعد تسجيل حوادث دهس أطفال في ساعات الصباح المبكرة بسبب الظلام.
حاليًا، لا تلتزم بعض الولايات والمناطق الأمريكية مثل هاواي وأريزونا وأقاليم في المحيط الهادئ ومنطقة البحر الكاريبي بالتوقيت الصيفي.
وجهات نظر متباينة حول استمرار أو إلغاء التوقيت الصيفي
يدعم البعض فكرة إبقاء الساعات كما هي طوال العام، ما يعني شروق الشمس في وقت مبكر خلال أشهر الشتاء.
ويعتقد المؤيدون أن هذه الخطوة قد تعزز الأنشطة الاقتصادية وتقلل من الجريمة، إذ يوفر ضوء النهار المسائي وقتًا أطول للتسوق والترفيه.
من ناحية أخرى، تشجع مجموعات الأعمال والمطاعم على الحفاظ على التوقيت الصيفي الحالي لدعم الاقتصاد، بينما تفضل قطاعات أخرى إنهاء التغييرات الموسمية في التوقيت لتجنب الإرباك الذي تسببه.
جهود تشريعية متعثرة وموقف ترامب
لطالما أبدى ترامب دعمه لإلغاء تغييرات التوقيت، إذ قال في تغريدة عام 2019: “جعل التوقيت الصيفي دائمًا فكرة جيدة بالنسبة لي”.
ورغم ذلك، تعثرت المحاولات التشريعية لتحقيق هذا الهدف. ففي عام 2022، أقر مجلس الشيوخ قانونًا لجعل التوقيت الصيفي دائمًا، لكن مجلس النواب لم يطرح المشروع للتصويت.
وفي العام الماضي، أعاد مشرعون من الحزبين تقديم مشروع قانون مماثل، ومع إعلان ترامب دعمه للجهود الحالية، يبدو أن احتمالية تنفيذ التغيير قد أصبحت أكثر واقعية.
