لأول مرة منذ أكثر من 100 عام.. قانون روسي يخص الزواج بين المسلمين في البلاد
أصدر مجلس العلماء التابع للإدارة الروحية للمسلمين في روسيا (SDM) فتوى تجيز تعدد الزوجات في الزواج الديني لمسلمي الاتحاد الروسي، مع الالتزام الصارم بالعدل والمساواة بين الزوجات.
وأعلن ذلك مفتي موسكو ونائب رئيس الإدارة الروحية للمسلمين، إلدار عليوتدينوف، في تصريحات لوكالة “ريا نوفوستي”، موضحًا أن القرار جاء خلال اجتماع موسع للمجلس لمناقشة الفتوى بعنوان “مسألة تعدد الزوجات في المجتمع المسلم في الاتحاد الروسي”.
شروط تعدد الزوجات في الفتوى
أكد عليوتدينوف أن الزواج الديني الثاني أو الثالث أو الرابع يكون مسموحًا به في حالات محددة، منها:
- عدم قدرة الزوجة الأولى على الإنجاب لأسباب صحية.
- انتهاء فترة الإنجاب للزوجة.
- وجود أسباب أخرى مثل عدم التوافق الجنسي أو رفض الزوجة إنجاب الأطفال.
وشدد المفتي على أن الشرط الأساسي لجواز التعدد هو تحقيق العدل التام بين الزوجات، مشيرًا إلى أن ذلك يشمل:
1. الدعم المادي المتساوي لكل زوجة.
2. توفير سكن منفصل لكل واحدة منهن.
3. تقسيم الوقت بشكل عادل بين الزوجات وفقًا لاتفاق مُسبق.
وأوضح أن عدم الالتزام بهذه الشروط يُعد انتهاكًا للشريعة الإسلامية، مما يجعل التعدد غير جائز.
حقوق المرأة وآليات التنفيذ
أشار عليوتدينوف إلى أن على الزوج إبلاغ زوجته بنيته الزواج مرة أخرى، مؤكدًا أن إخفاء هذا الأمر غير مقبول.
وأوضح أن للزوجة الحق في طلب إنهاء زواجها إذا لم توافق على الزواج الجديد.
كما أضاف أن الرجل الذي يدخل في زواج ديني جديد سيكون ملزمًا قانونيًا بتوثيق وصية وتبني جميع الأطفال الذين سيأتون نتيجة هذا الزواج.
وأكد المفتي أن أحكام الفتوى تُعنى بتوضيح حقوق والتزامات الزوجين في إطار الزواج الديني، لكنها لا تتعارض مع القوانين المدنية الروسية.
ولفت إلى أن القانون الروسي يعترف بزواج واحد فقط يتم تسجيله رسميًا في مكتب الأحوال المدنية، لكن الفتوى جاءت للتعامل مع الواقع الذي تعيشه الأسر متعددة الزوجات بالفعل.
ضمان حقوق المرأة في الزواج الديني
اختتم عليوتدينوف تصريحاته بالتأكيد على أن النساء المرتبطات بزواج ديني فقط قد لا يحصلن على حقوقهن بشكل كامل في ظل غياب الإطار القانوني المدني.
وأوضح أن الفتوى تهدف إلى تعزيز وعي المرأة بحقوقها الدينية وتقديم إرشادات قانونية تمكنها من حماية حقوقها في مثل هذه الحالات.
