تحميل سعر البتكوين... | تحميل الدولار مقابل الليرة التركية... | تحميل الدولار مقابل الليرة السورية... | تحميل الدولار مقابل الدينار الجزائري... | تحميل الدولار مقابل الجنيه المصري... | تحميل الدولار مقابل الريال السعودي...
حورات خاصةاخبار سوريا

تحديات بناء سوريا الجديدة.. خبراء يكشفون عن شهرين حاسمين أمام إدارة الشرع

مع إسقاط نظام بشار الأسد، دخلت سوريا مرحلة جديدة من تاريخها، تواجه فيها تحديات متعددة لبناء دولة حديثة تحتضن جميع مكونات الشعب السوري، ولعل أبرز التحديات هي بناء وزارة دفاع وتشكيل جيش جديد، قوامه مئات الفصائل مختلفة الأفكار والعقائد والتوجهات. 

 

وبدورها الإدارة الجديدة برئاسة أحمد الشرع تعمل على تأسيس قواعد المرحلة الانتقالية من خلال خطوات استراتيجية تشمل دمج القوى العسكرية، وتنظيم مؤتمر وطني شامل، والتعامل مع التدخلات الإيرانية التي تهدف لزعزعة الاستقرار. 

 

بناء الجيش السوري الجديد 

 

التقى قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، ووزير الدفاع المكلّف بالحكومة المؤقتة مرهف أبو قصرة، مع قيادات الفصائل العسكرية في سوريا، وجرى الاتفاق على حل كل الفصائل ودمجها بوزارة الدفاع الجديدة، وسط وضع رؤى حديثة لبناء الجيش الجديد منها أن يكون احترافياً وليس إلزامياً لكل الشعب. 

 

حول ذلك يؤكد حسن حمادة، وزير الدفاع بالحكومة المؤقتة التابعة للإئتلاف السوري، ومقرها تركيا، والتي لم يتم إشراكها حتى الآن بالحكومة الجديدة، أن هناك فرصة لبناء جيش وطني موحّد، ويقول: “في ظل الفوضى التي خلفها سقوط النظام، الأولوية القصوى للحكومة المؤقتة هي فرض الأمن والاستقرار في البلاد، مع الحفاظ على مؤسسات الدولة القائمة” . وذكر أن بناء جيش وطني قوي يضم جميع القوى الثورية والضباط المنشقين هو الأساس لتحقيق هذا الهدف. 

 

وأكد قائلاً: “الأولوية الآن هي دمج جميع القوات العسكرية في جيش وطني، بحيث يكون للضباط المنشقين دور محوري في بنائه. هذا هو الحل الأمثل لضمان استقرار البلاد على المدى الطويل”.

 

أما الخبير العسكري أحمد حمادة، فأشار إلى أن وزارة الدفاع لم تتشكل بعد بشكل كامل، لكنها ستكون المعنية بدمج جميع القوى العسكرية بما فيها بعض عناصر “قسد”، شريطة الالتزام بمعايير محددة. وأضاف: “الدولة السورية الجديدة ليست حكراً على فئة بعينها، بل يجب أن تتسع لجميع السوريين، بشرط الالتزام بالمبادئ الوطنية والتخلي عن الأجندات الأجنبية”.

 

وكانت تركيا أعلنت أنها بصدد دعم الإدارة السورية الجديدة بهدف بناء الجيش السوري، حيث قالت تقارير عن مصادر بوزارة الدفاع التركية أن أنقرة ستساعد السلطات السورية الجديدة في إنشاء جيش نظامي قوامه 300 ألف شخص. ووفقا للمصادر، سيشارك في تشكيله مستشارون ومتخصصون عسكريون أتراك.

 

وجاء قرار حل القوات السورية وضمها إلى وزارة الدفاع الجديدة، خلال لقاء بين زعيم السلطات السورية الجديدة أحمد الشرع، مع قادة المجموعات المسلحة التي حاربت ضد قوات النظام السوري البائد.

 

وفي 22 ديسمبر، أكد الشرع أن الجماعات المسلحة لن تتمكن من التواجد في سوريا إلا تحت مظلة وزارة الدفاع في البلاد.

 

 

دور قوات “قسد” 

بعد انتهاء الحرب غي سوريا والإطاحة بالنظام السوري يوم 8 كانون الأول من العام الجاري، برزت تحديات المواجهة مع قوات قسد التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ترفض تلك القوات تسليم مواقعها للحكومة الجديدة، بينما تطلب تركيا منها الابتعاد عن حدودها، وتدور معارك عنيفة بين فصائل المعارضة التي تدعمها تركيا ضد هذه القوات شمال شرق سوريا. 

 

تطرق العميد حسن حمادة إلى التحديات التي تواجه الحكومة المؤقتة في التعامل مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، موضحاً أن انهيار جيش النظام جعل تحرير بعض المناطق أسهل، لكنه أشار إلى أن مقاومة عناصر “قسد” كانت شرسة. وأكد أن المعركة مستمرة حتى تحرير كامل الأراضي السورية أو تسليم “قسد” أسلحتها للدولة. وقال:

“قسد تدرك أن نهايتها في سوريا أصبحت وشيكة، خاصة بعد تخلي روسيا وأمريكا عنها. لن يفيدها خلط الأوراق، والحل الوحيد أمامها هو تسليم السلاح والانخراط في الجيش الوطني”.

 

من جهته، أوضح أحمد حمادة أن “قسد” تقف الآن على مفترق طرق، وأن اندماجها مع الدولة السورية يتطلب اتخاذ خطوات واضحة. وشدد على أهمية استبعاد العناصر المرتبطة بحزب العمال الكردستاني (PKK) ومن ارتكبوا انتهاكات بحق الشعب السوري. وأشار قائلاً:

“الاندماج يجب أن يكون فردياً وليس جماعياً، مع ضمان تحقيق العدالة والمساءلة”.

 

 

مؤتمر وطني في سوريا 

 

يقول العميد حسن حمادة: “إن المؤتمر خطوة نحو التوافق الشامل في إطار جهود بناء دولة شاملة، وهناك أهمية لعقد مؤتمر وطني يجمع كل مكونات الشعب السوري” . وأوضح أن هذا المؤتمر سيكون بمثابة نقطة انطلاق لتشكيل حكومة انتقالية واسعة تضم جميع الأطياف. 

 

وأضاف: “سنعمل على أن تكون سوريا منارة للعالم، تضم الجميع بمختلف تنوعاتهم. لا يمكن تحقيق ذلك إلا بتوافق شامل وتمثيل حقيقي لكل مكونات المجتمع”.

 

الخبير أحمد حمادة أكد بدوره أن المؤتمر الوطني يجب أن يشمل ممثلين من جميع المحافظات لضمان تمثيل عادل. وأوضح أن المؤتمر قد يؤدي إلى تشكيل مجلس شعب جديد ووضع رؤية شاملة لإدارة الدولة. لكنه أشار إلى أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب خطوات جدية قائلاً:

“النجاح يعتمد على تقديم كل محافظة لممثليها وضمان مشاركة حقيقية بعيداً عن المصالح الفردية”.

 

دور عربي فاعل

وكانت دمشق على مدار الأيام القليلة الماضية، قبلة دبلوماسية لعدد من المسؤولين العرب والإقليميين، حيث زار وزراء خارجية قطر وتركيا والأردن، القيادة السورية الجديدة، كما تلقت القيادة اتصالات هاتفية من الإمارات والبحرين والسعودية. 

 

ووسط ترحيب عربي واسع بإرادة السوريين، هناك إشارات عربية تربط استقرار البلاد بقدرة الانتقال السلس إلى حكم مدني يتوافق عليه جميع أطياف الشعب السوري، وسط تطمينات ووعود بدعم اقتصادي كبير قادم إلى البلاد التي أنهكتها الحرب على مدار 14 عاماً. 

 

إيران تتحرك لزعزعة الاستقرار 

 

زعزعة الاستقرار والمشروع المضاد

من أبرز التحديات التي تواجه الحكومة المؤقتة، حيث تسعى طهران لدعم مجموعات وشخصيات مرتبطة بالنظام السابق بهدف إضعاف الدولة الجديدة. 

 

وأوضح أحمد حمادة أن إيران تستخدم هذه المجموعات لزعزعة الاستقرار في المناطق المحررة، مشيراً إلى تدخلات في مناطق مثل خربة المعزة والمزيرعة ومصياف. وقال: “إيران لم تستسلم بعد سقوط النظام وتعمل على استغلال أي فراغ لتمرير أجنداتها. لكن الشعب السوري أصبح أكثر وعياً بدورها التخريبي”.

 

من ناحيته، أكد العميد حسن حمادة أن الحكومة المؤقتة اتخذت إجراءات لتعزيز الأمن ومنع أي أعمال انتقامية قد تستغلها إيران لإثارة الفوضى. وقال: “التعيينات الأخيرة بحكومة البشير تهدف للحفاظ على مؤسسات الدولة ومنع أي فراغ أمني يمكن أن تستغله الأطراف الخارجية”، مشددًا على وقوف الجميع خلفها بهذه المرحلة. 

 

وكانت قد خرجت قبل أيام جماعات مدعومة من إيران واستغلت تجمعات ببعض المناطق ورفعت شعارات طائفية، كما هاجمت عدداً من قوات الأمن التابعة للسلطات الجديدة وأوقعت بينهم قتلى وجرحى، وجاء ذلك بعد ساعات فقط من حديث المرشد الإيراني علي خامنئي عن ثورة مضادة قد تخرج في سوريا. 

 

وعلى إثر ذلك بدأت إدارة العمليات العسكرية في سوريا حملة أمنية واسعة في محافظات حمص وطرطوس واللاذقية وحماة، بحثاً عن فلول النظام السوري البائد، وخلالها تمكنت من القبض على اللواء محمد كنجو حسن، في منطقة “خربة المعزة” التي ينحدر منها، والتابعة لطرطوس، ويعتبر كنجو صيداً ثميناً حيث تبوّأ منصب مدير إدارة القضاء العسكري، ورئيس المحكمة الميدانية التي أعلنت فيها أحكام إعدام آلاف من معارضي النظام السوري السابق. 

 

وليست إيران وحدها التي تحاول زعزعة استقرار سوريا، حيث تلعب إسرائيل جنوب سوريا، دوراً تخريبياً، يحذر منه العرب والغرب، وسط مطالب بضرورة احترام سيادة سوريا، بعد توغل الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي السورية بشكل يومي وتهديد أهالي المناطق الحدودية بريفي درعا والقنيطرة. 

 

بناء سوريا الجديدة 

 

تتزايد التطلعات لتشكيل حكومة انتقالية شاملة تدير البلاد خلال الفترة القادمة، حيث أن الفترة المحددة للحكومة الحالية هي لشهر آذار، ثم يتوقع أن يجري تشكيل حكومة انتقالية جديدة بعدها. 

 

 العميد حسن حمادة شدد على أن البناء السياسي والعسكري يجب أن يكون شاملاً ويعكس تطلعات جميع السوريين. وأكد أن الجهود مستمرة لتحقيق ذلك من خلال التوافق الوطني ومشاركة الجميع.

 

أما أحمد حمادة، فأشار إلى أن نجاح هذه المرحلة يتطلب رؤية استراتيجية واضحة وقيادة حكيمة قادرة على تجاوز التحديات. وقال:

“التحديات كبيرة، لكنها ليست مستحيلة. النجاح يعتمد على التزام الجميع بالعمل من أجل مصلحة الوطن بعيداً عن الحسابات الضيقة”.

 

 

بينما تتقدم سوريا نحو مرحلة جديدة، تواجه الحكومة المؤقتة تحديات كبيرة تشمل تحقيق الأمن، دمج القوى العسكرية، وإعادة بناء مؤسسات الدولة. 

 

وأكد الخبيران أنه على الرغم من التدخلات الخارجية ومحاولات زعزعة الاستقرار، فإن إرادة الشعب السوري وتصميم القيادة على تحقيق التوافق الوطني يمثلان فرصة حقيقية لبناء مستقبل أفضل.

 

وتقف سوريا اليوم أمام مفترق طرق تاريخي، لكن الجهود المخلصة قادرة على توجيهها نحو مسار جديد يضمن الاستقرار والازدهار للجميع.

 

 

تحديات بناء سوريا الجديدة.. خبراء يكشفون عن شهرين حاسمين أمام إدارة الشرع
تحديات بناء سوريا الجديدة.. خبراء يكشفون عن شهرين حاسمين أمام إدارة الشرع

إعداد: جهاد عبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى