قرار تركي لأول مرة منذ سنوات يتعلق بعبد الله أوجلان
قال حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، المؤيد للأكراد، الجمعة، إن السلطات التركية وافقت على السماح لأعضاء الحزب في البرلمان بإجراء لقاء مباشر مع عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني، في سجنه الواقع بجزيرة إمرالي. وتعد هذه الزيارة الأولى من نوعها منذ نحو عقد من الزمن.
وكان الحزب قد تقدم بطلب رسمي للزيارة الشهر الماضي، عقب إعلان حليف رئيسي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن مبادرة جديدة تهدف إلى إنهاء الصراع المستمر منذ 40 عاماً بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني، المصنف كتنظيم محظور.
ويقبع أوجلان في سجن بجزيرة إمرالي جنوب إسطنبول منذ اعتقاله قبل 25 عاماً، حيث يقضي حكماً بالسجن المؤبد.
وتأتي هذه التطورات في وقت تصاعدت فيه حدة التوترات في منطقة الشرق الأوسط، مما أثار تساؤلات حول إمكانية استئناف محاولات إنهاء الصراع، رغم الغموض الذي يكتنف فرص النجاح.
في سبتمبر الماضي، شهدت المنطقة محاولات أولية لإحياء مفاوضات السلام بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، لكن غياب مؤشرات ملموسة من أنقرة حول ماهية هذه المبادرة ترك احتمالات التوصل إلى تسوية سياسية موضع شك.
وفقاً لمحللين وسياسيين تحدثوا إلى وكالة “رويترز”، فإن اقتراح السلام الذي قدمه أحد حلفاء أردوغان أثار مزيجاً من التفاؤل والحذر، في ظل التحديات التي واجهت جهود السلام السابقة بين عامي 2013 و2015. وتزامن ذلك مع إعلان حزب العمال مسؤوليته عن هجوم في أنقرة الأسبوع الماضي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، مما يعكس صعوبة استئناف المفاوضات وسط تصاعد العنف.
من الناحية الاستراتيجية، يمثل تحقيق السلام مكاسب كبيرة لتركيا، إذ سيخفف العبء على الأجهزة الأمنية، ويدعم التنمية الاقتصادية في جنوب شرق البلاد ذات الأغلبية الكردية، ويقلل من حدة التوترات الاجتماعية. كما يأمل كثير من الأكراد في أن تسفر أي تسوية عن إصلاحات ديمقراطية تعزز حقوقهم الثقافية وتدعم استخدام اللغة الكردية، وهي خطوات من شأنها تحسين العلاقات بين تركيا وحلفائها الغربيين.
ورغم التزام المسؤولين الأتراك بالصمت بشأن أي خطة محتملة لإنهاء الصراع، إلا أن تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، وقلق أنقرة من تزايد نفوذ الجماعات المسلحة في شمال العراق وسوريا، قد تكون دافعاً إضافياً للتفكير في تسوية الصراع مع حزب العمال الكردستاني.
