تصعيد خطير.. قصف متبادل وسقوط قتلى بين أفغانستان وباكستان

أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية، اليوم السبت، أن قوات حركة طالبان نفذت هجمات استهدفت مواقع عدة داخل الأراضي الباكستانية، وذلك عقب أيام من غارات جوية شنتها باكستان على أراضٍ أفغانية. 

ورغم أن البيان الرسمي للوزارة لم يذكر اسم باكستان بشكل مباشر، إلا أنه أشار إلى تنفيذ الضربات “وراء الخط الافتراضي”، وهو الوصف الذي تستخدمه السلطات الأفغانية للإشارة إلى الحدود المتنازع عليها مع باكستان.

وجاء في البيان أن “العديد من المواقع الواقعة وراء الخط الافتراضي، والتي تمثل مخابئ ومراكز للعناصر المعادية والمنسقين للهجمات داخل أفغانستان، جرى استهدافها، تحديداً في الجهة الجنوبية الشرقية للبلاد”. وعند سؤال المتحدث باسم الوزارة، عناية الله خوارزمي، حول ما إذا كان البيان يعني باكستان، أجاب قائلاً: “نحن لا نعتبر هذه المناطق أراضي باكستانية، لذا لا يمكننا تأكيد الموقع، لكنها تقع على الجانب الآخر من الخط الافتراضي”.

تجدر الإشارة إلى أن أفغانستان ترفض منذ عقود الاعتراف بالحدود المعروفة بـ”خط ديورند”، التي رسمها الاستعمار البريطاني في القرن التاسع عشر عبر المناطق القبلية الجبلية الواقعة بين أفغانستان وباكستان، والتي تُعرف بسوء الأمن وغياب القانون.

مواجهات على الحدود: ضحايا وخسائر

في سياق متصل، أفادت مصادر أمنية باكستانية بمقتل جندي على الأقل وإصابة سبعة آخرين خلال تبادل لإطلاق النار بين القوات الباكستانية والأفغانية على الحدود. 

ووفقاً لوكالة “فرانس برس”، فقد اندلعت المواجهات باستخدام الأسلحة الثقيلة في بعض الأحيان بين ولاية خيبر بختونخوا الباكستانية ومنطقة خوست الأفغانية.

وقال مسؤول أمني باكستاني رفيع المستوى إن الاشتباكات وقعت في موقعين على الأقل داخل إقليم كورام الباكستاني، مشيراً إلى تسجيل مقتل جندي وإصابة سبعة آخرين. 

وفي المقابل، أكد مسؤول من ولاية خوست الأفغانية أن الاشتباكات، التي وقعت في وقت مبكر من صباح السبت، أجبرت السكان المحليين على مغادرة المنطقة، لكنه نفى تسجيل أي خسائر بشرية في الجانب الأفغاني.

توتر وتصعيد متبادل

تأتي هذه التطورات في ظل تصعيد متبادل بين الطرفين، حيث كانت السلطات الأفغانية قد توعدت بالرد بعد غارات جوية باكستانية يوم الأربعاء، قالت إنها تسببت بمقتل مدنيين. من جانبها، أوضحت إسلام أباد أن الغارات استهدفت مواقع لمتشددين على الحدود.

يُذكر أن العلاقات بين أفغانستان وباكستان تشهد توتراً مستمراً، حيث تتهم إسلام أباد حركة طالبان الأفغانية بالسماح للمسلحين باستخدام الأراضي الأفغانية كقاعدة لشن هجمات داخل باكستان، وهو ما تنفيه طالبان بشدة.